Print this page

عقب خسارته استفتاء شعبيا حول إصلاح دستوري: استقالة رئيس الوزراء الإيطالي ومطالبات بإجراء انتخابات مبكرة

مني رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي بهزيمة مدوية امس الاول الأحد عقب خسارته التصويت لصالح تقليص صلاحيات مجلس الشيوخ والحد من صلاحيات المناطق وإلغاء الأقاليم، ما دفعه إلى الإقرار بهزيمته وإعلان استقالته خلال خطاب تلفزيوني مباشر. وكان الإيطاليون

أدلوا بأصواتهم الأحد في استفتاء حول إصلاح دستوري تحول مع صعود الشعبويين إلى تصويت لصالح رينزي (يسار وسط) أو ضده.

ورفضت غالبية ساحقة من الإيطاليين الأحد الإصلاح الدستوري الذي اقترحه رينزي، وفق ما أظهر استطلاع لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع. وقد حصلت «لا» على ما بين 54 و58 % من نسبة الأصوات، فيما حصلت «نعم» على ما بين 42 إلى 46 %.
وقال رينزي بعد هزيمته إن مهمته كرئيس للوزراء «تنتهي هنا»، مشيرا إلى أنه سيقدم استقالته إثر جلسة لمجلس الوزراء.

وكان الناخبون الإيطاليون أدلوا بأصواتهم في استفتاء حول إصلاح دستوري تحول مع صعود الشعبويين إلى تصويت لصالح رينزي (يسار وسط) أو ضده. وقبل صدور النتائج، أثار الغموض في إيطاليا قلقا في أوروبا وفي أسواق المال التي تخشى بعد صدمة قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي وصعود الحركات الشعبوية، مرحلة جديدة من عدم الاستقرار في ثالث اقتصاد في منطقة اليورو.وبعد حملة تخللتها هجمات شرسة بين مؤيدي الإصلاح ومعارضيه، اندلع جدل جديد يوم الاقتراع يتصل بالأقلام التي دعي الناخبون إلى استخدامها.وكانت وزارة الداخلية وزعت للاستفتاء أقلاما لا يمكن محو حبرها، لكن ناخبين أكدوا العكس. وسارع قادة حركة «خمسة نجوم» الشعبوية وحزب «رابطة الشمال» اليميني المتطرف إلى التنديد بما اعتبروه «تجاوزات».ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر علنا الإيطاليين إلى تأييد الإصلاحات.

وبعد أن رفض الإيطاليون الإصلاحات، سيدعو حزب «خمسة نجوم» على الأرجح إلى انتخابات مبكرة. لكن يتوقع ألا يحل الرئيس سيرجيو ماتاريلا البرلمان قبل تعديل القانون المتعلق بانتخاب النواب

مطالب بإجراء انتخابات
من جانبها طالبت «رابطة الشمال» الحركة الشعبوية اليمينية الإيطالية أمس الاثنين بإجراء انتخابات «في أسرع وقت ممكن» بعد الهزيمة الساحقة لرئيس الوزراء ماتيو رينزي في الاستفتاء حول الإصلاح الدستوري.
وقال ماتيو سالفيني رئيس رابطة الشمال المتحالفة مع الجبهة الوطنية الفرنسية «نحن مستعدون للتصويت في أسرع وقت ممكن، بأي قانون انتخابي». وأضاف «نعتقد أن إيطاليا لا يمكنها تحمل عدة أشهر من النقاشات حول النظام الانتخابي الجديد».
والقانون الانتخابي المعتمد حاليا تم تبنيه في ماي 2015 وينص على منح غالبية في مجلس النواب للحزب الذي ينال أكثر من 40 % من الأصوات من الدورة الأولى أو اللائحة التي تفوز بدورة ثانية محتملة بين الحزبين اللذين تقدما في النتائج. ولم يستخدم هذا القانون بعد ورفع طعن ضده أمام المحكمة الدستورية. من جهتها طالبت حركة خمس نجوم أيضا بانتخابات فورية.

وبحسب آخر استطلاعات الرأي فان الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه رينزي سيحل أولا في الدورة الأولى إذا جرت الانتخابات الآن لكن سيخسر الدورة الثانية أمام حركة خمس نجوم. لكن هذه الحركة التي ترفض أي تحالفات، ستواجه حينذاك صعوبة في إيجاد غالبية في مجلس الشيوخ.

ميركل تأسف لاستقالة ريينزي
في الأثناء قال المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الاثنين إن ميركل تأسف لاستقالة رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي لكنها تحترم قراره بعد هزيمته في استفتاء على تعديلات دستورية.
وأضاف المتحدث شتيفن زايبرت «علمت المستشارة باستقالة رئيس الوزراء الإيطالي وشعرت بالأسف. تعاونت بصورة جيدة وبثقة كبيرة مع ماتيو رينزي لكن بالطبع يجب احترام قرار الناخبين الإيطاليين وكذلك قرار رئيس الوزراء.» ومضى قائلا «ستقدم الحكومة الألمانية تعاونا وثيقا على صعيدي الصداقة والشراكة مع الحكومة القادمة في إيطاليا مهما كانت تركيبتها.»

المشاركة في هذا المقال