Print this page

تزامن مع الذكرى الـ«69» لـ قرار تقسيم فلسطين: مؤتمر فتح ...خارطة طريق لمستقبل القضيّة الفلسطينية؟

اليوم ينطلق المؤتمر السابع لحركة فتح الذي اعتبره البعض حدثا مفصليا في تاريخ منظمة التحرير الوطنية ومسار القضية الفلسطينية ..وقد تزامن مع حدثين هامين اولهما الذكرى الـ»69» لـ قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 29 نوفمبر من عام 1974

والثاني وهو الاحتفاء باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، في محاولة لإعادة الزخم للقضية الأم وتوجيه البوصلة صوبها مجددا ..
قبل اكثر من خمس سنوات ومع اندلاع ما سمي حينها بـ»ثورات» الربيع العربي ..تطلع الفلسطينيون الى هذا الحدث بنظرة تفاؤل آملين بان يحمل معه ايضا رياح التغيير للقضية الفلسطينية ويعيدها الى دائرة الضوء ..لكن «التغيير « حصل نحو الاسوأ فتراجع موقع القضية الام مقابل صعود ازمات محلية اخرى واتساع دائرة الحروب الاهلية وتصاعد خطر الارهاب...فاشتعلت نيران الفتن والأزمات في العالم العربي دون توقف في اكثر من بلد ... وتراجعت الدولة القومية امام تعاظم خطر التفكك وتصاعد الدعوات للتقسيم والانفصال.

جدل واتهامات
البعض من داخل دوائر فتح او شق معارضي اوسلو ينظر الى هذا المؤتمر بصفته يدفع اكثر نحو الانقسام باعتبار انه لم تتم دعوة عديد القيادات الفتحاوية الوطنية للمشاركة في فعالياته...في حين يرد البعض الآخر على هذه الاتهامات بالقول ان هذا المؤتمر هو مناسبة لتجديد الدماء الشابة وإعادة الزخم لحركة التحرير الوطنية باعتبارها المشروع الوطني الاهم.

التحديات التي تواجه الملف الفلسطيني كبيرة اولها استيلاء « اسرائيل « على غالبية اراضي فلسطين التاريخية وتوسع المستوطنات ..مع استمرار الاعتداءات اليومية على المقدسات ومحاولات التهويد وفرض واقع جديد...اضافة الى المعارك اليومية التي يخوضها اصحاب الارض من اجل استرجاع حقوقهم المسلوبة ومواجهة الانتهاكات الإسرائيلية.

الاعلامي الفلسطيني من صوت فلسطين وليد نواف قال لـ « المغرب« ان المؤتمر السابع يأتي في ظروف مهمة تمرّ بها فلسطين والمنطقة وهو مهم لتجديد القيادات الفلسطينية ولتحديد البرامج المستقبلية التي تواكب التغيرات الدائرة في المنطقة ويأتي في ظل بعض الانتقادات الداخلية لعضوية المؤتمر وما يمكن ان ينتج عنه» . وقال انه من المهم ان تستمر حركة فتح في عملها في كافة المجالات من اجل احقاق شعوب الشعب الفلسطيني وعلى رأسها اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ..وفيما يتعلق بالاتهامات التي طالت المؤتمر من عدم دعوة القيادات الوطنية الثورية الاولى اجاب :«حركة فتح عملاقة وكبيرة وهناك عدد كبير من الكوادر والقيادات لا يمكن استيعابها وهناك اشخاص يستحقون ان يكونوا موجودين في المؤتمر ولا يمكن دعوة كل هذا العدد الهائل».

المقاومة الشعبية
فيما يتعلق بأشكال النضال ضد المحتل اجاب المحلل والكاتب الصحفي الفلسطيني :«سيتم خلال المؤتمر نقاش آليات النضال التي يمكن ان تكون لصالح الشعب الفلسطيني مثلا مسألة المقاومة الشعبية والتركيز عليها كوسيلة من وسائل النضال لفضح العدو الاسرائيلي وهو احد الخيارات الموجودة واستبعاد الخيارات الأخرى التي اقرتها وشرعنتها المواثيق الدولية .فعندما يكون شعب تحت الاحتلال فمن حقه ان يناضل بكل السبل لنيل حقوقه ..ولكن القيادة الوطنية الفلسطينية هي التي تحدد الطرق المناسبة ضمن قراءة الواقع الدولي والتي يمكن من خلال هذه الوسائل ان تحقق النتائج الافضل للشعب» . ويتابع محدثنا بالقول :«فالقائد او الزعيم من واجبه ان يحمي شعبه وان لا يجره الى الدمار والانتحار ويختار الوسائل التي تحميه وتحقق حقوقه من خلال الوسائل التي يراها مناسبة في تلك الفترة».
وعن المصالحة الفلسطينية قال ان القيادات الفتحاوية تضع حقوق الشعب الفلسطيني في المقدمة وأكد ان موضوع الانقسام سيكون ضمن جدول اعمال المؤتمر ، مشيرا الى ان الاستمرار في الانقسام يضرّ بالمصلحة الوطنية العليا.

ويشدد الاعلامي الفلسطيني على ضرورة انجاح المؤتمر السابع لحركة فتح باعتبار ان أية اخفاقات في نتائجه يمكن ان تؤدي الى اخفاقات في عمل حركة فتح والتي تمثل المشروع الوطني الفلسطيني وبالتالي فان أي اضعاف لعمل الحركة سيؤثر على المشروع الفلسطيني ككل الجدير بالذكر ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال انه سيتم الاعلان خلال المؤتمر عن نتائج التحقيق في وفاة الزعيم الراحل ياسر عرفات وفك طلاسم هذا اللغز.

المشاركة في هذا المقال