الباحث العراقي المختص في الشؤون الدوليّة حارث عبد الله لـ«المغرب»: «من الصّعوبة وجود حكومة تكنوقراط في العراق بعيدة عن تأثير الأحزاب الحاكمة»

شدّد حارث عبد الله الباحث العراقي المختص في الشؤون الدولية على الأنظمة السياسية في الدول العربية التي تعاني من تبعات الفساد في هياكلها الداخلية ممّا اثّر سلبا على حربها ضدّ الإرهاب .

كما اعتبر حارث عبد الله أنّ التشكيلة الحكومية الجديدة المزمع تقديمها في العراق تحمل في طياتها بذور فشلها في رحمها بذور فشل مسبق ، نتيجة الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد .

• ماهي قراءتكم للمشهد الدولي والعربي والحرب الحالية ضدّ الإرهاب ؟
لا شك في أن المنطقة العربية تعتبر المنطقة الأولى في الحرب على الإرهاب ،إذ أن ممارسات بعض الدول في المنطقة- والتي بدأت تتبع منهجا طائفيا - زادت من حدة وطبيعة الصراعات في المنطقة .وقد دفعت هذه السياسة الأطراف الأخرى إلى الدخول في مرحلة من التحالفات لمواجهة النهج الطائفي المتنامي والمميز للصراعات في المنطقة ،ولاسيما في كل من سوريا واليمن فقد اتخذت الحرب على الإرهاب في المنطقة العربية بُعدا دوليّا من خلال تدخّلات الدّول في تلك الصّراعات .كما أنّ تأثيرات تلك الصّراعات وصلت إلى خارج حدود المنطقة ولاسيما إلى أوروبا فتفجيرات باريس وتفجيرات بروكسل الأخيرة تدل على أنّ الصّراعات انتقلت من المنطقة العربيّة إلى خارجها ولاسيما أوروبا ممّا ينبئ أنّ العالم دخل مرحلة جديدة في الحرب ضدّ الإرهاب.

• ماهي الأسباب الأخرى وراء تنامي الصّراعات في العالم بالإضافة الى ظاهرة الطائفية التي ذكرتموها؟
بالتاكيد ليس هناك سبب واحد لأي صراع إذ أن من طبيعة الصراعات ان تكون متعددة الأسباب مع بروز سبب رئيسي من بينها، ألا وهو الاستبداد ومن ثم نرى أن الاستبداد هو السبب الأول لوجود الصراعات في المنطقة العربية ،فمع تفجّر ثورات الربيع العربي كانت الشرارة الأولى لها هي الديكتاتوريّة وطغيان الأنظمة السياسيّة الحاكمة، ومصادرة حقوق الإنسان في تلك الدول . كما أن محاولة هيمنة بعض الدول الإقليمية على سياسات نظيراتها من الدول العربية ساعدت هي الأخرى على تعميق الصراعات في المنطقة وإدخالها مرحلة من الحروب الاستنزافية المستمرة إلى اليوم .

• تزيد الفوضى السياسية في كل من العراق وسوريا من صعوبة المشهد ، برأيكم هل تستطيع حكومات تواجه مطالب داخلية بالإصلاح (على غرار العراق) النجاح في حرب ضد التنظيمات المتطرفة ؟
في الحقيقة إن الفوضى السياسية في البلدان العربية هي جزء من مشكلة الأنظمة السياسية العربية ،إذ أن تلك الأنظمة متهمة بالفساد السياسي ،ذلك الفساد الذي يساهم في فشل الأنظمة العربية في الإصلاح كما يساهم في فشلها في الحرب ضد الجماعات المسلحة ،إذ باتت الأنظمة السياسية العربية تفقد شرعيّتها السياسيّة نتيجة فشلها في حربها ضدّ الإرهاب والفساد .

• ماهي الحلول الممكنة لتجنّب وضع أصعب في المنطقة العربيّة ؟
من المبكّر النّظر إلى حلّ قريب للصّراعات والملفّات السّاخنة في المنطقة العربيّة وحتى الأزمة السورية من الصعب الجزم بالتوافق على حلها سياسيّا على الرغم من عدة جولات من المفاوضات غير المباشرة بين النظام والمعارضة. باعتبار انّ جوهر المشكلة لايزال خارج نطاق التفاهم .

لابد من تظافر الجهود ضد الفساد والطائفية في المنطقة العربية من اجل عدم الوصول إلى وضعية أصعب في المنطقة العربية على ماهو عليــه الآن .وأول هذه الخطــوات الحدّ من الفســاد السياسي للأنظمة العربية وبــداية مرحلــــة جديدة من الإصلاحات السياســـــــية والاقتصـــادية والاجتماعية

• تواجـــــه حكومة حيدر العبادي أيضا اتهامات بالفساد ، ماهي قراءتكم للمشهد العراقي الراهن وهل ستحمل التشكيلة الحكومية الجديدة المزمع طرحها اليوم، الحلّ؟
لاتزال الرؤية مختلفة بشأن تشكيل حكومة جديدة هل هي من التكنوقراط أم هي جزء من العملية التوافقية للعملية السياسية؟ فمعظم الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة ترفض أن تكون الحكومة المقبلة بعيدة عن موافقتها وهذا يرجعنا إلى المربع الأول ،كما انه من الصعب أن نجد حكومة تكنوقراط بعيدة عن تأثير الأحزاب الحاكمة بالإضافة إلى مشكلة انخفاض أسعار النفط ومرور البلد بأزمة اقتصادية حادة نجد هناك بوادر في فشل الحكومة المقبلة المزمع تشكيلها في غضون الأيام المقبلة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115