الولايات المتحدة الامريكيّة تدخل «رسميّا» عهدا جديدا: ترامب خلال تنصيبه « لدينا رؤية جديدة سيكون شعارها أمريكا أولا»

تم يوم أمس الجمعة رسميا تنصيب الرئيس الامريكي الـ45 في تاريخ أعتى وأقوى دول العالم الملياردير ورجل الاعمال دونالد ترامب الذي ادى اليمين الدستورية خلفا للرئيس الامريكي ذي الاصول الافريقية باراك اوباما ، بمشاركة اهم وجوه السياسة في امريكا لعل اهمهم منافسته الديمقراطية

هيلاري كلينتون ومئات الالاف من الامريكيين من مناهضين ومساندين لترامب. وتزامنت مراسم التنصيب مع موجة احتجاجات صاخبة وأعمال عنف واشتباكات شهدتها الشوارع القريبة من مقر «الكونغرس» اين ادى دونالد ترامب اليمين الدستورية.
ووصل ترامب وزوجته مساء امس إلى مدخل البيت الأبيض وكان في استقبالهما الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما مع زوجته ميشال أوباما، وبعد التقاط صورة تذكارية عقد الزعيمان لقاء داخل البيت الأبيض
وقال الرئيس الامريكي الجديد البالغ من العمر 70 عاما خلال خطابه الذي تلى اداء اليمين الدستورية ، انّه سيعمل على «اعادة بناء امريكا القوية « وخاطب ترامب الامريكيين بالقول « آمالكم وأحلامكم ستحدد قدر الولايات المتحدة وحبكم وشجاعتكم سيقوداننا لجعل هذه البلاد عظيمة». وشدد ترامب على ان المرحلة القادمة ستشهد عديد التحديات واعدا الامريكيين بتجاوزها عبر توحيد الجهود بين السلطة والشعب ، قائلا « اليوم نحن لا ننقل السلطة فقط من ادارة الى اخرى لكننا ننقل السلطة من واشنطن العاصمة ونعطيها لكم انتم الشعب».

هل هو خطاب «عزلة» امريكا؟
واكد الرئيس الجمهوري انه ينوي «نقل السلطة من واشنطن العاصمة وإعادتها إلى الشعب»، مضيفا «هذا اليوم أصبح الشعب حاكم هذه الأمة مجددا».وأكد ترامب «المنسيون من شعبنا لن يتم نسيانهم مرة أخرى».وشدد على أن «الفوضى في الولايات المتحدة ستتوقف الآن»، معتبرا أن «كل شيء سيتغير منذ الآن في الولايات المتحدة».

وتابع: «الأولوية ستكون لأمريكا وسنحمي حدودنا واقتصادنا.. أمريكا ستنتصر أكثر من أي وقت.. سنبني بلادنا من جديد وسنكون قدوة».واضاف الرئيس الامريكي الجديد ان الولايات المتحدة الامريكية ستشهد «ولادة رؤية جديدة سيكون شعارها «امريكا أولا» .وعقب هذه التصريحات رأى مراقبون انّ خطاب ترامب أكد من جديد التوجه الذي رسمه ترامب لحملته الانتخابية والذي دعا خلاله الى ادخال الولايات المتحدة الامريكية في ما يشبه العزلة الدولية .

وتطرق ترامب ايضا خلال خطابه الى عدة قضايا قال انها ‘ستغير مستقبل الامريكيين المنسيين الذين لم يستفيدوا شيئا من المكاسب التي حققها المسؤولون السابقون داعيا الى ضرورة احداث تغييرات في النظام التعليمي بما يتيح للأمريكيين الحصول على وظائف مضيفا ان «واشنطن ازدهرت وحياة السياسيين ازدهرت لكن الوظائف ذهبت» في خطوة قال عنها متابعون انها محرجة لبعض السياسيين وخاصة سلفه الرئيس السابق باراك اوباما .

