27 نوفمبر، الذكرى الخامسة لأحداث سليانة: هيئة الحقيقة والكرامة على الخطّ

واقعة الرّش بسليانة تعود أطوارها إلى نوفمبر 2012 وقريبا سيتم إحياء الذكرى الخامسة لتلك الأحداث الأليمة التي خلّفت أكثر من 200 مصاب بمادة الرّش إصابات مختلفة الخطورة فمنها من فقد بصره،وذلك على خلفية مظاهرات لمتساكني المنطقة تطالب بالتشغيل وتحسين وضعياتهم الاجتماعية والتي سرعان ما تحوّلت إلى مواجهات بينهم وبين الأمن ليستعمل

الأخير مادة الرّش،أحداث مرّت عليها أكثر من اربع سنوات ولا تزال تفاصيلها محفورة في ذاكرة كلّ من عاشها وخاصة الضحايا، هنا وتزامنا مع قرب إحياء الذكرى الخامسة اختارت هيئة الحقيقة والكرامة أن تعقد جلسات استماع لعدد من ضحايا الرّش ،حول هذه النقطة تحدثنا مع ابتهال عبد اللطيف احد عضوات الهيئة المعنية.
وللتذكير فإن ملف أحداث الرّش بسليانة قد تعهّد به القضاء العسكري وتحديدا المحكمة العسكرية الدائمة بالكاف،إذ شهد عديد العثرات والتعطيلات ،ولكن في الشهر المنقضي قرّر قلم التحقيق ختم الأبحاث الأمر الذي جعل هيئة الدفاع عن القائمين بالحق الشخصي يطعنون في ذلك القرار لأنه غير مقبول وفق تعبيرها لأنه تم فيه تكييف التهم من محاولة القتل العمد إلى الاعتداء بالعنف.

جلسات استماع
قرّرت هيئة الحقيقة والكرامة عقد جلسات استماع علنية لعدد من ضحايا أحداث الرّش بسليانة وذلك لكشف حقيقة ما حصل بتاريخ 27 نوفمبر 2012 وفق ما صرّحت به ابتهال عبد اللطيف عضو بالهيئة المذكورة، في نفس السياق وبخصوص موعد جلسات الاستماع وعدد الضحايا الذين سيتم سماعهم قالت عبد اللطيف «تقرّر عقد جلسات الاستماع في آخر الشهر الجاري والحالات لا تزال تحت الدراسة لم نحدّد بعد العدد النهائي للضحايا المراد سماعهم، أما في ما يتعلق بشروط الاختيار للشهادات فقد اختارت الهيئة أن تعتمد نقطة مهمة وهي قيمة الشهادة في كشف الحقيقة» كما أن الجلسات المنتظر عقدها ستخصّص فقد لضحايا واقعة الرّش دون سواها وذلك بمقر صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين بالمركز العمراني الشمالي وفق ذات المصدر.علما وان عدد ضحايا الرّش وصل إلى 200 شخص تقريبا والإصابات مختلفة منها ما هو على مستوى العين والوجه ومنها أيضا ما هو على مستوى الجسم وأماكن مختلفة ،كما أن نسبة الأضرار والسقوط اختلفت من شخص إلى آخر ومنها الذي تجاوز 50 % وفق الاختبارات الطبية التي أجريت على المتضررين بطلب من هيئة الدفاع.
هيئة الحقيقة الكرامة اختارت الذكرى الخامسة لتلك الأحداث لعقد جلسات الاستماع للضحايا، من الواضح أن الاختيار لم يكن اعتباطيا وله رمزية ، لأن الذكرى ستكون مناسبة للحديث مجدّدا عن تلك الواقعة واسترجاع كلّ صورها وتفاصيلها وسماع الحكاية وحقيقة ما حصل يومها بلسان الضحايا الذين لا يزالون يعانون الأمرين جراء إصاباتهم حتما ستكون حقيقة لها وقع كبير.

من جهة أخرى توجهنا بالسؤال إلى محدثتنا ابتهال عبد اللطيف هل تم توجيه الدعوة إلى الرئاسات الثلاث لحضور جلسات الاستماع المزمع عقدها آخر الشهر الحالي؟ فأجابت «هيئة الحقيقة والكرامة تجدّد الدعوة بصفة دورية للرئاسات الثلاث أي مع كلّ جلسة علنية يتم التذكير بالدعوة» السؤال هنا هل يسجل الرؤساء حضورهم هذه المرّة نظرا لرمزية الأحداث؟أم سيواصلون التغيب عن نشاط هيئة الحقيقة والكرامة ؟ الإجابة ستأتينا يوم الموعد

ذكرى جديدة وبعد
أيام قليلة تفصلنا عن الذكرى الخامسة لأحداث الرّش التي عاشت على وقعها مدينة سليانة يوم 27 نوفمبر 2012 ،خمس سنوات مرّت لتبقى تفاصيل الحكاية شاهدة على العصر في ذاكرة من عاشوها صوتا وصورة،حكاية سيصدح بها الضحايا لأول مرّة أمام الجميع علّها تخفف عنهم حمل سنوات من الوجع،ولكن من جهة أخرى هؤلاء الضحايا يريدون الإجابة عن سؤال «أين الحقيقة الكاملة؟» من أعطى التعليمات باستعمال مادّة الرّش؟. هذه الحقيقة يكشفها القضاء ولكن هل بختم الأبحاث وحصر الشبهة في أربعة مسؤولين أمنيين دون سواهم من شانه كشف الحقيقة ،الإجابة لا في نظر الضحايا ولسان الدفاع عنهم الذي أصر على اعتبار ما حدث محاولة القتل العمد وليس توجيه تهمة الاعتداء بالعنف الناتج عنه سقوط بدني تجاوز 20 % والاعتداء بالعنف الناتج عنه سقوط لم يتجاوز 20 % والاعتداء بالعنف الصادر عن موظف عمومي أثناء مباشرته لوظيفه على الناس دون موجب وذلك استنادا للفصل 219 من المجلة الجزائية ،كما أن هيئة الدفاع قد تقدمت بشكاية ضدّ كل من علي العريض بصفته وزيرا للداخلية في ذلك الوقت وعدد من المسؤولين السابقين وطالبت توجيه التهم لهم ولكن قلم التحقيق حصرها في أربعة إطارات أمنية فقط.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115