الجولة الخارجية الأولى لدونالد ترامب .. خطوة لتصحيح السياسة العدائية؟

جاء اعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب قيامه بجولة خارجيّة هي الأولى منذ دخوله البيت الابيض في 20 جانفي المنقضي ، والّتي ستكون إحدى محطّاتها الرئيسية المملكة العربية السعودية ، جاء ليؤكد من جديد تغير سياسة ساكن البيت الابيض الجديد من النقيض الى النقيض

تجاه نظام ال سعود بعد أن كانت الرياض اكثر دولة هاجمها الرئيس الأمريكي الجديد خلال حملته الانتخابيّة.

الجولة التي سيؤديها الرئيس الامريكي خلال الشهر الجاري سيزور خلالها أيضا «إسرائيل» بعد ايام قليلة على لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في واشنطن، لتحمل ايضا رسائل متعددة الاتجاهات حول حقيقة السياسة الخارجية لأقوى دول العالم تجاه حلفائها وتجاه ملفات الشرق الأوسط . كما تشمل الجولة زيارة سيؤديها الى الفاتيكان، بالإضافة الى المشاركة في اجتماع لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في العاصمة البلجيكية بروكسل، وحضور قمة مجموعة السبع المقرر انعقادها في صقلية.

يشار الى انّ ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ادى خلال شهر مارس الفارط زيارة رسمية الى الولايات المتحدة الامريكية ، في خطوة اضاءت نفق العلاقات الامريكية السعودية المظلم وأعادت الحليف التقليدي لأمريكا في الشرق الاوسط الى واجهة اهم التحالفات في المنطقة العربية . ومثلت الزيارة انذاك منعرجا واضحا في العلاقات بين واشنطن والرياض بعد توتر وجفاء تزامن مع تولي ترامب ادارة البيت الابيض خلفا لباراك اوباما. ولعل تصريحات بن سلمان عقب اللقاء الذي جمعه بترامب كانت ابرز دليل على التوافق الحاصل بين الطرفين حيث وصفت السلطات السعودية اللقاء بـ«نقطة التحول التاريخية» .

ولعل كسر ترامب لبروتوكلات البيت الابيض وإقامته مأدبة غداء على شرف ضيفه كانت خطوة غير عادية باعتبار انها تقام في العادة ووفق تقاليد البيت الابيض على شرف رؤساء الدول لا السياسيين مهما كانت رتبهم.

السعودية وجهة اولى
هذا الود الجديد بين الرياض وواشنطن والذي يرى متابعون انه تأكد مجددا بعد ان اختار ترامب وضع السعودية ضمن اول الدول التي سيزورها ، خاصة وان هذا القرار سبقه عداء واضح دلّت عليه تصريحات ساكن البيت الابيض الجديد خلال حملته الانتخابية وعقب فوزه ايضا وخلال خطاب تنصيبه ، وكلها كانت تصب في خانة العداء الواضح للمملكة العربية السعودية وصلت حد اتهامها برعاية الخطاب الارهابي المتطرف. ويرى مراقبون ان تجاوز الخلافات بين البلدين ربطه ترامب بتقديم تنازلات من جانب الرياض وهو مايبدو انه قد تم من خلال استثمارات قدرت بأكثر من 200 مليار دولار لصالح الولايات المتّحدة الأمريكيّة .

لطالما قالها ترامب بشكل صريح ان بلاده لن تخوض حروبا عوض دول اخرى ومؤكد ان من ستحميه امريكا «عليه ان يدفع» .وباعتبار العداء الكبير بين دول الخليج وعلى رأسها السعودية مع ايران نتيجة تنامي نفوذها يبقى خيار التحالف مع امريكا وإدارة البيت الابيض الجديدة مع عدائها الواضح لطهران هو الخيار الانسب للمملكة.

ويربط مراقبون هذا التقارب السعودي الامريكي بالجفاء المتزايد بين واشنطن وطهران عدوة الرياض الاولى كان احد اسباب الود الحاصل بين البلدين . كما يرجع مختصون في الشأن السوري اسباب الضربة العسكرية التي وجهها الطيران الامريكي ضد قاعدة الشعيرات التابعة للنظام السوري ، ارجعها الى وجود تفاهمات خفية بين واشنطن والرياض تم من خلالها الاتفاق على توجيه ضربة هي الاولى من نوعها ضد نظام بشار الاسد .

سياسة جديدة
يرى متابعون ان هذا الجفاء بين واشنطن وإيران مرتبط بالتقارب بين السعودية وأمريكا على اساس المصالح المتبادلة للطرفين في منطقة الشرق الاوسط ، والذي بدأت ملامحه تتضح من تصريحات السلطات السعودية حول نيتها الاستثمار بمليارات الدولارات في الولايات المتحدة الامريكية مقابل تأكيد ادارة ترامب على ان الرياض شريك اساسي في المنطقة العربية .

يؤكد متابعون للشأن الامريكي انّ الجانب السعودي فهم الرسالة وتجاوب معها بإبرام اتفاقات اقتصادية ضخمة يعود بموجبها الحلف التقليدي بين الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية الى سالف عهده من الدفء. وتداولت وسائل اعلام امريكية ان اللقاء الذي جمع ترامب بمحمد بن سلمان تطرق بالأساس الى ملفي محاربة الارهاب والدور الايراني في الشرق الاوسط ،وبالنظر الى علاقة ترامب العدائية بإيران فان الرياض استغلت ذلك لتعرب عن دعمها اللامتناهي لسياسة البيت الابيض الجديدة تجاه طهران.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115