الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب بعد تسعة أشهر من تركيزها: كراء مقر رسمي لها وقريبا الانطلاق في ترتيب بيتها الداخلي

القانون الأساسي عدد 43 المنظم للهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب تمت المصادقة عليه منذ سنة 2013 وهو مؤرخ في 21 أكتوبر من نفس السنة ولكن التركيز الفعلي لهذا الهيكل أي تنصيب أعضائه لم يتم إلا في مارس من السنة المنقضية وأداء اليمين أمام رئاسة الجمهورية كان بتاريخ 5 ماي 2016.

ولكن مجلس الهيئة مازال ينتظر أن يجد مستلزمات العمل الضرورية على الأقل لمباشرة أعماله خاصة وان الأمر يتعلق بملفات ضحايا تعذيب وهي ملفات دقيقة وحساسة وتتطلب مقرا تتوفر فيه الحماية اللازمة لتلك الوثائق بالإضافة إلى إمكانيات لوجستية ومادية. فهل من جديد في هذا الاتجاه؟ سؤال طرحناه ونقاط أخرى حاولنا الإجابة عنها من خلال الحديث مع لطفي عز الدين احد أعضاء الهيئة.

وللتذكير فإن أعضاء الهيئة المذكورة وبعد صمت دام عدّة أشهر منذ تنصيبهم انتفضوا وطالبوا بتوفير أدنى متطلبات العمل وبالإسراع في إمضاء الأوامر الحكومية وتمكينها من مقرّ رسمي ولائق علما وأنهم ارجعوا هذا التعطيل والتسويف الى غياب الإرادة السياسية في ولادة هذه الهيئة لأنها ستكشف المستور وهو ما لا يتماشى مع المصالح السياسية الضيقة لبعض الأطراف على حدّ تعبيرهم.

الإطار الإداري والتنظيمي
يبدو أن مساعي أعضاء الهيئة في المطالبة بتوفير مقرّ يليق بهيكل يعنى بمسألة دقيقة ومن بين مهامه تلقي ملفات ضحايا التعذيب بمختلف أنواعه لم تذهب هباء حيث تمت الاستجابة له وذلك من خلال تسوّغها لمقر جديد كائن في البحيرة 1 بالقرب من مقر جامعة الدول العربية، وذلك بعد أن تم تمكينهم من ميزانية هذه السنة والتي صادق عليها مؤخرا مجلس نواب الشعب وقيمتها مليون دينار،علما وان هذا المبلغ اعتبره أعضاء الهيئة في وقت سابق لا يفي بالحاجة خاصة وأن جزءا كبيرا منهم (11 عضوا) قرروا التفرغ تماما لخدمة الهيئة .خطوة ولئن تعتبر ايجابية جدا في مسار الهيئة الوطنية للوقاية من التعذيب إلاّ أن طريق هذا الهيكل لا يزال في بداياته. في هذا ا لسياق أفاد لطفي عز الدين احد أعضاء الهيئة في تصريح لـ«المغرب» بأن «الخطوة القادمة بعد اكتراء المقر الجديد للهيئة ستكون الانطلاق

فعليا في تركيز الإطار الإداري والتنظيمي للزيارات» علما وان الهيئة المذكورة لها صلاحيات رقابية على أماكن الاحتجاز والإيواء وذلك من خلال أداء زيارات ميدانية منها الدورية المنتظمة ومنها الفجئية لها للتأكد من خلوّها من ممارسة التعذيب بكل أشكاله وحماية الموجودين فيها .....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115