ليبيا: حكومة «طرابلس» تحشد مليشياتها وتغلق الأبواب في وجه حكومة السراج

طبعت سياسة ليّ الذّراع بين الفرقاء السياسيين المشهد الراهن في ليبيا حتى وإن تعلق الأمر بتحدي إرادة المجتمع الدولي والأمم المتحدة، خلال السنوات التي تلت ثورة 17 فبراير.فعندما أيقن حكام «طرابلس» أي المؤتمر الوطني وحكومته أن حكومة السراج والمجلس الرئاسي

في الطريق إلى العاصمة طرابلس، تم إعلان حالة الطوارئ القصوى وجرى حشد المليشيات لإحكام السيطرة على العاصمة وذلك في خطوة لغلق الأبواب أمام حكومة الوفاق.

غير أن ذلك لم يمنع خمسة أعضاء بالمجلس الرئاسي من دخول طرابلس، حيث انعقدت جلسات واجتماعات هناك بغرض إعداد الترتيبات الأمنية قبيل نقل نشاط الحكومة الجديدة الى العاصمة. ويعتبر تحول أعضاء من المجلس الرئاسي إلى داخل طرابلس معطى مهمّا جدا لتكريس توصية الأمم المتحدة وقرارات اجتماع دول الجوار الأخيرة في تونس.معلوم أن أحمد معيتيق كان أحد أعضاء المجلس الرئاسي الذين تأكد تحولهم إلى الداخل الليبي ومن المنتظر التحاق باقي الأعضاء خلال الأيام القليلة المقبلة. لكن السؤال الذي يفرض نفسه هل سيكون دخول رئيس الحكومة مسبوقا بإرسال قوة عسكرية أجنبية لحماية الحكومة؟

ترتيبات أمنية
بداية لا بد من الإشارة إلى أن اللجنة الأمنية برئاسة العميد عبد الرحمان الطويل تعمل على مدار الساعة لتامين الحكومة بالتعاون مع مليشيات طرابلس، لكن السؤال مرة ثانية أي مليشيات سوف تتكفل بحماية حكومة الوفاق والحال أن 90 % من مليشيات طرابلس رهينة لدى حكومة المؤتمر الوطني؟

مسألة قد تقوي الرأي المتجه إلى اعتماد حكومة السراج على قوة عسكرية تشكل من قوات خاصة لحماية حكومة الوفاق وداخل المنطقة الخضراء في طرابلس.
وبناء على حالة الانقسام والتشرذم تلك فإن الواقع الراهن يشير إلى وجود ثلاث حكومات في بلد واحد لا يتعدى سكانه الــ 6 ملايين نسمة ويرى مراقبون أن مفاتيح الحل بالنسبة للحكومات الثلاث إنما بيد الأمم المتحدة المطالبة بمزيد من الحزم والصرامة.
المفتاح الأول هو مصرف ليبيا المركزي أما المفتاح الثاني فهو قطاع النفط وهما مفتاحان على الأمم المتحدة تسليمهما فورا إلى حكومة السراج وبفضلهما سوف تفتح ليس أبواب العاصمة طرابلس فحسب وإنما كل أبواب ليبيا.

هل تستغل حكومة السراج الوضع الأمني؟
لليوم الثالث على التوالي تتواصل المواجهات غرب طرابلس ما بين ورشفانة والزاوية بل إن تلك المواجهات امتدت إلى داخل الزاوية بشارع جمال عبد الناصر. إضافة إلى سقوط قذائف هاون على المدينة وبدورها شهدت طرابلس حدوث اشتباكات في أماكن مختلفة مما دفع بحكومة المؤتمر إلى إعلان حالة الطوارئ القصوى. وضع قد تستغله حكومة الوفاق لحشد المزيد من الدعم الخارجي للتسريع بإرسال قوة خاصة إلى طرابلس وفرض حكومة السراج بالقوة مع ممارسة ضغوطات حقيقية على برلمان طبرق من أجل منح الثقة للحكومة وفي حال لم يتحقق ما سبق ذكره فإن الأمور تسير نحو تعقيد غير مسبوق أبدا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115