ما يحدث في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وتأثيره على تركيز بقية الهيئات: «قدر المحكمة الدستورية هو الانتظار إلى أجل غير مسمى»؟

في الوقت الذي من المنتظر أن تتواصل الاستعدادات على قدم وساق لإنجاح الاستحقاق الانتخابي المقبل والمتعلق بالانتخابات البلدية بالإضافة إلى الإعداد أيضا لانتخابات هيئة قضائية وهي المحكمة الدستورية تفاجأ الرأي العام مؤخرا بإعلان

رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عن استقالته واثنين من الأعضاء بسبب ما اسماه خلافات عميقة في مجلس الهيئة ،استقالة لم يكن لها الصدى الايجابي أيضا لدى ساكن قرطاج الذي عبّر بدوره عن استغرابه لذلك. قرار الاستقالة ومما لا شكّ فيه يعتبر عقبة جديدة في طريق بناء المسار الديمقراطي الذي بدوره يعاني ومنذ انطلاقه من عثرة تلوى الأخرى وبالتالي ستلقي بظلالها على المحطات القادمة التي تلعب فيها الهيئة المذكورة دورا كبيرا وأساسيا.بقطع النظر عن الأسباب الحقيقية وربما الخفية لهذا القرار المفاجئ فإنه يجعلنا نطرح سلسلة من الأسئلة حول مصير تركيز بقية الهيئات الدستورية وخاصة منها المحكمة الدستورية التي ستعوض الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية مشاريع القوانين.

المحكمة الدستورية هي هيئة نصّ عليها الدستور في باب السلطة القضائية وتركيزها بقي رهين إرساء المجلس الأعلى للقضاء الذي عرف مساره أزمة عميقة وعديد العثرات تم التوصل إلى حلّها مؤخرا بتدخل من الحكومة.

مزيد من الانتظار؟
بقدر ما كانت المصادقة على مشروع قانون المحكمة الدستورية سريعة وفي زمن وجيز فإن عملية التركيز الفعلي إلى اليوم لا تزال معطّلة ويبدو أنها ستزداد تعطيلا بسبب استقالة شفيق صرصار رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات واثنين من أعضائها وما لذلك من تأثير على حسن سير الاستعدادات سواء للموعد الانتخابي المقبل المزمع إجراؤه في ديسمبر 2017 او لمواصلة تركيز بقية الهيئات القضائية مثل المحكمة سالفة الذكر،القانون المنظم لها صادقت عليه لجنة التشريع العام في 28 اكتوبر 2015 وأحالته على مجلس نواب الشعب الذي عرضه على الجلسة العامة ونال التصويت بأغلبية 130 صوتا في اقل من شهر أي بتاريخ 20 نوفمبر 2015 ليختم من قبل رئيس الجمهورية في 3 ديسمبر 2015 وبذلك أصبح قانونا نافذا بعد أن نشر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية ، قانون ينص على أن المحكمة الدستورية تتكون من اثني عشر عضوا ،ثلاثة أرباعهم من المختصين في القانون من محامين وقضاة وأساتذة جامعيين وغيرهم ويشترط فيهم أن يكونوا حاملين للجنسية التونسية منذ ما لا يقل عن 5 سنوات ويبلغون من العمر 45 سنة على الأقل وخبرة لا تقل عن 20 سنة وهي نقطة أثارت جدلا واسعا خلال المناقشة.أما عن المهام الموكولة للمحكمة الدستورية طبقا لذات القانون فهي النظر في مدى دستورية مشاريع القوانين ومراقبة دستورية تعديل الدستور ودستورية المعاهدات.

يبدو أن مسار انتقال السلطة القضائية من الوضع المؤقت إلى الوضع الدائم محكوم عليه بالعثرات والتعطيل وان تكون ولادات الهيئات المؤسسة له عسيرة فالمجلس الأعلى للقضاء وبعد مخاض طويل لم يعرف الخلاص إلا بتدخل من الحكومة من خلال اقتراح مبادرة تشريعية وسط غضب العديد من أهل القطاع ومن داخل المجلس نفسه ولكن في النهاية اجتمع أعضاؤه وحصل التوافق بانتخاب رئيس مؤقت ونائب رئيس مؤقت كما تم التوصل أيضا إلى انتخاب رؤساء مؤقتين ونواب لهم على مستوى المجالس القطاعية أي المالي والإداري والعدلي في انتظار سدّ الشغورات الستة الموجودة في المجلس وتحديدا في الخطط القضائية العليا وأصحابها يعينون بالصفة في تركيبة المجلس.المحكمة الدستورية ومنذ 2015 إلى اليوم حالتها مستقرة في مرحلة انتظار مخاض الانتخابات التي يبدو أنها لا تزال بعيدة وفق ما تعيشه الساحة السياسية عامة وهيئة الانتخابات بصفة خاصة من توتر وارتباك.

مسار بأكمله في الميزان
الهيئة العليا المستقلة للانتخابات هي طرف.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115