ليبيا: عقبات وموانع أمام اقتحام قوات حفتر للعاصمة طرابلس

استبعد مراقبون أن تبادر قوات رئاسة أركان مجلس النواب بالتقدم نحو مدينة سرت التي تشهد حربا ضروسا منذ شهر ماي الفارط بين كتائب مصراتة وتنظيم «داعش» الإرهابي. فعلى الرغم من تمركز قوات حفتر على مسافة 50 كلم من سرت، إلا أن قرار تقدم تلك القوات

لم يتم اتخاذه لعدة أسباب لعل من بينها استحالة حصول المشير حفتر على ضوء أخضر من الولايات المتحدة على وجه التحديد وهي التي أطلقت عملية فجر «الأوديسا» لمحاربة «داعش» ليبيا.

من العقبات والعراقيل التي تحول دون تقدم قوات حفتر نحو المدينة أيضا أن عملية كتلك تستوجب حيزا زمنيا ما بين يومين أو ثلاثة على الأقل باعتبار بطء تحرك وسير الآليات الثقيلة من دبابات وغيرها. كما أن قوات حفتر لا يمكنها ضمان موالاة من بقي من أهالي سرت فيها حتى وإن كانت قبيلة الفرجان المنتمي إليها حفتر إحدى أهم مكونات سكان سرت. العوائق والموانع لا تختلف كثيرا في حال قررت قوات حفتر اقتحام طرابلس حتى مع معاناة مليشيات العاصمة من الانقسامات والصراعات المسلحة ،فطرابلس مدينة ذات كثافة سكانية عالية وأيّ عملية عسكرية سوف تكون كارثة والمجتمع الدولي لن يسمح بحدوثها إطلاقا.

قوات الجيش التابع لرئاسة أركان مجلس النواب تتمركز منذ سنة تقريبا بمدن ورشفانة على تخوم طرابلس حيث تتوفر حاضنة شعبية لكن مع ذلك لن يكون بإمكانها اقتحام العاصمة وليس سرا القول وجود قيادات عسكرية من أبناء الغرب الليبي، تعتبر أن عملها ضمن المؤسسة العسكرية التابعة لحفتر لا يعني منحه صكّا على بياض بسبب وجود شخصيات عسكرية نافذة قريبة من تنظيم الإخوان المسلمين وتيار الإسلام السياسي تعارض بشدة أي تحرك لقوات حفتر غرب ليبيا .

ومن أبرز هذه الشخصات نجد وزير دفاع حكومة عبد الرحيم الكيب أسامة جويلي أصيل الزنتان، وكانت تسريبات كشفت وجود اتفاق بينه وقيادات مصراتة ليس لمنع توسع نفوذ حفتر غرب البلاد ولكن من أجل إقصائه عن المشهد السياسي والعسكري المقبل تماما. ويرى متابعون أنه في حال صدقت تلك التسريبات فإن كتائب الزنتان سوف تنقلب على القائد العام للجيش،وهو ما يعني خسارة الأخير لأهم حليف في ليبيا وهكذا سوف يكون الحليف الجديد لحفتر هم قبائل ورشفانة الواقعة بين كمّاشة الزاوية والمجموعات المسلحة بطرابلس.
يجمع المراقبون على أن الموقف العسكري للمشير حفتر غرب ليبيا ليس بذلك الموقف المريح الذي تروج له الماكينة الإعلامية لعملية الكرامة هذا ما ينتظر حفتر غربا أما جنوبا فعلى الرغم من إعلان رئاسة أركان طبرق سيطرتها على بوابة بويرة جنوب مدينة سبها ،إلا أن الواقع والمعطيات المتوفرة تؤكد أن سبها، عاصمة الجنوب مازالت تحت نفوذ القوة الثالثة المتحركة التابعة لفجر ليبيا مع سيطرة قوات حفتر على حوض مرزق والكفرة ومناطق الواحات.

وباعتبار عدم حسم الحرب ضد ما تصفه رئاسة أركان مجلس النواب بالإرهاب في بنغازي ودرنة فإنه لن يكون من الحكمة فتح جبهات أخرى غرب أو وسط ليبيا. والخلاصة تؤكد أن قوات المشير خليفة حفتر لن تقدم على اتخاذ قرار اقتحام طرابلس ولا أيضا تحريك تلك القوات نحو سرت بسبب العقبات والعراقيل وتحالفات يضعها الفريق المحيط بحفتر نصب عينيه .ويرى الشق المشكك في حقيقة حجم قوات حفتر بأن المعني ما كان باستطاعته إعطاء الأمر باقتحام الهلال النفطي ،لولا موافقة قبيلة المغاربة في أجدابيا ووجود صفقة ما بين كبار مشايخ الهلال النفطي والقيادة العامة للجيش.

مع موافقة من دول غربية ودولة جوار كبرى ونتحدث عن إيطاليا ومصر. الأولى المستفيد الأكبر أوروبيا من النفط الليبي حيث استفادت من خمس شحنات نفط خام بعد فتح الموانئ والثانية مصر التي يتواجد بها الآن رئيس الوطنية للنفط مصطفى صنع الله لترتيب عملية تصدير النفط الليبي إليها وبالعملة الوطنية المصرية.

الغموض يكتنف عملية تحرير سرت
دخلت عملية سرت من تنظيم داعش الإرهابي شهرها الرابع بالنسبة لقوات البنيان المرصوص التابعة للمجلس الرئاسي وشهرها الثالث بالنسبة لطيران الأفريكوم. جويا أنجز الظرفان ما يفوق 900 طلعة قتالية. كما تكبدت قوات الرئاسي ما يفوق 450 قتيلا و3000 مصاب في حين لم يتم الكشف عن حصيلة خسائر التظيم الإرهابي أيضا يجري التكتم عن الضحايا المدنيين من سكان أحياء المدينة المنكوبة ،والدمار الهائل الذي لحق بالمدينة التي تنصبّ....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115