وتابع: «نحن اليوم لا ننقل السلطة من إدارة إلى أخرى أو من حزب إلى آخر، بل نحن نتداول السلطة من واشنطن إليكم أنتم أيها الشعب الأمريكي، واشنطن ازدهرت ولكن الشعب لم يشاطرها الثروة، ولكن كل هذا سوف يتغير لأن هذه اللحظة هي لحظتكم.. أنه يومكم.. انه احتفالكم.. والولايات المتحدة هي بلدكم». وقال أيضا: السياسيون في بلادنا عاشوا برخاء لوقت طويل بينما الوظائف تقلصت والمصانع أقفلت.

وأضاف: «ما يهمنا هو أن يراقب الشعب الحكومة ويديرها، سيكون تاريخ 20 من جانفي خالدا على أن الشعب أصبح هو الحاكم». وشدد ترامب خلال خطابه على ضرورة تجاوز التفرقة بين ابناء البلد الواحد قائلا ان مايجمع الامريكيين بيضا وسودا هو ‘الدم الوطني الواحد». وفي تصريحات مثيرة للجدل مجددا على غرار تلك التصريحات التي تعلقت بنيته طرد العرب المسلمين من الولايات المتحدة الامريكية قال ترامب خلال كلمته امس انه سيعمل على محو ما اسماه «الارهاب الإسلامي «من على وجه الارض» في كلمات من شأنها ان تسيل الكثير من الحبر خاصة وان ترامب ربط من جديد بين الاسلام والإرهاب».

وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية قال دونالد ترامب ان حكومته ستعمل على «الحفاظ على تحالفات بلاده القديمة وإنشاء تحالفات جديدة من شانها حماية المصالح الامريكية الداخلية والخارجية».
واثر انتهاء مراسم التنصيب غادر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ساحة «الكابيتول» على متن مروحية بعد أن سلم السلطة رسميا لخلفه دونالد ترامب.

حكومة جديدة
يشار الى ان تعيينات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للمناصب العليا في إدارته شهدت جدلا سياسيا وإعلاميا كبيرا. حيث تمخضت عن الأساليب غير التقليدية للرئيس الجديد ترامب الى تشكيل حكومة متكونة من مزيج من العسكريين السابقين، ورجال أعمال من خارج عالم السياسة.

وشهدت العاصمة الأمريكية إجراءات أمنية مشددة في منطقة الكابيتول والبيت الأبيض، حيث جرت في وقت متأخر امس وقائع حفل تنصيب الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة الأمريكية.وتم نشر 30 ألف شرطي وجندي كما وضعت العديد من الحواجز الأمنية في محيط المنطقة.واصطف آلاف الأشخاص في واشنطن لعبور الحواجز الأمنية وحضور حفل تنصيب الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة.وتكونت طوابير طويلة منذ الساعات الأولى لصباح امس لحضور الحفل الذي قالت وسائل اعلام أن جمهوره وصل إلى قرابة مليون شخص.
هذا وتعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بتوحيد الأمريكيين، وذلك في خطاب ألقاه أمام حشد من أنصاره الذين احتفوا به خلال حفل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة.ووعد ترامب - في كلمته التي ألقاها في نهاية حفل موسيقي عند نصب لنكولن - بإحداث تغيير.وحضرت عائلة ترامب الحفل الذي استغرق ساعتين، وأقيم تحت شعار «لتصبح أمريكا بلدا عظيما مرة أخرى»، وكان متاحا للعامة.

وذكر ترامب مؤيديه بأن الكثيرين شككوا في فرص حملته الانتخابية في تحقيق النجاح. وقال «لقد أغفلوا الكثيرين منا. خلال الحملة الانتخابية، تحدثت عن الرجال والنساء المنسيين. حسنا الآن لن ينساكم أحد».وتعهد ترامب أيضا بتوفير الوظائف، وتقوية الجيش وتعزيز الحدود، وأضاف: «سنقدم لبلدنا الأشياء التي افتقدها لعقود وعقود طويلة». وأكد على أن الولايات المتحدة «سوف تتغير، وأنا أعدكم. إنها تسير نحو التغيير.»وكان فندق ترامب الدولي، الذي يقع على مسافة قصيرة من البيت الأبيض، المحطة الأولى للرئيس الجديد في واشنطن.

