Print this page

الإرهاب المعولم يضرب مجددا الولايات المتحدة: أسئلة حول مجزرة «أورلاندو»

ضرب الإرهاب مجددا في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن هاجم المدعو عمر ماتين وهو أمريكي من أصل أفغاني ملهى ليليا للمثليين في مدينة أورلاندو بفلوريدا مخلفا 53 قتيلا و عشرات الجرحى. وهي أكثر هجمة دموية منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001. وكانت الولايات المتحدة

تعرضت لهجمة إرهابية أخرى في ديسمبر الماضي قام بها الإرهابي سيد رضوان وزوجته الباكستانية خلفت 14 قتيلا.
أتت هذه الضربة الإرهابية في وقت ضاعفت الولايات المتحدة من ضرباتها في العراق مساندة للجيش العراقي في محاولاته لاسترجاع السيطرة على منطقتي الفلوجة والموصل اللتين ترضخان تحت سلطة الجماعات المقاتلة لتنظيم «داعش». لأول مرة يتبنى تنظيم «داعش» الارهابي صراحة العملية في أورلاندو في حين كان الزوجان قد أعلنا بيعتهما لـ«داعش» دون أن يتبناهما التنظيم الإرهابي.

توطين الإرهاب
في الحالتين، يكتشف المجتمع الأمريكي، كما هو الشأن بالنسبة للمجتمعات الأوروبية، أن الإرهابيين ليسوا قادمين من الخارج بل هم من مواليد أوروبا وأمريكا. واعتبار «داعش» أن عمر ماتين هو «من جهاديي التنظيم» يدخل استراتيجيات مكافحة الإرهاب في مرحلة جديدة توجه مجهوداتها نحو القضاء على قواعد التنظيم في الخارج والكشف عن الخلايا النائمة في الداخل.

وأعلن البوليس الفدرالي الأمريكي أنه كان يتعقب الإرهابي عمر ماتين وأن له معلومات في سجله الأمني تدل على أنه أظهر تطرفا دينيا لوحظ من قبل زملائه في الشغل أبلغوا عنه لأجهزة الأمن. وهو ما يشير إلى عدم قدرة البوليس الفدرالي، بالرغم من إمكانياته المشهورة، على منع الهجمات الإرهابية قبل وقوعها. وذلك فتح في وسائل الإعلام جدلا جديدا حول الوسائل الكفيلة بالقضاء داخليا على الإرهابيين. لكن ظاهرة «الذئاب الوحيدة» الجديدة التي ظهرت في أوروبا تحتم تغيير المعايير القانونية بعد التخلي عن قوانين «الباتريوت أكت» التي اتخذتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر للتصدي للإرهاب.

تداعيات على الحملة الإنتخابية
الرئيس الأمريكي باراك أوباما ندد بالعملية و اعتبرها «عملا إرهابيا و عمل كراهية». في نفس الوقت، فتحت السلطات القضائية الأمريكية تحقيقا في الموضوع. ودخل المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الحلبة منددا بتسامح الرئيس الأمريكي ومعتبرا أن الإرهاب والهجرة هما الملفان اللذان يجب الخوض فيهما في الحملة الانتخابية. واقترح ترامب إغلاق الحدود أمام المسلمين و انتقد باراك أوباما الذي لا يستعمل كلمة «إسلامي» عند ذكره للإرهاب الذي يقترفه المسلمون.

هذا يفتح مجالا لتحديد مفاهيم جديدة في الحرب على الإرهاب وبذلك تحديد الموقف على المستوى الدولي من الجهات الداعمة للإرهاب. حسب العقيدة الأمريكية المكرسة من قبل دبلوماسيتها الحرب على الإرهاب تتمحور ضد تنظيم القاعدة و تنظيم «داعش» وحركة الشباب وبوكو حرام. وهي كلها حركات إسلامية. لكن البعد الإسلامي للحركات ليس في صلب التحرك الأمريكي الذي لا يريد الخلط بين الإرهاب والحركات الإسلامية بحكم تحالفها منذ أكثر من عشرين سنة مع بعض الحركات وفي مقدمتها الإخوان المسلمين.

اعتماد الكونغرس الأمريكي لقرار يقضي بتورط بعض المسؤولين السعوديين في هجمات 11 سبتمبر 2001 فتح جدلا أمريكيا في نجاعة التحالف مع المملكة العربية السعودية. وبالرغم من عزم الرئيس الأمريكي عدم توقيع القرار فإن دونالد ترامب صرح أنه سوف يستغل في الحملة الانتخابية القادمة هذا الموضوع لجلب أصوات الناخبين الرافضين للإسلام المعولم على أساس العنف والقتل.

المشاركة في هذا المقال