مؤتمرٌ للمحافظين البريطانيين على أمل الاحتفاظ بالسلطة

يعقد حزب المحافظين البريطاني بزعامة ريشي سوناك، والذي يشهد تراجعاً كبيراً في استطلاعات الرأي، مؤتمراً

في مانشستر اعتباراً من الأحد، على أمل التوصل إلى حل لتحويل دفّة الأمور وتجنّب الهزيمة في الانتخابات المقبلة وفق فرانس براس.

ومنذ أشهر، توقّعت استطلاعات الرأي تحوّلاً في البلاد نحو اليسار، مع تقدّم حزب العمّال بنحو عشرين نقطة في ضوء الانتخابات المتوقّعة العام المقبل.

وفي الآونة الأخيرة، حاول ريشي سوناك (43 عاماً)، كسب الناخبين المحافظين وسائقي السيارات على وجه التحديد. وكشف الجمعة عن خطة لمنع ما أسماها الإجراءات "المناهضة للسيارات" التي تتخذها بعض البلديات، مثل إنشاء مناطق تقتصر فيها السرعة على 30 كيلومتراً في الساعة.

كذلك، قام سوناك أخيراً بتخفيف بعض الأهداف البيئية، مع التأكّد من أنّ ذلك لن يمنع البلاد بأيّ حال من الأحوال من تحقيق هدفها المتمثل في الحياد الكربوني بحلول العام 2050.

ويأتي هذا التراجع الذي استنكرته المعارضة ومنظمات حماية البيئة على نطاق واسع، والذي يؤجّل بشكل ملحوظ نهاية السيارات الحرارية الجديدة حتى العام 2035، في أعقاب انتصار غير متوقع تقريباً للمحافظين خلال الانتخابات التشريعية الجزئية في غرب لندن.

وتمّ تفسير هذه النتيجة على أنها رفض واسع لتوسيع رسوم الازدحام على المركبات الأكثر تلويثاً لتشمل لندن الكبرى بأكملها، وهو الإجراء الرئيسي الذي اتخذه رئيس البلدية التابع لحزب العمّال صادق خان.
سيتحدّث سوناك في منتصف نهار الأربعاء، بعد الشخصيات البارزة في الحكومة، بما في ذلك وزراء الدفاع غرانت شابس والخارجية جيمس كليفرلي والداخلية سويلا برافرمان.
من جهة أخرى، يواجه سوناك المدافع عن السياسات التقليدية في ما يتعلق بالميزانية، ضغوطاً ضمن صفوفه، بينما ستمثل الضرائب 37 في المئة من الدخل القومي، وهو مستوى لم تشهده البلاد منذ فترة ما بعد الحرب، بحلول الانتخابات المقبلة، أي بزيادة قدرها 3500 جنيه إسترليني (4000 يورو) لكلّ أسرة مقارنة بنهاية العام 2019، وفق معهد الدراسات المالية.
والسبت، بدّد وزير المالية جيريمي هانت الآمال في تخفيضات ضريبية قصيرة الأجل في مقابلة مع صحيفة "ذي تايمز"، ووعد "بأكبر تحوّل في الخدمات العامة"، ولا سيما نظام المساعدة الاجتماعية.
ويسعى سوناك جاهداً إلى تجسيد شكل من أشكال التغيير، رغم أنّ حزبه موجود في السلطة منذ 13 عاماً.
ووصل سوناك إلى داونينغ ستريت قبل أقل من عام بقليل، بعد الولاية الفوضوية والقصيرة الأمد لليز تراس وبعد الأعوام التي أمضاها بوريس جونسون في رئاسة الحكومة، والذي اضطرّ إلى الاستقالة بسبب فضائح، بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
في شهر جانفي حدد سوناك خمس أولويات، بدءاً من الاقتصاد وحتى مكافحة الهجرة غير الشرعية والصحة، والتي أصبحت مواضيع رئيسية لحملة الانتخابات التشريعية المقبلة، تماماً مثل البيئة.

وتراجع معدّل شعبية رئيس الحكومة إلى أدنى مستوياتها منذ توليه السلطة، حيث بلغت الآراء الإيجابية 23 في المئة فقط، وفقاً لمعهد "يوغوف".
وفي مانشستر، إلى حيث سيتوجّه "على الأرجح بالسيارة" بسبب إضراب في شبكة السكك الحديدية، سيتم التركيز عليه بشدّة، بسبب النية المنسوبة إليه المتمثلة في الرغبة في قطع مشروع الخط الثاني للقطار فائق السرعة في البلاد بين المدينة الشمالية الكبيرة ومدينة برمنغهام.

منذ الانتخابات البرلمانية في ديسمبر 2019، حين فاز المحافظون بقيادة بوريس جونسون بغالبية غير مسبوقة منذ مارغريت تاتشر، تضاءل تقدّمهم تدريجياً في العديد من الانتخابات الفرعية. ومن المتوقع إجراء ثلاث عمليات اقتراع أخرى في الأسابيع المقبلة.

ويمتلك حزب المحافظين حالياً 352 مقعداً من أصل 650 في مجلس العموم، متقدماً على حزب العمّال (196 مقعداً).

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115