وأعلن فريق ترامب انتهاء عملية اختيار جميع وزرائه وعددهم 21، بالإضافة إلى ستة مسؤولين أخرين يتطلب تعيينهم موافقة مجلس الشيوخ.وطلب ترامب بقاء 50 مسؤولا كبيرا في وزارة الدفاع من إدارة الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما، حتى يتم استبدالهم بآخرين، وفقا لما أعلنه المتحدث باسم فريقه.ومن بين هؤلاء المسؤولين بريت ماكجورك، المبعوث الخاص لقوات التحالف الذي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش»، فضلا عن نائب وزير الدفاع روبرت وورك.

تدفق انصار ترامب
وتدفق أنصار ترامب على العاصمة أيضا ووضع كثير منهم قبعات بيسبول كتب عليها «اجعلوا أمريكا عظيمة مجددا» وهو شعار حملة ترامب.ورغم أن واشنطن كانت مركز الاحتجاجات فإن النشطاء المناهضين لترامب نظموا احتجاجات أخرى في جميع أنحاء البلاد والعالم تتضمن مظاهرات في مدن أمريكية كبرى مثل شيكاجو ولوس أنجلوس ومدن أجنبية مثل سيدني الأسترالية.وحصلت نحو 30 جماعة على تصاريح لاحتجاجات يقدر منظمون أنها ستجتذب نحو 270 ألف شخص يومي الجمعة والسبت وهي أعداد أكبر بكثير مما شوهدت في مراسم تنصيب سابقة.

ومن المتوقع أن يكون الاحتجاج الأكبر هو مسيرة للنساء مقررة اليوم السبت في واشنطن وينتظر أن يشارك فيها نحو 200 ألف شخص من مختلف أنحاء الولايات المتحدة.ويعتزم جهاز الأمن الرئاسي وشرطة واشنطن ووكالات أمنية أخرى نشر نحو 28 ألف فرد لتأمين منطقة مساحتها نحو ثمانية كيلومترات مربعة في وسط واشنطن. وقال وزير الأمن الداخلي جيه جونسون إن الشرطة تهدف للفصل بين الجماعات باستخدام أساليب مشابهة لتلك التي استخدمت خلال المؤتمرات السياسية العام الماضي.

مظاهرات مناهضة
وانتشر عشرات الآلاف من أفراد الوكالات الأمنية ونصبت حواجز لعدة كيلومترات في العاصمة الأمريكية واشنطن امس الجمعة وتدفق نحو 900 ألف شخص على وسط العاصمة بما في ذلك على متنزه ناشونال مول المقابل للكونغرس الأمريكي حيث تم تنصيب رجل الأعمال الثري والنجم السابق لبرامج تلفزيون الواقع. وشهدت التجمعات اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الامن تخللها استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريقهم ،وتاتي المظاهرات بعد تخطيط مجموعة متباينة من النشطاء الليبراليين الذين عبروا عن استيائهم من تصريحات ترامب بشأن النساء والمهاجرين والمسلمين وغيرها من التصريحات المثيرة للجدل .

ومن أكبر الاحتجاجات ضد ترامب مظاهرة من تنظيم ائتلاف أنسر وهو تحالف ليبرالي فضفاض بمشاركة الآلاف عند نصب البحرية الأمريكية.وقال بن بيكر (33 عاما) وهو أحد منظمي المجموعة «نقول إنه اليوم الأول من حقبة أوسع من المقاومة ونعتقد أننا سنبعث برسالة قوية لترامب والحكومة... جدول الأعمال المتعلق بترامب شامل جدا فهو يتضمن الهجوم على حقوق المسلمين والمهاجرين والنساء والعمال. ومن ثم فبغض النظر عن الفئة التي تنتمي لها فإن لك مصلحة في هذه المعركة.»

تكاليف التنصيب
ويعد حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الأغلى في تاريخ تنصيب الرؤساء الأمريكيين. وأسند ترامب ترتيبات الحفل إلى مجموعة من أصدقائه من رجال الأعمال. لكن الحكومة الفيدرالية سيكون عليها رغم ذلك أن تتحمل عشرات الملايين من الدولارات.

