قبل ستة أسابيع من الانتخابات الأمريكية: احتمالات مفتوحة في معادلة غير متوازنة !

أظهرت المناظرة التلفزيونيّة المباشرة التي جمعت مرشّحي الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة هيلاري كلينتون ودونالد ترامب أمس الثلاثاء، اشتداد حدّة الصّراع الانتخابي بين مرشحة الحزب الديمقراطي ومنافسها من الحزب الجمهوري مع اقتراب الاستحقاق التاريخي الّذي تنتظره

دول العالم لمعرفة خليفة الرئيس الحالي باراك أوباما في البيت الأبيض .

من جهة، كلينتون ذات الـ68 سنة وزيرة خارجية وسيناتور سابقة لها خبرة سياسية طويلة حامت حولها الشكوك مؤخرا حول ملفها الصحي ومدى قدرتها على تولي الرئاسة في المقابل، ترامب 70 عاما ملياردير ونجم سابق في تلفزيون الواقع عرف بتصريحاته المثيرة للجدل إزاء ملفّات حسّاسة ودقيقة ، ارتبطت به ملفّات واتهامات بالفساد يرى مراقبون أنها قد تؤثر بشكل كبير على نوايا التصويت.

والمناظرة التلفزيونية المباشرة هي تقليد يتبعه مرشّحو الانتخابات في أمريكا لتقديم برامجهم والتأثير على النّاخبين ،وإعطائهم فرصة لتحديد اختيارهم الأخير ونواياهم للتصويت عبر استعراض مهاراتهم الاتصالية وقدرتهم على التأثير وذلك قبل 6 أسابيع من الانتخابات المقررة يوم 8 نوفمبر المقبل.

اتهامات متبادلة
وركّز المرشحان خلال المناظرة –التي يحضرها مؤيدا الطرفين-على الوضع الاقتصادي الأمريكي، حيث تبادل الطرفان اتهامات حول عدم قدرة برامجهما الانتخابية على التماشي مع التدهور الذي يعانيه الاقتصاد الأمريكي والعالمي على حد سواء .
وهاجمت المرشحة الديمقراطية منافسها حول ملف الضرائب وعدم إظهاره للتقارير الضريبية المتعلقة بأعماله، حيث واجه المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب دونالد سلسلة اتهامات بالفساد، وذلك بعد فتح تحقيق رسمي حول مؤسسة «ترامب فاونديشن»، وهي الجمعية الخيرية الشخصية لترامب، لوجود شبهات حول حصول تجاوزات في عمل المؤسسة. وأرجعت حملة ترامب الاتهامات الموجهة الى المرشح الجمهوري آنذاك إلى «أسباب سياسية» أهمها إعاقته عن الوصول إلى البيت الأبيض .
في المقابل رد ترامب على منافسته بالتطرق إلى قضية البريد الالكتروني الخاص الذي استخدمته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون لدى توليها وزارة الخارجية.وقال ترامب «سأنشر تصريحي الضريبي، خلافا لرأي محامي، حالما تنشر الرسائل الالكترونية ال33 ألفا التي محتها»، في حين ردت عليه كلينتون بالقول إن منافسها يتهرب من نشر تصريحه الضريبي «لأن لديه ما يخفيه». وخلال تطرق كلينتون إلى هذه النقطة ظهر الانفعال واضحا على منافسها وهو ما أبرزته صورة المناظرة التي ركزت على معالم وجوه المتنافسين.

سجال حاد
وهاجم ترامب سياسة كلينتون الخارجية مستشهدا بالفترة التي تولت فيها منصب وزيرة خارجية ، بالتطرق إلى ظهور تنظيم «داعش» الإرهابي واصفا سياستها بـ»الفاشلة « ،ومتهما إياها بالتسبب في «فوضى عارمة» في الشرق الأوسط
وأضاف «تتحدثين عن تنظيم «داعش» ولكنك كنت هناك وكنت وزيرة للخارجية في وقت كان فيه التنظيم لا يزال في بداياته. اليوم هو موجود في أكثر من 30 بلدا وأنت سوف توقفينه؟ لا أعتقد ذلك».
في المقابل جاء ردّ كلينتون بالتطرق إلى نقطة أثارت جدلا كبيرا في الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث اتهمت كلينتون ترامب ببناء مسيرته السياسية على «كذبة عنصرية» بشأن مكان ولادة أوباما وذلك عندما شكك في مكان ولادة الرئيس باراك أوباما وبالتالي التشكيك في حقه بتولّي الرئاسة.

ردود الفعل تباينت عقب انتهاء المناظرة إلاّ أنّ الأغلبية كانت لصالح السياسية السابقة هيلاري كلينتون التي أثرت خبرتها السياسية كوزيرة خارجية في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن على سير المناظرة ، حيث اجمع مراقبون على تحكّم كلينتون في مجرياتها وقدرتها على تجاوز الملفات المحرجة بشكل سلسل على عكس منافسها الجمهوري دونالد ترامب الذي ظهر عليه الارتباك للحظات طويلة. ورغم أن مراقبين لم يروا في مداخلة كلينتون المداخلة «المثالية» الخالية من العيوب إلا انه مقارنة بمنافسها ترامب- الذي لم يستطع في اغلب الأوقات السيطرة على انفعالاته - كانت كلينتون تتفوق بدرجات على منافسها الجمهوري.

وجاءت اغلب استطلاعات الرأي الّتي تلت المناظرة لصالح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بفارق بسيط على منافسها الجمهوري دونالد ترامب، فوقف استطلاع أجرته شبكة «سي أن أن» بالتشارك مع منظمة «أو أر سي» على مشاهدي المناظرة، أن كلينتون فازت بالمناظرة الأولى، بنسبة 62 في المائة مقابل 27 في المائة لمنافسها ترامب في حين كانت النسبة الباقية لصالح المترددين في حسم مواقفهم . استطلاع آخر أجراه مركز ‘بابليك بوليسي بولينغ’ اظهر أيضا تقدم كلينتون بنسبة 51 بالمائة على منافسها .
الانتخابات الأمريكية من أكثر الانتخابات تعقيدا في العالم وأكثرها مراحل ، إلا أنه مع اقتراب موعد التصويت يوم 8 نوفمبر المقبل بات المشهد السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية يعيش مدا وجزرا إزاء المرشح الأقرب للفوز خصوصا وان نتائج استطلاعات الرأي متقاربة مما يجعل النتيجة مفتوحة أمام كافة الاحتمالات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115