الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي: «تدخلنا في سرت لن يتعدّى حدودها الإدارية»

شهدت بلدة زلة جنوب سرت مواجهات مسلحة وصفت بالعنيفة بين قوات الجيش التابع لعملية الكرامة ومجموعات مسلحة قادمة من الجفرة كانت اعترضت جيش الكرامة لمنعه من التقدم نحو مدينة سرت. مصادر عسكرية تابعة للقيادة العامة بالمرج أشارت إلى أن خسائر المجموعات المسلحة

كانت فادحة في الأرواح والعتاد فقد تم قتل عدد منهم وأسر عدد آخر- دون إعطاء تفاصيل أخرى – كما تم حجز 7 آليات وكمية من الأسلحة والذخيرة وانتهت المواجهات المسلّحة بانسحاب المجموعات المسلحة وسيطرة الجيش على زلة ذات الموقع الاستراتيجي.
وحول الاستعدادات العسكرية لاقتحام معقل تنظيم «داعش» الإرهابي في سرت كشف الناطق الرسمي لجيش الكرامة العقيد أحمد المسماري خلال مؤتمر صحفي من داخل مقر القيادة العامة للجيش بالمرج عن اكتمال الاستعدادات مشيرا إلى أن القوات المسلحة سوف تتقدم من كافة المحاور مضيفا أن القوات تمثل كافة المناطق، وأن قياداتها فقط سبق أن شاركت في معارك بنغازي لافتا النظر إلى أنّ قوات من الغرب الليبي الزنتان والرجبان تحركت نحو سرت بالتوازي مع تحرك قوات من الكفرة ومرزق في اتجاه مدينة سرت. مؤكدا أن التدخل ضد «داعش» في سرت لن يتجاوز حدود المدينة الإدارية، ونبه العقيد أحمد المسماري إلى أن معركة سرت الكبرى ورقة عسكرية وليست بورقة سياسية بالنسبة للقيادة العامة برئاسة الفريق خليفة حفتر وذلك عكس ما تروج له بعض وسائل الإعلام المحلية والدولية.
وفي ما يتعلق بالحرب على الإرهاب في بنغازي، استهجن العقيد المسماري طلب المبعوث الدولي مارتن كوبلر توفير ممرات آمنة لما يعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي الذين ثبت ارتباطهم ب»داعش» و»أنصار الشريعة». مشيرا إلى أنه ولأول مرة يصدر مثل هذا الطلب لتوفير ممرات لانسحاب الإرهابيين وأكد المسماري أن الطلب مرفوض وسوف يلاحق الجيش فلول وجيوب الإرهابيين حتى القضاء عليهم.

ضوء أخضر لقوات حفتر
ويجمع الخبراء والمتابعون أن القوى الكبرى ودول الإقليم قد تكون منحت الموافقة والضوء الأخضر لقوات الكرامة لشن الحرب على «داعش» سرت طالما أن المسألة تتماشى والرؤية الغربية وخاصة الأمريكية القائمة على محاربة داعش بأيادي محلية دون تدخل غربي مباشر وعلى الميدان. وطالما أيضا أن قوات الكرامة مؤهلة للقيام بهكذا مهمة فقد تم الإيعاز لقوات حفتر بالتقدم نحو سرت بشروط أهمهما عدم تجاوز حدود المدينة الإدارية وعدم الاتجاه نحو الحقول والموانئ النفطية ولئن تحفظت طرابلس على أن يكون تحرير سرت من داعش الإرهابي على يد جيش الكرامة فإنها مرتاحة ومرحبة بإبعاد جيش حفتر عن المناطق النفطية. بعيدا عن سرت واصل طيران الكرامة استهداف تمركزات مجلس شورى مجاهدي درنة لليوم الرابع تباعا دون توفر معلومات حول خسائر شورى المجاهدين.

