معتبرة الهجوم ضربة قوية للمؤسسة الأمنية: إيران تتوعد أمريكا وإسرائيل بالانتقام بعد الهجوم على العرض العسكري

حذر حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني زعماء الولايات المتحدة وإسرائيل

امس الاثنين من رد «مدمر» من طهران واتهمهم بالتورط في هجوم وقع على عرض عسكري في مدينة الأهواز.وقال سلامي في كلمة قبل جنازة القتلى في الأهواز نقلها التلفزيون الرسمي في بث حي «رأيتم انتقامنا من قبل... سترون أن ردنا سيكون ساحقا ومدمرا وستندمون على فعلتكم».
ملأ الآلاف شوارع مدينة الأهواز بجنوب غرب إيران لتشييع ضحايا هجوم يوم السبت الذي أسفر عن مقتل 25 شخصا بينهم 12 من عناصر الحرس الثوري.
وهتف الكثيرون «الموت لإسرائيل وأمريكا».وحمل المشيعون نعوش الضحايا الملفوفة بالعلم الإيراني. وحمل الكثيرون صور صبي في الرابعة من العمر لقي حتفه في الهجوم الذي يعد أحد أسوأ الهجمات على قوات الحرس الثوري الإيراني التي تعتبر الأقوى في الجمهورية الإسلامية.وأطلق أربعة مهاجمين النار على منصة بالعرض العسكري في الأهواز تجمع عليها مسؤولون لمتابعة الحدث الذي يقام سنويا في ذكرى بدء الحرب العراقية الإيرانية التي دارت من عام 1980 إلى عام 1988.
وزحف الجنود في الشارع لتجنب الأعيرة النارية وفرت نساء وأطفال للنجاة بحياتهم.

توترات بالخليج
ألقى زعماء إيرانيون كبار أيضا اللوم على دول عربية خليجية حليفة للولايات المتحدة في الهجوم الدامي الذي وجه ضربة إلى قلب المؤسسة الأمنية الإيرانية.
ومن شبه المؤكد أن يستفز هذا الاتهام السعودية. ويخوض البلدان حربا من أجل النفوذ في الشرق الأوسط إذ يدعمان أطرافا متصارعة في سوريا واليمن والعراق ولبنان.ونفت الإمارات، الحليف المقرب للسعودية وواشنطن، مزاعم إيرانية تلمح إلى تورطها في الهجوم.
وقال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي خلال مراسم الجنازة إن على «الإرهابيين» توقع انتقام إيران.وتمتعت إيران باستقرار نسبي مقارنة بجيران من الدول العربية ما زالوا يعانون اضطرابات سياسية واقتصادية منذ انتفاضات شعبية عام 2011.ونقلت وكالة ميزان للأنباء التابعة للهيئة القضائية عن وزير الاستخبارات محمود علوي قوله إنه تم القبض على شبكة «كبيرة» من المشتبه بهم لصلتهم بالهجوم. ولم يكشف علوي عن تفاصيل أكثر.

ونشرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية تسجيلا مصورا لثلاثة رجال داخل مركبة قالت إنهم كانوا في طريقهم لتنفيذ الهجوم.

وفي التسجيل المصور يظهر رجل يرتدي قبعة عليها ما بدا أنه شعار الحرس الثوري، ويتحدث باللغة الفارسية عن الهجوم الوشيك.ويقول الرجل «إن شاء الله سنثخن بأعداء الله ونسأل الله الجنة ولن نجتمع مع من نقتلهم في مكان واحد إن شاء الله، بإذن الله سيكون هناك عمل فيه إثخان بأعداء الله من الحرس وغيرهم».
تشكل الحرس الثوري بعد الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 لحماية النظام الديني الحاكم ومبادئ الثورة.

ويتبع الحرس الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وله نحو 125 ألف مقاتل في وحدات برية وبحرية وجوية.ويقول محللون إن الهجوم أدى إلى زيادة في دعم الحرس الثوري الذي سيستغله على الأرجح لإسكات منتقديه ومن بينهم الرئيس البراجماتي حسن روحاني.
وروحاني هو مهندس الاتفاق النووي الذي أبرم مع قوى عالمية في عام 2015 وأذن بفترة انفراج مشوبة بالحذر مع واشنطن إلى أن تصاعدت التوترات مجددا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ماي الانسحاب من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات على طهران.
وأعلنت أيضا حركة معارضة من أصول عربية في إيران، تدعى منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، مسؤوليتها عن الهجوم. وتسعى المنظمة لتأسيس دولة مستقلة في إقليم خوزستان الغني بالنفط.

