قانون حق النفاذ إلى المعلومة: دخل حيز التنفيذ منذ 3 أيام فمتى ترى هيئته النور؟

من بين أهداف الثورة التي مرّ عليها أكثر من ست سنوات الشفافية في تعامل مؤسسات الدولة مع المواطن وتسهيل نفاذه إلى المعلومة والى الوثائق الإدارية ،الحكومة في ذلك الوقت استجابت لهذا المطلب حيث أصدر رئيس الجمهورية المؤقت أنذاك فؤاد المبزع باقتراح من

الوزير الأول في ذلك الوقت المرسوم عدد 41 لسنة 2011 المؤرخ في 26 ماي 2011 والمتعلق بالنفاذ إلى الوثائق الإدارية للهياكل العمومية الذي تم تنقيحه وإتمامه بالمرسوم عدد 54 لسنة 2011 والمؤرخ في 11 جويلية 2011،مراسيم في الحقيقة بقيت حبرا على ورق ولم تأت بنتائج تذكر ،في 11 مارس 2016 صادقت الجلسة العامة لمجلس نواب الشعب على القانون الأساسي عدد 22 لسنة 2016 المؤرخ في 24 مارس 2016 والمتعلق بالحق في النفاذ إلى المعلومة الذي نشر بالرائد الرسمي منذ مارس من السنة المنقضية وقد دخل حيز التنفيذ منذ 29 مارس المنقضي.

خطوة مهمة أن يتم سنّ قانون يعنى بحق الشخص الطبيعي أو المعنوي في المطالبة بمعلومة ما من المؤسسات العمومية سواء كانت رئاسة الجمهورية،رئاسة الحكومة أو كذلك الوزارات والهيئات الدستورية القضائية على غرار المجلس الأعلى للقضاء والمحكمة الدستورية والقائمة تطول ،الأهم اليوم هو حسن تطبيق هذا المكسب على ارض الواقع واستجابة المؤسسات المعنية بهذا القانون إلى مطالب النفاذ إلى المعلومات لتكريس مبدأ الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد الإداري.

هذا القانون عدد 22 المؤرخ في 2016 دخل حيز التنفيذ منذ 29 مارس 2017 وذلك بعد مرور سنة على نشره بالرائد الرسمي،هذه المهلة أعطيت للمؤسسات والهياكل وكل الجهات العمومية لترتيب بيتها الداخلي والاستعداد لتنفيذ هذا القانون من خلال إنشاء مواقع رسمية لها لنشر المعطيات سواء بمبادرة منها أو بطلب من جهة ما وغيرها من الإجراءات والتراتيب المنصوص عليها بالقانون،هذه المهلة انتهت ومع دخول هذه الوثيقة حيز التنفيذ في انتظار ما ستسفر عنه من نتائج ويكشف الستار عن مدى استعداد المؤسسات المعنية لخوض هذه التجربة كدليل عن الإرادة في مكافحة الفساد وتكريس مبدإ الشفافية.

من جهة أخرى فإن القانون نصّ أيضا على تركيز هيئة النفاذ إلى المعلومة التي تتكون من تسعة أعضاء وهم قاضي إداري في منصب رئيس للهيئة، قاضي عدلي كنائب رئيس،والبقية أعضاء ممثلين عن المجلس الوطني للإحصاء،أستاذ جامعي مختص في تكنولوجيا المعلومات برتبة أستاذ تعليم عالي أو أستاذ محاضر ،مختص في الوثائق الإدارية والأرشيف ،محامي وصحفي،هذه التركيبة لم تر النور بعد إذ لا تزال تنتظر عرضها على الجلسة العامة وذلك بعد أن قامت لجنة فرز الترشحات صلب مجلس نواب الشعب بمهامها بفتح باب الترشحات لهذا الهيكل في مناسبتين الأولى في 20 ديسمبر 2016 والثانية في جانفي 2017 نظرا لعدم توفر العدد الكافي للترشحات عن كل الاختصاصات،اليوم بعد الانطلاق في تطبيق القانون فإن تركيز هذه الهيئة أصبح ملحا لما لها من صلاحيات ومهام أساسية في مكافحة الفساد فمتى ترى النور؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115