مساعد وكيل الجمهورية بابتدائية تونس لــ«المغرب»: «الأبحاث الأولية والسماعات في ملف صفقة الكمامات تقدمت خطوات مهمة»

أذنت النيابة العمومية بالقطب القضائي الاقتصادي والمالي منذ 17 افريل بفتح تحقيق في شبهة فساد تتعلق بصفقة صناعة الكمامات

وتم تكليف فرقة الأبحاث المالية والاقتصادية في ذات اليوم بإنابة عدلية للبحث والتقصي،إذ شرعت مباشرة في التحقيقات الأولية وذلك بإجراء سلسلة من السماعات، وقد مرّ أسبوعان تقريبا على انطلاق الأبحاث في هذا الملف المثير للجدل،ولمزيد التفاصيل حول مدى تقدم السماعات تحدثنا مع محسن الدالي مساعد وكيل الجمهورية ورئيس وحدة الإعلام والاتصال بالمحكمة الابتدائية بتونس.

بداية قضية الحال كانت بتلقي الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد لـ11 تبليغا بوجود شبهات فساد وتضارب مصالح في صفقة صناعة مليوني كمامة وذلك بعد دخول نائب بالبرلمان على الخط وهو صاحب مصنع للكمامات،الهيئة وأمام هذا الكم الهائل من البلاغات قامت بالتحقيق والتقصي وقررت إحالة الملف على أنظار القضاء.

التحقيق في قضية الحال لم يكن قضائيا فقط بل كان إداريا كذلك بعد أن أحالت الهيئة سالفة الذكر نسخة من الملف إلى رئاسة الحكومة التي كلّفت وزارة الوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد بفتح تحقيق داخلي قامت به الهيئة العامة لمراقبة المصاريف العمومية التي نشرت ملخص لتقريرها مؤخرا تحدثت فيه عن جملة من النقائص والاخلالات على غرار تعدّد اللجان وغياب ما يفيد تحديد المسؤوليات، بالإضافة إلى عدم الاستعداد مسبقا لدى الصيدلية المركزية إلى حدّ تاريخ المهمة الرقابية لإنجاز الشراءات المطلوبة، كما كشف التقرير أن وزير الصناعة قام شفاهيا بالاتفاق مباشرة مع أحد المزوّدين لتسريع إنتاج دفعة أولى بمليوني كمامة، وهو تصرّف مخالف للصيغ القانونية والترتيبية والطلبات العمومية وخاصة المنافسة والشفافية والمساواة مع غياب صفة المشتري العمومي.علما وان وزير الصناعة صرح بأنه لم يكن يعلم بان صاحب المصنع الذي تحدث معه هاتفيا نائب بالبرلمان،في المقابل علّل النائب تصرفه بأنه لم يكن يعلم بان القانون يمنع النواب من الدخول في الصفقات العمومية وهو تبرير لاقى الكثير من الانتقادات.

إشترك في النسخة الرقمية للمغرب

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

وزير الدولة لدى رئيس الحكومة المكلف بالوظيفة العمومية والحوكمة ومكافحة الفساد محمد عبو لخص التقرير في إحدى تصريحاته إذ نفى وجود شبهة فساد وإنما الأمر يتعلق بمخالفة جملة من الإجراءات والقوانين ولم تكن هناك نية للربح وكسب المال بطريقة غير مشروعة وفق تعبيره.

نعود إلى الملف على المستوى القضائي فقد أكد محسن الدالي مساعد وكيل الجمهورية ورئيس وحدة الإعلام والاتصال بالمحكمة الابتدائية بتونس في تصريح لـ«المغرب» أن الأبحاث الأولية تقدمت خطوات مهمة جدا وكذلك السماعات وقال في هذا السياق «باشرت الفرقة المختصة سلسلة من السماعات منذ مدة ولا تزال وقد تقدمت أشواطا كبيرة في هذا المستوى وهي تباشر عمليات البحث و التقصي في هذا الملف بكل جدية و حرص من اجل الوقوف على حقيقة وجود شبهة فساد وتضارب مصالح من عدمه»،هذا وقد احتفظ محدثنا بصفات الأشخاص الذين تم سماعهم في هذه القضية والذين مثلوا أمام فرقة الأبحاث المالية والاقتصادية وذلك حفاظا على سرية الأبحاث وغيرها. وللتذكير فإن هذا الملف لم يتم فيه أي إيقاف أو احتفاظ لأي طرف في انتظار ختم الأبحاث الأولية ليحال الملف مجددا على النيابة لتتخذ على ضوءه الإجراءات اللازمة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115