Print this page

ليبيا: ماذا بعد «بيان تونس» لحل الأزمة ؟

اختتم وزراء خارجية تونس – الجزائر ومصر أشغال اجتماعهم المتعلّق بالتسريع بحل الازمة السياسية الراهنة والتحضير لقمة رؤساء الدول الثلاث المتوقّع انعقادها في غضون شهر مارس الحالي في الجزائر .

و قد تمخض الاجتماع عن اصدار ما سمي بإعلان تونس الذي أكد الرفض المطلق للتدخل الخارجي بكل اشكاله وتجديد التأكيد على ان الإطار الوحيد لتجاوز الأزمة هو اتفاق الصخيرات بعد اجراء التعديل عليه و تغيير المجلس الرئاسي.
وذكر إعلان تونس الانفتاح على جميع الحساسيات المحلية ودون اقصاء اي طرف سواء من رموز النظام السابق او ممثلي تيار الاسلام السياسي دون ذكر مسؤولي النظام السابق بالاسم ولا تيار الاسلام السياسي، وهل يكون مثلا أحمد قذاف الدم او سيف الاسلام القذافي وعبد الحكيم بالحاج و علي الصلابي ضمن المشهد السياسي القادم ؟.

ويرى مراقبون بان الجرأة والوضوح غابا عن اعلان تونس شان المبادرات السابقة ليترك المجال للتخمينات والترجيحات. ويضيف المتابعون بان عوائق بالجملة تحول دون تشريك رموز القذافي في التسوية السياسية المرتقبة ، لعل أولها قانون العزل السياسي الذي اقره المؤتمر الوطني السابق والذي بمقتضاه انسحب رئيس المؤتمر الوطني يوسف المقريف ومحمود جبريل وعلي الترهوني وغيرهم .

يشار الى ان تقارير غربية اكدت قبول شريحة واسعة من القبائل لنجل معمر القذافي سيف الاسلام ،وتصاعد شعبيته ذات التقارير اشارت الى توسع شعبية القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر المدعوم من طرف بعض دول الجوار والإقليم زيادة على اعتراف ودعم روسيا والولايات المتحدة .

تراجع الدعم الدولي
مقابل هذا تراجع دعم المجتمع الدولي للسراج خاصة بعد فشله الذريع في كسب تعاطف محلي ، معلوم ان فايز السراج اظهر ليونة ومرونة تجاه حفتر مبديا الاستعداد للقائه ،لكن الاخير متمسك بالرفض باستمرار ، لذلك استنجد السراج بحلفاء واصدقاء حفتر لإقناعه بالجلوس معه لكن دون جدوى .

الى ذلك اعلن الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي استعداده للقاء واستقبال كل الفرقاء بما فيهم المشير خليفة حفتر .وقد وجهت الخارجية التونسية دعوة رسمية للمشير لزيارة تونس ، غير أن مصادر من شرق ليبيا رجحت تريث حفتر في الاستجابة لدعوة الخارجية التونسية .وعللت تلك المصادر انتظار المشير حفتر لمستجدات صادرة عن روسيا لفائدته وموقف صريح من إدارة دونالد ترامب تجاه الجيش الليبي .

مفاتيح حلّ الأزمة السياسيّة
صحيح بأن أحد مفاتيح الازمة الليبية هو بيد المشير حفتر حيث أنه بمجرد قبوله العمل تحت سلطة سياسية تنتهي الازمة ، لكن يظل المفتاح الأول والأهم لدى ما يعرف بقبائل الطوق المحيطة بالعاصمة طرابلس – قبائل ورشفانة – ترهونة – ورفلة – قصر بن غشير – تورغاء – الرقيعات . جميع هذه القبائل لديها كتائب مسلحة وبعض تلك الكتائب الآن في طرابلس هذه القبائل بإمكانها اعادة الأمن للعاصمة واجبار الفرقاء على التوافق وتهيئة ارضية لإنجاح اي مبادرة بما فيها مبادرة رئيس الجمهورية الباجي قاد السبسي .
و السؤال المطروح هل تفكر الديبلوماسية التونسية و الجزائرية و المصرية في اشراك قبائل طوق طرابلس في المبادرة المطروحة حاليا .

بداية ننوه الى أن أكبر اشكالية وقفت وتقف أمام اعادة الأمن لطرابلس هي المليشيات وانتشار السلاح ومع فشل الترتيبات الأمنية زادت الفوضى ومع تعذر ارسال قوات حفظ سلام دولية فان الحل الوحيد هو اشراك قبائل الطوق التي لم تقل كلمتها بعد جدير بالتنويه ايضا ان تلك القبائل مسلحة بشكل كبير، واهم من ذلك كله تلك القبائل التزمت الحياد على مدى سنوات الأزمة ولعبت دور الوسيط في كثير من النزاعات القبلية سواء في الجنوب او الغرب الليبي .

وبالرجوع الى حجم تأثير تلك القبائل على القائد العام للجيش خليفة حفتر الذي يدرك مدى حاجته لدعم قبائل طوق طرابلس سواء في محافظته على منصب قيادة الجيش او في حال خطط لنيل منصب اكبر من ذلك بمعنى اوضح ، نجد ان حفتر سوف يستمر في رفض التسوية السياسية او الجلوس مع السراج، فلا مصر ولا روسيا و لا الإمارات و لا حتى الولايات المتحدة الامريكية بوسعها اجبار حفتر على إظهار ليونة في موقفه وانما الطرف الوحيد القادر على كبح جماح المشير حفتر هي قبائل «طوق طرابلس» .

المشاركة في هذا المقال