د. اقبال عبد الحسين مقرر لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي: لـ «المغرب»: «نأمل أن تكون بداية عام 2017 هي نهاية «داعش» الإرهابي في العراق»

اكدت د. اقبال عبد الحسين مقررة لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي ان العراق يخوض حربا شرسة ضد الارهاب وكل ابناء شعبه توحد من اجل القضاء على داعش. معتبرة ان حسم المعركة في الموصل تأخر بسبب استخدام داعش الارهابي للمدنيين كدروع بشرية ..

واشارت في حديثها لـ « المغرب» على هامش زيارتها الى تونس ان هناك اجندا دولية واقليمية تدعم داعش الارهابي باحدث انواع الاسلحة وتؤخر حسم المعركة ضده.

• الى اين وصلت معركة تحرير الموصل والعراق من الارهاب؟
يشارك التحالف الدولي بعملية تحرير العراق من الارهاب اضافة الى الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي..لقد تأخر حسم المعركة بسبب وجود عوائل داخل المدينة استخدمها داعش الارهابي كدروع بشرية ومن هنا كانت صعوبة التوغل في المدينة وضرب الاحياء حفاظا على حياة المدنيين .
وحقيقة المنطقة اصبحت ساحة مفتوحة لهذه الحرب خاصة ان اغلب قيادات داعش بدأت بالهروب نحو سوريا ومناطق اخرى . ونحن نأمل ان تكون بداية عام 2017 هي نهاية داعش الارهابي في العراق ..ونتمنى ان تلعب الدول العربية دورا ايجابيا في مساندة العراق ومشروعه لتحرير الارض ولا تكون ضده ..

• ما مدى ترابط الوضعين في العراق وسوريا خاصة ان البلدين اصبحا ساحة مفتوحة لداعش؟
صحيح المعركة واحدة باعتبار ان العراق محاذ لسوريا وتربطنا حدود كبيرة مع هذا البلد ..وحلب والموصل تقعان تحت احتلال داعش . هنا اريد ان اشير الى ان داعش لا يمكن له ان يكون بكل هذه القوة دون مساعدة دول اقليمية . فكيف يحصل على احدث الصواريخ والاسلحة؟. هناك اجندا دولية واقليمية تدعم داعش فطوال ثلاث سنوات لم يتم الحسم ولم ينفد سلاحه ..لو كان الجيش العراقي يحارب عصابة لتم القضاء عليها لكن هذا تنظيم ارهابي تجاوز حدود الدول وحتى ذخيرته العسكرية لم تنفد وهو يمتلك اسلحة متطورة وليست بدائية كما نتصور ..نحن لا نحارب عصابة بل اجندا اقليمية وراءها دول بعينها دون ذكر الاسماء .

• من يؤجج برأيكم العنف الطائفي في العراق وفي باقي الدول العربية وكيف يمكن الخروج منه وكيف يمكن العمل على وحدة الاوطان بدل التقسيم ؟
في عام 2006 حاولت نفس الاجندات التي وضعت داعش في المعركة بان تبين بان هناك حربا طائفية واقليمية تجرى على ارض العراق ..لكن لا توجد حرب طائفية في العراق حاليا والدليل ان قوات الحشد الشعبي تتكون من الاخوة السنة والشيعة بتحالف واحد ضد داعش الارهابي في العراق ..اؤكد ان ما يحصل هو نتيجة ألاعيب بعض السياسيين الذين يريدون ان يسوقوا لمقولة الحرب الطائفية..واعطيك افضل دليل على ذلك هو ان العوائل السنية النازحة من محافظات الموصل والرمادي وصلاح ، لجأت الى مدن الجنوب وهي مناطق شيعية واحتمت هناك ودخل ابناؤها المدارس ..لو كان هناك عنف طائفي لما توجهت العوائل السنية الى الجنوب ذي الاغلبية الشيعية ..فجمال العراق يكمن في نسيجه الثقافي المتعدد .. كما ان الحكم مبني على هذه التشكيلة التي تضم كل القوميات والطوائف. والنسيج العراقي بدأ يشعر بالخطر الداهم لان داعش لم يستهدف فقط الشيعة بل السنة وسلب اراضيهم واقتص منهم .. هو جاء باسم نصرة السنة ولكن في الواقع أن اكثر فئة تضررت من وجوده هي السنة . الموصل هي منبع الحضارة الاشورية دمرت بالكامل وأبيدت كل معالمها الاثرية ..

• انطلق قبل اشهر حراك شعبي من اجل الاصلاح الى اين وصل ؟
لقد اطلق رئيس الوزراء العراقي العبادي في عام 2015 حركة الاصلاح وقد انطلقت بطيئة نوعا ما وتضمنت حملة خطط لفرض التقشف وخفض رواتب وامتيازات المسؤولين . وقوبلت في البداية بردة فعل عكسية و لكن الى حد الآن تم تنفيذ اكثر من 40 بالمئة من هذا المخطط الاصلاحي وهناك تقدم ملحوظ ..وهنا اشير الى ان ميزانية العراق تستنفد بسبب الحرب وانخفاض اسعار البترول باعتبار ان اقتصاديات البلد تعتمد بالدرجة الاولى على البترول ..

• الى اين يسير الوضع في العراق والمنطقة بعد هذا الزلزال ؟
اليوم كنا حاضرين في اطلاق فرع الشبكة البرلمانية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا بمشاركة صندوق النقد الدولي . ومن خلال النقاشات وجدنا ان نفس المشاكل التي يعاني منها العراق موجودة ايضا في باقي الدول العربية بنفس الخطر . من هنا تأتي اهمية التكامل بين شعوب المنطقة لتجاوز المرحلة الدقيقة والصعبة التي تمر بها المنطقة.

• وكيف يمكن اليوم تطوير العلاقات بين تونس والعراق ؟
لقد مرت تونس والعراق في الفترة السابقة بفترات صعبة لذلك كان البلدان يعملان على لمّ الشتات ...بعد استقرار الاوضاع سيكون هناك افق مستقبلي اكبر للتعاون الاقتصادي عن طريق زيادة قيمة المبادلات التجارية بين البلدين ..وهنا اؤكد ان الدول العربية بحاجة الى التكامل الاقتصادي والثقافي لمواجهة التحديات المشتركة.

• حتى الآن ما هي كلفة محاربة داعش ؟
تكلفة دماء شبابنا لا تقدر بثمن .. شباب بعمر الورود قدموا ارواحهم فداء للوطن..وهنا اوجه نداء للدول العربية ولوسائل الاعلام باعتبارها تلعب دورا في التأثير على الرأي العام، ان تلعب دورا في التوعية ضد خطر داعش الارهابي الذي يترصد الشباب ويقوم بتجنيده عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تحولت بدورها الى نقمة بدل ان تكون نعمة علينا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115