Print this page

سفير دولة فلسطين في تونس هايل الفاهوم لـ «المغرب»: «تصويت اليونسكو هو قرار تاريخي لتثبيت الهوية الفلسطينية والعربية والإسلامية للأقصى»

• أنا كفلسطيني فوق كل الفصائل أيا كانت سواء «فتح» أو «حماس»

قال سفير دولة فلسطين في تونس هايل الفاهوم ان مصادقة اليونسكو على مشروع قرار ينفي وجود أية علاقة تاريخية بين اليهود والمسجد الأقصى هو قرار تاريخي ويأتي ضمن الحرب الدبلوماسية التي تقودها السلطة الفلسطينية في الخارج . واضاف في حوار لـ «المغرب» «ان العالم اصبح مقتنعا بان فلسطين هي مفتاح الاستقرار والأمان ليس للمنطقة فحسب وانما للعالم كله» مشيرا الى أن اسرائيل باستيطانها وجرائمها هي المتسبب في كافة الازمات والتطرف في العالم . ودعا الفلسطينيين الى الوحدة وتجاوز الخلافات التي تضعف القضية والجسم الفلسطيني .

• ما تعليقكم بداية على مصادقة لجنة الشؤون الخارجية لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو»، على مشروع قرار ينفي وجود أية علاقة تاريخية بين اليهود والمسجد الأقصى؟
دون شك هو قرار مهم جدا وجاء في اطار تحرك استراتيجي لدولة فلسطين على الساحة الدولية لكشف كافة الحقائق التاريخية المتعلقة بالشعب الفلسطيني ، بهويته وجغرافيته وتثبيت هذه الحقيقة التي كانت تتعرض لمحاولات لتبخيرها على مدى سبعين سنة بشكل مباشر ، والتخطيط لتفتيت هذه الهوية بهدف السيطرة على المنطقة ككل. الآن تتكشف الحقائق واحدة بعد الاخرى فهناك اليونسكو والقرارات الجماعية للأمم المتحدة وأهمها الاعتراف بدولة فلسطين وقبولها كدولة مراقبة في الامم المتحدة ، وهناك الملفات التي قدمناها لمحكمة الجنايات الدولية لكشف حقيقة ما يجري على الأرض ، وكشف كل آفاق التزوير التاريخي والموضوعي لما يحدث على الأرض في فلسطين . فهي جاءت في اطار هذه السلسلة . وهي مهمة جدا لتثبيت حقيقة ان المسجد الاقصى هو فلسطيني عربي اسلامي هام جدا وانتصار

لاستراتيجية واضحة مبنية على فكر محدد وقراءة لإحداثيات المعادلة التي تجهلها حتى بعض دول المنطقة للأسف . الآن لدينا قراءة موضوعية لكل هذه الاحداثيات فهناك مغالطة تاريخية حتى نحن وقعنا في خطأها حينما كنا نتحدث عن الصراع الفلسطيني -الاسرائيلي، وكأننا بين طرفين والعالم نسي الدول التي تحالفت وتكالبت لتبخير وجودنا الثقافي والسياسي والديني والجغرافي على ارضنا . وبالرغم من كل ذلك فان هذه المحاولات بدأت تتهاوى ، ومثل هذه القرارات هي مؤشر لبداية انهيار الاستراتيجية التي كان الشعب الفلسطيني ضحيتها المباشرة .

• وما هي الخطوات المستقبلية التي تهيئونها لمواجهة المخططات الاسرائيلية ؟
العالم كله يتابع الآن استراتيجيتنا ،بما في ذلك حلفاء اسرائيل الاستراتيجيون الذين اصبحوا على قناعة بوجودنا وباتت توجهاتهم السياسية تتغير. كنا في الماضي نتحدث عن «المشكل الفلسطيني»، الان العالم اصبح مقتنعا بان فلسطين هي مفتاح الاستقرار والأمان ليس للمنطقة فحسب وانما للعالم كله. فلسطين هي عنوان للحلول و»اسرائيل» واستيطانها وجرائمها هو اب كافة الازمات والتطرف في العالم . حتى مجموعات من داخل «اسرائيل» بدأت تكشف هذه الحقائق، وهناك رسالة سجلتها نخب يهودية من داخل «اسرائيل» وارسلتها الى الجاليات اليهودية في العالم ودعتهم الى انقاذ اليهود من هذه الاستراتيجية الانتحارية التي يديرها نتنياهو وحذرتهم من دفع ثمن ما يحصل. اذن العالم بدأ يرى الحقائق الموضوعية التي كان يعلمها واراد اخفاءها بشكل منافق ووراء شعارات قامت هنا وهناك . الضحية هي الشعب الفلسطيني وليس أي طرف آخر ..والعالم بدأ يعي هذه الحقيقة.

• في ما يتعلق بقرار إرجاء الانتخابات المحلية الفلسطينية في غزة، هل يدعم ذلك الانقسام ؟
الانقسام هو اخطر شيء على الشعب الفلسطيني . لقد استطاع شعبنا العظيم وشعب الجبارين كما كان يقول الشهيد ياسر عرفات القضاء على «الفيروسات» التي ضخت في الجسم الفلسطيني ،ان كانت دولية بشكل مباشر على مدى سبعين سنة وبشكل غير مباشر على مدى 120 سنة ، وذلك منذ القمة الغربية برئاسة رئيس الوزراء بريطانيا في حينه 1904 وتم تحديد كيفية تقاسم هذه المنطقة. وكنا نحن ضحية هذه الاستراتيجية التي تم التخطيط لها بشكل شيطاني والمقصود فيها هي شعوبنا العربية الاسلامية والافريقية وكنا ضحيتها المباشرة. استطعنا ان نصمد امام كل هذه التحديات الفاعلة من الشرق الى الغرب ومن الاقليم ،وتحصنا امام كل هذه الازمات . وبرايي هناك «فيروس واحد» وهو اخطرها ووجب على كل فلسطيني وطني يحب ويقدس قضيته وشعبه ان يفعل كل ما لديه للقضاء على هذا الخطر

والتهديد الذي يسمى الانقسام. ان فلسطين قضية مقدسة وانا كفلسطيني فوق كل الفصائل ايا كانت سواء حماس او فتح ..هم يجب ان يسخّروا كل جهودهم وامكانياتهم لخدمة هذه القضية المقدسة . واعتقد وأنا مؤمن ان شعبنا العظيم هو الذي سينتزع هذا الفيروس الاخير اي الانقسام عاجلا او آجلا وبعدها فان الجسم الفلسطيني سيكون الاقوى والأكثر تحصينا امام كل الامراض في العالم.

المشاركة في هذا المقال