وقال قادة كبار في الحرس الثوري إن هجوم الأهواز نفذه مسلحون دربتهم دول خليجية وإسرائيل بدعم من أمريكا. لكن من غير المرجح أن يهاجم الحرس الثوري أيا من هؤلاء الخصوم بشكل مباشر.وقد يستعرض الحرس الثوري قوته بإطلاق صواريخ على جماعات معارضة تنشط في العراق أو سوريا قد تكون مرتبطة بالمسلحين الذين نفذوا الهجوم.ونقلت وكالة ميزان للأنباء عن نوذر نعمتي الجنرال في سلاح البر الإيراني قوله «تم تحديد هويات العملاء الذين يقفون وراء هذا الهجوم وسيجري الإعلان عنها في الوقت المناسب’’.

اعتقال «شبكة كبيرة»
في الاثناء قال وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي، الاثنين، إن السلطات اعتقلت أفراد «شبكة كبيرة» من المشتبه فيهم بالهجوم على عرض عسكري في مدينة الأهواز، السبت الماضي.
ونقلت وكالة «ميزان» للأنباء التابعة للهيئة القضائية عن علوي قوله أثناء مشاركته في جنازة لقتلى الهجوم: «سنصل إلى جميع الإرهابيين الذين لهم صلة بهذا الهجوم.. تم القبض بالفعل على عدد كبير من هذه الشبكة».وأفادت حصيلة رسمية أن 29 شخصا قتلوا في الأحواز، كبرى مدن محافظة خوزستان التي يشكل العرب غالبية سكانها، عندما أطلقت مجموعة مسلحة من 4 رجال النار على حشد كان يحضر عرضا عسكريا.وتجمع آلاف الأشخاص أمام مسجد وسط الأحواز لتشييع قتلى الهجوم، الذين لم تعط السلطات أي معلومات حول هويتهم، وسيتم تشييع 12 منهم وفق ما ذكر التلفزيون الإيراني الحكومي.وتوعد نائب قائد الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي المسؤولين عن الهجوم، وقال: «سنثأر ثأرا فظيعا من أعدائنا، وجميعهم يعرفون ذلك جيدا».ورفعت حشود المشيعين أعلاما إيرانية ولافتات كتب على إحداها «سنبقى واقفين حتى النهاية».

يضم ثلاثة رجال قالت إنهم نفذوا هجوم إيران
موقع تابع لـ«داعش» الإرهابي ينشر تسجيلا مصورا
نشرت وكالة أعماق التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية أمس الاول الأحد تسجيلا مصورا لثلاثة رجال داخل مركبة قالت إنهم كانوا في طريقهم لتنفيذ الهجوم على العرض العسكري في إيران والذي أسفر عن مقتل 25 شخصا يوم السبت (22 سبتمبر).
وظهر في الفيديو رجل يرتدي قبعة عليها شعار الحرس الثوري الإيراني وتحدث بالفارسية عن الهجوم الوشيك.وقال، وفقا لترجمة باللغة العربية كتبت على الشاشة في الفيديو «إن شاء الله سنثخن بأعداء الله ونسأل الله الجنة ولن نجتمع مع من نقتلهم في مكان واحد إن شاء الله، بإذن الله سيكون هناك عمل فيه إثخان بأعداء الله من الحرس وغيرهم».وأعلنت أيضا حركة معارضة من أصول عربية في إيران، وتدعى منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، مسؤوليتها عن الهجوم. وتسعى المنظمة لتأسيس دولة مستقلة في إقليم خوزستان الغني بالنفط.لكن لم تقدم أي جماعة دليلا على زعمها.
وتوعد الحرس الثوري الإيراني بانتقام «مميت لا ينسى» من منفذي الهجوم على العرض العسكري، واتهمت طهران دولا عربية خليجية بدعم المسلحين .3ووجه الهجوم، وهو من أسوأ الهجمات على الإطلاق ضد الحرس الثوري، لطمة للمؤسسة الأمنية الإيرانية في وقت تعمل فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها من دول الخليج على عزل طهران.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115