وكان ترامب وعد أن يكون حفل تنصيبه تاريخيّا، وتشير الأرقام إلى أنه الأغلى في تاريخ تنصيب رؤساء الولايات المتحدة على الإطلاق.
وتبلغ كلفة حفل تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة قرابة مائتي مليون دولار مقابل 53 مليون دولار لحفل تنصيب أوباما في العام 2009. وجمع فريق التحضير للحفل تسعين مليون دولار إلا أن عجزا يبلغ مائة مليون دولار تقريبا سيكون على الحكومة الفيدرالية أن تتحمله من أموال دافعي الضرائب.

ووصل الألاف من الأمريكيين من ولايات أمريكية عدة للمشاركة في حفل التنصيب.أنفق العديد منهم ألاف الدولارات على تأجير غرف في فنادق واشنطن التي بلغت قيمتها 500 دولار للغرفة إضافة إلى شراء تذاكر حضور الحفلات الخاصة يوم التنصيب والتي تتراوح قيمتها بين مائة وخمسين دولار إلى بضعة آلاف من الدولارات. فريق ترامب الانتقالي جمع حجم أموال تضاهي تلك التي جمعها فريق أوباما في حفلتي تنصيبه مجتمعتين. ويخصص معظم المبلغ الذي أنفق في حفل التنصيب للترتيبات الأمنية والخدمات الطارئة وخدمات النقل المرتبطة بالحفل.

بورتريه
من هو دونالد ترامب الرئيس الـ45 لأمريكا ؟
حقق دونالد ترامب مفاجأة تاريخية بفوزه في سباق الرئاسيات الأمريكية، ليكون الرئيس 45 للولايات المتحدة. وترامب، رجل الأعمال الثري، عرفه العالم بمواقفه المثيرة للجدل تجاه عدد من القضايا كالهجرة والإسلام ونظرته الخاصة للهوية الأمريكية.
التحق دونالد ترامب بمدرسة وارتون للمحاسبة في جامعة بنسلفانيا، قبل أن يبدأ مسيرة إدارة الأعمال في شركة والده المتخصصة في العقارات، حيث أظهر تميزا في مجال الأعمال تحت رعاية والده فرد ترامب. خاض ترامب غمار الأعمال عام 1983، حيث قامت شركته بتشييد ناطحات السحاب. وشيد أول ناطحة سحاب أسماها «برج ترامب» قبل أن يبدأ بتشييد أبراج أخرى غزت مدينة نيويورك وتحمل كلها اسمه. وأصبحت تسريحة شعره رمزا للنجاح في الأعمال خلال الثمانينات.
كان يحب الظهور الإعلامي وعالم المشاهير، وقدم لمدة 12 عاما برنامج تلفزيون الواقع «ذي أبرنتيس» حيث أجرى اختبارات لعدد من المرشحين للالتحاق بشركاته العملاقة، وعرفه الجميع بعبارته الشهيرة، «أنت مطرود». وبدأت شعبيته بالارتفاع لدى قسم كبير من الأمريكيين وكان ذلك يسليه. عرف ترامب بحبه للنساء. فقد تزوج في 1977 عارضة الأزياء والرياضية التشيكية الأصل إيفانا زلينكوفا ورزق منها بثلاثة أبناء: دونالد ترامب جونيور، إيفنكا وإيريك، قبل أن ينفصل عن زوجته عام 1992، ليتزوج مجددا في 1993 من الممثلة ومقدمة التلفزيون الأمريكية مارلا آن مابلس بعد سنة واحدة من طلاقه. ورزق ترامب بطفلة من الممثلة أسماها تيفاني، ودام زواجه ست سنوات قبل أن ينفصل عن زوجته الثانية في 1999. وفي 2005، تزوج رجل الأعمال الأشهر في أمريكا من الحسناء السلوفانية وعارضة الأزياء ميلانيا كنوس والتي رزق منها بولد اسمه بارون وليام.

جمع وإعداد : وفاء العرفاوي

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115