Print this page

ليبيا: حكومة الإنقاذ تنقلب على المجلس الرئاسي وطرابلس تغرق في الفوضى

أكدت الحكومة المؤقتة التابعة لمجلس النواب أنها أحالت طلب رئيس حكومة الإنقاذ الوارد عليها والمتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية على مجلس النواب للنظر فيه. وكان رئيس حكومة الإنقاذ الوطني في طرابلس خليفة الغويل ونائب رئيس المؤتمر الوطني العام سليمان عبد الصادق

وعضو المؤتمر محمد مرغم أصدروا من داخل مقر المجلس الأعلى للدولة بقصور الضيافة بيانا أعلنوا فيه الانقلاب على المجلس الرئاسي والدعوة إلى بعث حكومة وحدة وطنية. وأكد الغويل أنه لن يسمح بتواصل الفوضى داخل العاصمة طرابلس بعد فشل المجلس الرئاسي الإيفاء بتعهداته تجاه الليبيين والمجتمع الدولي .

ذكرت مصادر مقربة من رئيس حكومة الإنقاذ أن هذا الأخير أذن بتشكيل لجان لملاحقة والقبض على جميع وزراء السراج المفوضين لاعتقالهم. فيما أصدر النائب العام بطرابلس مذكرة قبض واعتقال في حق الغويل وعبد الصادق وأفراد من الحرس الرئاسي سهلوا دخول الغويل ومرافقيه إلى مقر المجلس الأعلى للدولة.

ردود الأفعال
لقد تباينت المواقف وردود الأفعال الدولية والمحلية حول هذه التطورات الحاصلة في طرابلس في الوقت الذي استنكرت فيه الخارجية الأمريكية ما جرى في طرابلس مطالبة بإعادة مقر المجلس الأعلى للدولة إلى سلطة المجلس الرئاسي فورا.
فقد أشار عضو مجلس النواب جاب الله الشيباني إلى أن طلب ومقترح خليفة الغويل الداعي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية واقعي ويأتي منسجما مع مخرجات ملتقى الحوار السياسي الوطني المنعقد الأسبوع الماضي ولقاء رئيس مجلس النواب ورئيس المؤتمر الوطني بمالطا قبل التوقيع على الاتفاق السياسي بالصخيرات المغربية. وأردف الشباني بأن الأغلبية الساحقة من نواب البرلمان يؤيدون الدعوة لإنشاء حكومة وحدة وطنية تندمج فيها كل من حكومة الإنقاذ وحكومة الأزمة.
ويبرر الداعمون لتحرك رئيس حكومة الإنقاذ ما أقدم عليه الغويل بنفاد الفرصة الممنوحة للرئاسي وتصاعد المخاطر الأمنية في طرابلس. على صلة بذلك استمرت الاشتباكات والمواجهات المسلحة في طرابلس ونواحيها كما أكد شهود عيان سماعهم إطلاق رصاص قرب قاعدة بوستة أين يتواجد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.

مطالبة بالإفراج عن السجناء
من جهة ثانية نظمت منظمات المجتمع المدني وشخصيات سياسية تجمعا شعبيا بمشاركة نشطاء من الجميل – الرقدالين وزلتن. وأصدروا بيانا طالبوا فيه بضرورة الإفراج عن السجناء السياسيين من أبناء الغرب الليبي ومنهم رئيس آخر حكومة لنظام القذافي البغدادي المحمودي مستنكرين ظروف الاعتقال الصعبة التي يعانيها السجناء حيث تمنع الزيارات عنهم ولا تتوفر لهم الرعاية الصحية وفق ما جاء في البيان المذكور.
يشار إلى أن مناطق الجميل والرقدالين وزلتن مازالت على ولائها للنظام السابق وهي شبه خاضعة لقوات حفتر من خلال كتائب الزنتان التي تنتشر في تلك المناطق ليلا وتختفي نهارا . ولم تتمكن قوات فجر ليبيا وبعدها القوات الموالية للمجلس الرئاسي من إخضاع المنطقة الغربية لنفوذها حيث تكتفي كتائب زوارة بالسيطرة على معبر راس الجدير مع تونس بالتعاون مع كتيبة أخرى من الزاوية وهي كتيبة جمال الغايب مع تسجيل مناوشات بين الطرفين عادة ما كانت سببا مباشرات في غلق المعبر الحدودي. وعلى صلة بالأوضاع الأمنية المتفجرة في طرابلس وغربها ولا يستبعد مراقبون إقدام قوات حفتر على اقتحام طرابلس وأجبار المجلس الرئاسي على الهرب من قاعدة بوستة البحرية وإعلان حالة الطوارئ مستغلة حالة التصدع التي يعانيها تيار الإسلام السياسي وانقلاب رئيس حكومة المؤتمر الوطني على المجلس الرئاسي.

التدخل في طرابلس
وكان آمر القوات الخاصة الصاعقة العميد بوخمادة أعلن في وقت سابق جاهزية قواته للتدخل وإنهاء الفوضى في طرابلس فيما أكدت مصادر عسكرية موالية للكرامة وقوف الجيش الوطني على أبواب طرابلس وقريبا من الزاوية.
معلوم أن المجموعات المسلحة المسيطرة على طرابلس تشهد انقسامات حادة فيما بينها في سياق الصراع على السلطة وقد تطور الصراع بين تلك المجموعات بشكل لافت وتم تسجيل وقائع اختطاف وقتل بين المجموعات المتناحرة ، وما تحرك الغويل إلا دليل على بلوغ الخلافات أوجها . ومن خلال دعوة الغويل إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية فهو يسعى إلى تمرير رسالة مشفرة إلى قيادة عملية الكرامة بأنه لا يمانع في دخولها طرابلس وإزاحة المجلس الرئاسي والمساعدة في القضاء على المجموعات المسلحة الموالية للرئيس.

في ذات الإطار كشفت مصادر خاصة لـــ»المغرب» بأن الاتصالات بين مجلس النواب وبقايا المؤتمر الوطني لم تتوقف لبعث حكومة وحدة وطنية مع انسداد آفاق تنفيذ الاتفاق السياسي وعجز كل من قيادات المؤتمر الوطني ومجلس النواب الحصول على ما كانوا يسعون إليه من مناصب ومواقع في إطار عملية التسوية السياسية . ولذلك قاطع المجلس الرئاسي ولم يحضر ملتقى الحوار اجخرة مؤخرا . وأضافت تلك المصادر التي واكبت عن قرب ما جرى في الجلسة المغلقة للمجتمعين بأخجرة وهم ممثلو حكومة الإنقاذ وحكومة الأزمة ومجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة ، أكدت تلك المصادر أن من حضر الجلسة المغلقة أعلن عن ضرورة إنقاذ البلاد وإزاحة الرئاسي والذهاب لبعث حكومة وحدة وطنية ودعم المؤسسة العسكرية التابعة لمجلس النواب.
ما ذكرته تلك المصادر يعكسه رئيس حكومة الإنقاذ وموافقة ضمنية من طرف حكومة الأزمة والتصريحات المؤيدة من عضو البرلمان جاب الله الشيباني.

المشاركة في هذا المقال