ليبيا: «حكومة الإنقاذ» تنشئ جهاز الحرس الوطني ... تعقيد جديد للتّرتيبات الأمنيّة

أعلن خليفة الغويل رئيس ما يسمى بحكومة الانقاذ الوطني في طرابلس عن تشكيل وإنشاء جهاز الحرس الوطني كجسم مواز لجهاز الحرس الرئاسي الذي أقرّه المجلس الرئاسي ،وأشار الغويل الى أنّ مهام الحرس الوطني مكمل للجيش وسوف يحارب الارهاب ويلاحق الدواعش ويُسهم في حماية الحدود.

واعتبر عدد من المتابعين لتنفيذ وثيقة الترتيبات الامنية بأن خطوة حكومة الانقاذ تمثل تراجعا للوراء ،وضربة لجهود المستشار الأمني للبعثة الاممية باولو سيرا الرامية لتنفيذ الاستراتيجية الأمنية حيث عوض الحدّ من الأجسام الأمنيّة المُوازية يسعى كل طرف لإنشاء جسم أمني موازي .

معلوم ان المليشيات الموالية لحكومة الإنقاذ ممثلة في مليشيا غنيوة الككلي تمكنت مؤخرا من السيطرة على مشروع الهضبة الزراعي جنوب طرابلس، بعد مواجهات مسلحة بالأسلحة الثقيلة مع مليشيات المجلس العسكري مصراته واسفرت الاشتباكات عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين ،وانتهت بانسحاب مليشيات مصراته. وكانت حكومة الغويل استعادت خلال الفترة الفارطة عددا من المقرات السيادية ومقرات الوزارات من حكومة الوفاق الوطني التي لم تنل الثقة من مجلس النواب المعترف به دوليا كما تسيطر حكومة الانقاذ على بناءات عدة

من مجمع قصور الضيافة
ويرى مراقبون بان حكومة الغويل ضيقت الخناق على المجلس الرئاسي المتواجد داخل قاعدة أبو ستة البحرية تحت حماية ما يسمى بالحرس الرئاسي بقيادة العميد نجمي الناكوع ، ووفق تقرير عرضه المستشار الامني لبعثة الامم المتحدة باولو سيرا في شهر سبتمبر الماضي فإنه تتواجد في طرابلس 41 مليشيا مسلحة وينضوي تحتها 6 ألاف مقاتل الفين منهم موالون للمجلس الرئاسي و البقية تابعون لحكومة الانقاذ .

التقرير اضاف ان نوعية تسليح تلك المليشيات هو ما بين المتوسط والثقيل. واشار تقرير المستشار الامني لبعثة الدعم الاممية الى نسبة هامة من تلك المليشيات تمارس الجريمة بكل أنواعها من اختطاف واحتجاز خارج اطار القانون وسطو مسلح .

ويجمع المراقبون بان فشل البعثة الاممية فرض الترتيبات الامنية وقاد الى تردي الوضع الامني وتزايد الصراعات المسلحة فيما بينها في إطار حرب المواقع وسياسة لي الذراع بين حكومة الانقاذ والمجلس الرئاسي، وكذلك بسبب عدم جدية المجتمع الدولي وخاصة الدول

الكبرى في ايجاد دعم حقيقي وملموس للحرس الرئاسي .ويشدد المتابعون للشأن الليبي في شقه الامني على أنّ الخطأ الأكبر الذي وقعت فيه البعثة الأممية هو خرقها لأهم بند من وثيقة الاتفاق السياسي وهي تلك التي تنص على اخلاء طرابلس من المليشيات المسلحة و ابعادها لمسافة 40 كلم لكن الامم المتحدة عوض ابعاد المليشيات أوكلت اليها مهمة حماية طرابلس و المجلس الرئاسي في ذات الوقت كانت تعلم ان حكومة الإنقاذ بمليشياتها تتحين فرصة الهيمنة على العاصمة كلها .
اخلالات ونقاط ضعف في عمل البعثة سبق توقيع الاتفاق السياسي ثم تواصل مما اسهم قي مزيد من التعقيد للأزمة في طرابلس وليبيا عموما .

فراغ امني و سياسي
الى ذلك يخشى الجميع في طرابلس من استغلال تنظيم داعش الارهابي حالة الفراغ الامني والسياسي وانغماس ساسة طرابلس في صراعهم ومليشياتهم في الحرب على المواقع ، سيما بعد رصد تحركات الدواعش في جنوب طرابلس بعثهم لمعسكرات تدريب واعادة تجميع عناصرهم في ضواحي بني وليد وغابات وأودية متاخمة.

في سياق المستجدات الامنية قام سلاح الجو التابع للكرامة بقصف قاعدة الجفرة الواقعة تحت سيطرة مليشيات تابعة للرئاسي وسرايا الدفاع عن بنغازي بواسطة طائرة حربية من نوع ميغ 23 يرجح انها اقلعت من الهلال النفطي في ذات السياق أكد مستشفى العافية في هون بأن عملية القصف اسفرت عن قتيلين و 12 مصابا حالة أحدهم حرجة مما تطلب الاحتفاظ به بغرفة العناية الفائقة .

وكانت غرفة العمليات الجوية التابعة لحكومة الوفاق أكدت قيام طائرة ميغ 23 بقصف قاعدة الجفرة واستهدف القصف غرف سكن للعسكريين في القاعدة واضافت الغرفة بان الطائرة المهاجمة قادمة من جهة الشرق الليبي

الجدير بالملاحظة بان عملية القصف ليست الاولى من نوعها التي تستهدف قاعدة الجفرة من طرف سلاح جو قوات حفتر التي تعتبر قصف الجفرة و مراكز تجمعات سرايا الدفاع عن بنغازي عملية استباقية بعد وصول معلومات استخباراتية تؤكد تجهيز تلك المجموعات لهجوم جديد على الهلال النفطي والقيام بعمليات ارهابية نوعية في بنغازي بعد انكسار شوكة الجماعات المتطرفة هناك على يد القوات المسلحة وانحصار تواجد تلك الجماعات بجيوب صغيرة و محاصرة في الصابري و سوق الحوت .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115