الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة والقصف يطال محطة «زابوريجيا»: استنفار دولي خشية كارثة نووية تتهدّد العالـم

تثير سيطرة روسيا على محطة زابوريجيا الأوكرانية- وهي أكبر منشأة نووية في أوروبا- مخاوف متزايدة من اندلاع حرب نوويّة في المنطقة

وسط سيل من الاتهامات ضدّ موسكو المتهمة بتنفيذ عمليات قصف قرب المحطة الأسبوع الماضي. وتأتي المخاوف في وقت تشهد فيه الحرب الروسيّة الأوكرانيّة التي بدأت منذ شهر فيفري المنقضي نسقا تصاعديا في غياب أية حلول ديبلوماسيّة قريبة مع تعنّت كافة الأطراف المعنيّة رغم المحاولات الدوليّة للتهدئة.
وقد أعلنت القوات الروسية سيطرتها على المحطة النووية في مارس الماضي بعد سلسلة معارك عنيفة ومخاوف من استخدام المحطة كقاعدة لشنّ هجمات داخل أوكرانيا وخطورة تبعات تلك الخطوة. وفي هذا الإطار قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنّ العالم سيخسر أمام الإرهاب ويرضخ للابتزاز النووي ما لم يتخذ إجراء لمنع وقوع حادث في محطة «زابوريجيا» للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا.وأضاف في رسالته المصورة «إذا لم يظهر العالم الآن القوة والحسم للدفاع عن محطة طاقة نووية واحدة، فهذا يعني أن العالم. سيخسر لصالح الإرهاب ويرضخ للابتزاز النووي».
وتبلغ الطاقة الإجمالية لمحطة «زابوريجيا» نحو ستة آلاف ميغاوات، وهي طاقة تكفي لنحو أربعة ملايين منزل.في الأوضاع العادية وتؤمّن المحطة خُمس احتياجات الكهرباء في أوكرانيا وقرابة نصف الطاقة التي تنتجها المنشآت النووية في البلاد.
وrv اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بممارسة ما وصفه بـ «الابتزاز النووي» بشأن محطة زابوريجيا النووية التي تُعدّ أكبر المحطات من نوعها في أوروبا.
هذه المخاوف تزايدت وأثارت تنديدا أمميا ودوليا حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش روسيا وأوكرانيا، إلى وقف القتال بكافة أشكاله قرب المحطة، وذلك بعد أن تعرضت محطة «زابوريجيا» للطاقة النووية في جنوب أوكرانيا للقصف في الأيام الأخيرة وسط استنفار من وقوع كارثة نووية على بعد 500 كيلومتر فقط من موقع كارثة «تشيرنوبيل»، التي تعد أسوأ حادث نووي شهده العالم عام 1986.
تطورات دراماتيكية
وتشهد الأزمة الروسية الأوكرانية تطورات دراماتيكية مُتسارعة ترافقها عقوبات اقتصادية متتالية ودعوات دولية لضبط النفس مع ما يحمله المشهد من مخاوف نووية وتهديدات بدخول العالم في سيناريو حرب عالمية ثالثة ستكون في هذه المرة أشدّ وطأة وقسوة على البشرية من الحروب السابقة. وقد بدأت التهديدات النووية بـوضع ‘’قوى الردع للجيش الروسي في حالة استنفار للمعركة’’ حيث أعلنت موسكو عن وضع أسطولها النووي على أهبة الاستعداد أمام أية إمكانية لتدخل عسكري لمواجهة قواتها في أوكرانيا، ليزيد ذلك من المخاوف الدولية من إمكانية اندلاع حرب ضروس وقودها الأسلحة النووية.
ويرى مراقبون أنّ أسباب ما يحصل على جبهة الحرب الروسية الأوكرانية يعود إلى أزمات سياسية وأخرى اقتصادية كانت نتيجة لنزاعات داخلية وخارجية تتعلق بنظام الحكم في كييف والتحالفات الدولية الداعمة للنظام الحاكم هناك. ولعلّ الشرارة التي زادت من فرص اندلاع حرب في المنطقة النزاع الروسي الأوكراني حول شبه جزيرة القرم ومناطق أخرى شرق البلاد ، اذ أفرز قرار موسكو ضمّ «القرم» سنة 2014 عداء أمريكيا غربيا واسع النطاق لحكومة بوتين بعد رفض الغرب لهذه الخطوة والتي أعقبتها بحزمة عقوبات اقتصادية حادة ضدّ الكرملين .
ووفق مراقبين -إلى جانب خشية روسيا من انضمام أوكرانيا إلى دول الإتحاد الأوروبي- زادت تصريحات أوكرانية حول النووي من هلع موسكو من تداعيات تزايد قدرات ماوصفها بوتين بـ’’أوكرانيا الحديثة’’ في المجال النووي على أمنها واستقرارها .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115