في ذات السياق عقدت قيادات محاور الفتايح والحيلة المتاخمة لدرنة اجتماعا طارئا لبحث التطورات الميدانية واستراتيجية تحرير درنة من الجماعات المتطرفة وقد ذكر آمر غرفة عمليات عمر المختار أنه يوجد حلان أمام جماعات درنة ولا ثالث لهما إما تسليم أسلحتهم للجيش أو خوض حرب داخل المدينة. إلى ذلك واصلت قوات الكرامة تقدمها في أحياء بنغازي ولم تبق سوى جيوب صغيرة تابعة لمجلس شورى ثوار المدينة سيما في القوارشة والصابري.

«كابوس داعشي»
صرح منسق المخابرات الفرنسية للحرب على «داعش» بان التنظيم الإرهابي يسعى لتحويل ليبيا إلى كابوس. معلوم أن الماكينة الإعلامية لـ»داعش» وبفضل انتداب خبرات اجنبية غربية في الإخراج السينمائي واكتساب أحدث التقنيات في الإخراج والصورة، قامت بعرض مشاهد إعدام أدخلت الرعب في قلوب المشاهدين وأبرز تلك المشاهد كانت عملية إعدام الرعايا المصريين في سرت. كما قيل الكثير عن حجم التنظيم في ما يخص المقاتلين والأسلحة وانتقال قيادات من الصف الثاني للداخل الليبي قادمة من سوريا والعراق قيل كذلك الكثير عن تحالف داعش ليبيا مع الجماعات الإرهابية بدول جنوب الصحراء مثل بوكو حرام وحركات متمردة من تشاد والسودان قصد مهاجمة المواقع النفطية.

تقارير وتسريبات أخرى تحدثت عن تحالفات مشبوهة بين «داعش» وأتباع النظام السابق وهذا لا يصدقه عاقل ومتابع لجرائم داعش الإرهابي سواء في سرت أو درنة أو بنغازي أو أجدابيا، حيث انه وفي بنغازي لوحدها تم اغتيال 650 من ضباط الجيش والأمن بما فيهم المتقاعدون وهؤلاء طبعا كانوا وربما مازالوا من أتباع القذافي فهل من المنطقي الحديث عن تحالف بين داعش وأتباع النظام السابق؟

عموما فإن ما يتم تسريبه من تفاصيل ومعلومات عن تحالفات التنظيم وقدراته غايته وهدفه تحويل ليبيا إلى كابوس ،وهو ما أشار إليه منسق المخابرات الفرنسية للحرب على «داعش». كابوس أربك الداخل الليبي ودول الجوار والإقليم والاتحاد الأوروبي على الأقل الدول الجنوبية للاتحاد. التجارب والواقع يعطي الدليل بأن التنظيم ليس بتلك القوة ولا الحجم. فقد اضطر داعش إلى الانسحاب والهروب من درنة عندما أيقن بهزيمة مدوية له في بنغازي هرب الدواعش إلى سرت وبحسب ما توفر من معلومات فإن عددا من داوعش سرت فروا منها نحو الغرب الليبي أيضا وبعد عملية القصف الأمريكي على أبرز معقل لداعش في صبراتة هرب من بقي على قيد الحياة ليتم القبض عليهم الواحد تلو الآخر دون أي مقاومة بل إن الكثير من المقبوض عليهم كانوا متنكرين بأزياء نسائية. الدواعش متوحشون في غياب الجيش والأمن وجبناء وضعفاء عند المواجهة مع قوات نظامية ومتدربة تلك هي الخلاصة لذلك لا يتوقع لهم صمود يذكر في سرت أمام الجيش إذ تحدث من غادر سرت نازحا بأن «داعش» تسيطر عليه حالة من الارتباك والرعب فهو يمنع حينا العائلات من المغادرة ويسمح لها بالمغادرة أحيانا أخرى لكن بدفع ضريبة، وتنظيم وجماعات بمثل هذه المعنويات المنهارة هي بداهة إلى الهزيمة أقرب منها للصمود أو امتلاك القدرة على المواجهة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115