Print this page

عن فوضى انتشار السلاح في ليبيا

لم يعد السلاح الليبي يهدد ليبيا وحدها بل طال أماكن أخرى من العالم سواء تعلق الأمر بدول جوار ليبيا أو بغيرها، وتفيد تقارير أممية بأن عملية تهريب الأسلحة خارج بلد عمر المختار باتت تغذي النزاعات في بلدان عديدة من العالم ومن مختلف القارات بعد أن أصبحت ليبيا

مصدرا للأسلحة غير المشروعة. فهناك 14 دولة، بحسب ما ورد في هذه التقارير وصلت إليها كميات من الأسلحة قادمة من ليبيا، على غرار الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف، التي وصلت إلى كل من مالي و تونس و تشاد ولبنان وجمهورية إفريقيا الوسطى التي تشهد حربا دينية بين أغلبية مسيحية وأقلية مسلمة .

ويمثل انتشار السلاح بين الليبيين معضلة حقيقية تواجه عملية الانتقال الديمقراطي وتجعل حالة من الانفلات الأمني تطغى على مختلف المدن الليبية يصعب معها فرض الأمن وإجراء استحقاقات انتخابية حرة ونزيهة. إذ لا يمكن أن يصوت الليبيون وفوهات المدافع الرشاشة مسلطة على رقابهم وتفرض عليهم المرشحين وتسلبهم حرية الإرادة، كما قد تتدخل هذه البنادق لاحقا لتزوير العملية الانتخابية وتغيير النتائج وتحقيق الغلبة للفريق الأكثر تسليحا.

كما قد يتدخل السلاح لتهديد القضاة للتأثير في الأحكام الصادرة عن مجالسهم المنتصبة، على غرار ما حصل بعد انتخاب البرلمان الليبي الحالي، حيث أصدرت المحكمة الدستورية العليا في طرابلس، المدينة التي تسيطر عليها جماعة فجر ليبيا، قرارا يقضي بعدم شرعية الانتخابات التي انبثق عنها البرلمان الذي يعقد جلساته في طبرق. و تؤكد أطراف عديدة على أن إرادة القضاة كانت مسلوبة عند إصدار هذا القرار باعتبار الخشية من سطوة الميليشيات الدّاعمة للمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.

والسلاح المنتشر في ليبيا، فيه الخفيف والثقيل على حد سواء، وكذلك الأثقل الّذي تملكه كبرى الجيوش النظامية ولا يتوفر لكثير من دول العالم. وهذا السلاح هو بيد ميليشيات غير مسؤولة توالي أطرافا داخليّة لها ارتباطات مع جهات إقليميّة ولاؤها بدورها لقوى عظمى على مستوى العالم تتصارع في ليبيا من أجل المصالح والنفوذ وطمعا في تلك الثروات التي تسيل اللعاب.

ومصدر هذا السلاح هو بالأساس مخازن الجيش الليبي السابق، الذي أطلقت عليه تسمية «كتائب القذافي» أثناء عملية الإطاحة بهذا الأخير. وقد فتحت هذه المخازن على مصراعيها أثناء الصراع من أجل إسقاط القذافي وإثر النجاح في ذلك. ووصلت إلى شمال مالي وأحدثت تغييرا في موازين القوى بين الجيش المالي والمتمردين الطوارق في أزواد . كما أن هناك جهات أقليمية ودولية زودت معارضي القذافي بالسلاح والعتاد لإسقاط هذا الأخير وفعلت ما في وسعها لإزاحته عن الحكم.

وهناك أطراف خارجية تزود الجماعات الإرهابية بأسلحة حديثة ومتطورة قادرة على إرهاق جيوش المنطقة في حال حصول نزاع. ولعل صواريخ ستنغر، أمريكية الصنع، التي ضبطها الجيش الجزائري على مقربة من حدوده الشرقية، تؤكد على أن هذه الأطراف ضالعة في.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال