قانون المصالحة الإدارية وبعد الطعن فيه إما المرور أو العودة إلى نقطة البداية، الكرة في ملعب هيئة مراقبة الدستورية

المعارضون لقانون المصالحة هم أيضا من المجتمع المدني وتحديدا حملة مانيش مسامح التي قررت مواصلة الاحتجاجات حتى بعد المصادقة عليه خاصة وأن مجلس النواب انطلق في جلسة النقاش والمصادقة قبل أن يتسلم الرأي الاستشاري للمجلس الأعلى للقضاء بتعلّة أنه اخذ أكثر من وقته والأمر لم يعد ينتظر أكثر.
10 أيام قابلة للتمديد

أودعت عريضة الطعن بتاريخ 19 سبتمبر الحالي لدى الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية القوانين التي تنظر في هذا الملف طبقا للآجال المنصوص عليها في القانون المنظم لها حيث يقول الفصل 20 «تبت الهيئة في احترام الشروط الشكلية للطلب قبل الخوض في الأصل، وترفض الطعن شكلا إذا خالف الأحكام والإجراءات القانونية المنصوص عليها بهذا القانون. في صورة قبول الطعن شكلا تنظر الهيئة في الأصل وتبتّ في دستورية مشروع القانون أو الأحكام موضوع الطعن.

أما الفصل 21 فينصّ على أن «تتخذ الهيئة قراراتها بالأغلبية المطلقة لأعضائها في أجل عشرة أيام قابلة للتمديد بقرار معلل مرة واحدة لمدة أسبوع. تكون قرارات الهيئة معللة وتصدر باسم الشعب وتنشر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية في أجل أسبوع من إصدار القرار. قرارات الهيئة ملزمة لجميع السلطات».
تجدر الإشارة إلى أن الآجال تحتسب بطريقة معينة أي في أيام العمل فقط بما معناه تحذف أيام العطل الاسبوعبة و العطل بمناسبة الأعياد بالإضافة إلى أن يوم العدّ لا يعدّ أي أن تاريخ إيداع العريضة لا يتم احتسابه.وبالتالي فإن أجل 10 أيام بتطبيق هذه القاعدة ينتهي في 4 أكتوبر القادم وفي صورة طلبت الهيئة التمديد فإنه يضاف اسبوع مع تطبيق نفس الطريقة سالفة الذكر.

الكرة الآن في ملعب الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية مشاريع القوانين فإما أن تقبل الطعن وتقرّ بعدم دستورية القانون المثير للجدل رغم التعديلات الكبيرة المدخلة عليه وحذف جزء كبير منه أو أن ترفض وبالتالي يصبح قانونا نافذا وينشر بالرائد الرسمي وعلى الجميع السمع والطاعة،الهيئة في موقف لا تحسد عليه فكل الأنظار متجهة لها بما فيها الأطراف المساندة لهذا القانون لأنه في صورة رفضه ستعود الأمور إلى المربع الأول ويسجّل هدفا في رصيد الشق الرافض وهو بالتالي ما لا يخدم مصلحة من هم مع هذه الوثيقة.

جلسة طارئة لم تعقد بعد
أكثر من أسبوع مرّ على قرار مجلس النواب المصادقة على قانون المصالحة دون تسلّمه للرأي الاستشاري للمجلس الأعلى للقضاء ،هذا الأخير أثيرت حفيظته واعتبر ما حصل تعديا على شرعيته وأن رأيه وجوبي وهي نقطة خلافية بين المتداخلين في هذا الموضوع. المجلس الأعلى للقضاء اختار التريث واتخاذ قرار بالأغلبية والتوافق إذ أعلن أنه سيعقد جلسة عامة طارئة لمناقشة ما قام به مجلس نواب الشعب بهدف الخروج بموقف للرأي العام إما أن يواصل المجلس الأعلى أشغاله ويعلن عن رأيه الاستشاري ولو بعد المصادقة على قانون المصالحة خاصة وأن الطاعنين في دستوريته طالبوه بذلك أو أن يبحث في استراتيجية عمل جديدة حتى لا يتكرر نفس السيناريو فيما يتعلق بمشاريع القوانين المعروضة عليه اليوم،ولكن إلى حدّ كتابة هذه الأسطر لم تعقد الجلسة الذي قيل أنها طارئة علما وأنها كانت مبرمجة بداية هذا الأسبوع وأجلت إلى اليوم الجمعة 22 سبتمبر الجاري فهل تعقد أم تؤجل مرة أخرى ؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115