فاجعة اخرى بسبب مادة القوارص: خمس وفيات نتيجة عملية تسمم ،العدد قابل للارتفاع و فتح بحث تحقيقي في الغرض

استفاق عدد من الاحياء الشعبية بولاية القصرين على فاجعة وذلك بسبب ما يشتبه في انه تسمم بمادة القوارص ،حيث تعرّض اكثر من عشرين شخصا

الى التسمم مما أدى الى وفاة خمسة منهم ووجود اثنين بحالة حرجة فيما يتلقى العشرات من المستهلكين لهذه المادة العلاج بالمستشفى الجهوي بالقصرين، هذا وقد تم فتح تحقيق في الغرض.

للتذكير تعيد هذه الحادثة الى الذاكرة سيناريو ما جرى في ولاية القيروان وتحديدا معتمدية حاجب العيون حيث تعرض اكثر من سبعين شخصا الى التسمم بمادة القوارص الطين وقد تم توزيعهم على عدد من المستشفيات الجهوية وتوفي عدد آخر منهم وذلك منذ شهر ماي 2020.
وتتمثل اطوار فاجعة القصرين في استهلاك عدد من الأشخاص الذين تتراوح اعمارهم بين 25 و47 سنة مادة القوارص والتي يبدو أنها كانت ممزوجة بمواد اخرى تسببت في تعرّض اكثر من عشرين شخصا الى التسمم الجماعي تم نقلهم الى المستشفى الجهوي بالقصرين لتلقي العلاج وبينهما شخصان بحالة حرجة ،هذا وقد توفي خمسة اشخاص بهذه المادة السامة وفق الحصيلة الاخيرة للوفيات والتي تعتبر قابلة للارتفاع وفق مصادر من المستشفى المذكور، علما وأن احد المتسممين تم العثور عليه متوفى داخل منزله من قبل عائلته.

هذا وتؤكد المعطيات المتوفرة أنه تم تزويد اكثر من محل صغير بعدد من الاحياء الشعبية من ولاية القصرين من قبل شخص واحد لأن عدد حالات التسمم موزعة على اكثر من منطقة وبالتالي فإن المزود واحد.

من جهة اخرى تم فتح بحث تحقيق في الغرض من قبل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين وفق ما اكده مساعد وكيل الجمهورية شوقي بوعزي وقد تم تعهيد احدى الفرق الامنية بالجهة للوقوف على حقيقة وملابسات عملية التسمم جراء مادة يشتبه في انها القوارص وتمت اضافة مواد اخرى اليها. كما تم الكشف عن شخص، وهو صاحب محل لبيع الفواكه الجافة، متورط في بيع هذه المادة للحالات المذكورة وقد تبين أنه استهلك من هذه المادة هو الاخر، وهو موجود حاليا في العناية المركزة بالمستشفى الجهوي بالقصرين، كما تورط عدد اخر من الأشخاص الذين لا تزال عمليات البحث عنهم جارية لمعرفة المصدر الرئيسي للمادة نظرا لخطورتها هذا وقد افاد ذات المصدر أنه تم الإذن بعرض جثث المتوفين على الطبيب الشرعي للوقوف على الاسباب الحقيقية للوفاة.

وتجدر الاشارة الى ان الأبحاث في الحادثة المماثلة التي شهدتها منطقة حاجب العيون من ولاية القيروان منذ ماي المنقضي التي فتحت طبقا لأحكام الفصل 215 من المجلة الجزائية، والذي ينص على (أن كل شخص تعمد – بدون قصد القتل – إعطاء غيره مواد نتج عنها مرض أو عجز عن الخدمة، قد تصل عقوبته الى السجن بقية العمر، إذا نتج عن ذلك الموت) قد اسفرت على اصدار قلم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالقيروان بطاقات بالسجن ضدّ اربعة انفار مع الابقاء على شخص آخر بحالة سراح علما وأن المودعين بالسجن هما شخصان أصيلا معتمدية حاجب العيون (رجل وامرأة) وهما صاحبا محلين قاما ببيع القوارص للمتضررين، وشخصان آخران من ولاية صفاقس، قاما بصنع هذه المادة المسمومة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115