Print this page

الباحث والمحلّل السّياسي العراقي منتظر ناصر لـ«المغرب»: «ما تحقق من إجماع وطني في العراق سيتمّ البناء عليه في مرحلة ما بعد «داعش» الإرهابي»

• التقدّم البطيء في الموصل مردّه مراعاة القوات الأمنية لسلامة المدنيين »

قال الباحث والمحلّل السياسي العراقي مُنتظر ناصر في حوار لـ«المغرب» أن تحرير الموصل بشكل كامل لن يتم قبل ستة أشهر لعدّة اعتبارات ، مضيفا انّ العراق سينجح في بناء المرحلة التي ستلي القضاء على «داعش» في حال نجاحها في القطع مع الخطاب الطائفي المشحون .
• إلى أين وصلت معركة تحرير الموصل من تنظيم «داعش» الإرهابي؟
اليوم انطلقت المرحلة الثالثة من تلعفر إحدى مدن الموصل وأصبح المحور الشّرقي تقريبا في حكم المُحرّر ، الموصل تنقسم إلى قسمين السّاحل الأيسر وهو الشّرقي والسّاحل الأيمن وهو الغربي ، لم يبق من السّاحل الأيسر إلا بعض المناطق القليلة ،لكن التقدّم بطيء بحكم وجود مدنيين والقوات الأمنية تراعي هذا الجانب لانّ «داعش» يحتمي بهم .

• تقريبا متى يمكن الحديث عن موصل خالية من «الدواعش»؟
التحرير لن يتمّ قبل أقل من 6 أشهر ، السّاحل الأيسر أصبح في حكم المحرر ربما يعلن عن تحريره في ظرف أسابيع قليلة، لكن وضع الأيمن خطيرا لأنه مفتوح على الحدود السورية .

• كيف ترون المرحلة القادمة في العراق ونقصد بعد تطهير البلاد من تنظيم «داعش» الإرهابي؟
معركة الموصل لغاية الآن هي المعركة الأنظف بتاريخ معاركنا مع «داعش» من حيث حجم الخروقات والانتهاكات الإنسانية ومن حيث عودة الروح إلى الجيش العراقي الذي تعرضت صورته إلى هزة عقب احتلال «داعش» الإرهابي ومن حيث الإجماع الوطني ، هذه النقطة بالذات هي المدخل الرئيسي لفهم المشهد فما تحقق من إجماع وطني سيتم البناء عليه في مرحلة مابعد «داعش» ، ولا أرى مبررا للمخاوف العميقة بشأن مستقبل البلاد على الرغم من خطورة الموقف.

• برأيكم ألا يفرز «داعش» بعد خروجه من الموصل خلايا تتحرك بشكل منعزل وهو ما قد يزيد من خطورة المشهد؟
بالتأكيد ستستمرّ هذه الخلايا لكنها ستضمحل إذا ما تمت مغادرة الخطاب الطائفي المشحون ،لكن العكس سيحصل في حال اشتداد النبرة الطائفية .

• هل ستتغيّر السياسة الأمريكيّة في العراق بعد فوز ترامب ؟
الإستراتيجية الأمريكيّة لن تختلف كثيرا ، بعد الخلاص من ملفّ «داعش» أتوقّع أنّ يُصدر المرجع الديني الأعلى في العراق علي السّيستاني خطابا أو فتوى يلغي فيه الفتوى السابقة بالجهاد ، خصوصا مع التطوّر اللاّفت لأداء القوّات العراقيّة التي تمكّنت من إزالة الصّورة الّتي ألصقت بها إبان سقوط الموصل .

• حسب رأيكم من سيكسب ثمار معركة الموصل أوباما أو ترامب ؟
بالتأكيد سيكون الكاسب الأكبر هو دونالد ترامب ، لأنّ ورقة باراك أوباما انتهت والصاعد الجديد إلى البيت الأبيض هو من سيزيد زخم المعركة خُصوصا مع تصريحاته الناريّة التي تظهر رئيسا شديد البأس وليس متراخيا مثل أوباما الذي سمح للإرهاب أن يتغلغل في منطقة حيوية من العالم في ظل طول أمد المعركة.

• كيف ترون مستقبل العلاقات بين تركيا وبغداد مع قرب حسم معركة الموصل ؟
لقد فشل المشروع التّركي في العراق ، وأسباب هذا الفشل رفض الحُكومة العراقية لأيّ تواجد تركي لأنّ المشروع يسير بالضدّ من وجودها بالإضافة إلى عدم وجود غطاء دولي يسند مشروع أردوغان ، وجاء في وقت حصلت فيه بغداد على دعم دولي غير مسبوق . أنقرة أخطأت خطأ فادحا هذه المرة حين تعاملت مع بغداد العبادي كما تعاملت سابقا مع بغداد المالكي ،وشتان بين العهدين لان حكومة العبادي حظيت بدعم محلي دولي غير مسبوق، خلافا لسلفه المالكي لذا فتدخل أردوغان سابقا كان ما يبرره من عدم وجود اتفاق وطني ودولي للمالكي ،أما الآن فلا مبرر إطلاقا خصوصا في ظلّ الجهود الدولية الرامية الى القضاء على داعش والتي تركز على أن تكون عن طريق بغداد .
أظنّ أنّ أردوغان متقلب وكثيرا ما يغيّر بوصلته بسرعة ولكن استمراره بهذه السّياسة سيزيد العلاقات برودا.

حاورته: وفاء العرفاوي

المشاركة في هذا المقال