معركة حلب والتوازنات الداخلية والإقليمية الكبرى: تقارب سعودي مع الروس على خطى الأتراك

بعد أيام من إحكام الجيش السوري سيطرته على أحياء حلب ، أطلقت المجموعات المسلحة المعارضة الاحد الماضي معركة لاستعادة السيطرة على المواقع التي خسرتها وتحديدا طرق الامداد ..واهمها طريق الكاستيلو الذي يعد الشريان الاساسي الذي يمد الجماعات المقاتلة

ضد دمشق بالإمدادات الحيوية وهو ما دفع عديد المراقبين الى اعتبار ان ما يحصل اليوم هو معركة حياة او موت بالنسبة للأطراف المتقاتلة .

تتمتع المدينة بأهمية استراتيجية كبرى وتعد من أكبر المدن في سوريا باعتبارها العاصمة الاقتصادية.وكان الجيش السوري قد اعلن قبل ايام سيطرته على الطريق وقطعه الامدادات عن المعارضة المسلحة نهائيا ..بعد ان حقق سلسلة من الانتصارات الاستراتيجية من شانها ان تؤشر الى قرب الحسم في احد اشد الملفات المعقدة في المنطقة.. وكان النظام قد وعد بفتح 3 ممرات انسانية في حلب لخروج المدنيين والمسلحين الراغبين في إلقاء السلاح.

وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد اعلان الامم المتحدة أنها تأمل في استئناف المحادثات السورية – السورية في اوت . لذلك يرى مراقبون ان الطرف الذي سيفرض سيطرته على حلب سيفرض شروطه في اية محادثات قادمة.

معركة حلب
اعتبر منير شحود الأكاديمي والمعارض المستقل في حديثه لـ «المغرب» ان الساحة السورية اصبحت منذ أربع سنوات على الأقل ميداناً للصراع بين الدول الأجنبية، لكن النقلة النوعية حدثت منذ التدخل الروسي في سوريا العام الماضي، بمباركة أمريكية على الأرجح، وكان الهدف من ذلك تحجيم دور الدول الإقليمية في سوريا؛ إيران من جهة، وتركيا والسعودية وقطر من جهة أخرى، الطرفان اللذان عملا على تغذية الصراع المذهبي السني- الشيعي وتداعياته المنفلتة. انعكس ذلك في البداية بما يشبه معركة كسر عظم بين روسيا وتركيا بعد إسقاط الطائرة الحربية الروسية شمال اللاذقية، وانعكس أيضا تحديا سعوديا وقطريا للروس، وكان أقل حدة. كما برز التنافس الروسي الإيراني في أكثر من مناسبة، وكان الروس يريدون إفهام الإيرانيين بأنهم هم من يدير المعركة في سوريا وعلى حلفاء النظام الآخرين التعاون.

وبحسب الباحث السوري فان ذلك مهد تدريجياً لأن تصبح الولايات المتحدة وروسيا القوتان الأكثر هيمنة وعلى نحو واضح، من دون أن يلغي ذلك الخلافات بينهما، والتي كانت تتجلى من وقت لآخر من دون أن تخل بإستراتيجيتهما العامة، ولا شك بأن ذلك كان تحولا إيجابيا على طريق حلحلة الأزمة السورية شبه المستعصية.

صعوبة الحسم
وفيما يخص معركة حلب وانعكاساتها قال شحود انه يمكن مقاربة المعارك الأخيرة في حلب ومشاركة الروس الفاعلة فيها برغبة الحلف المساند للنظام بتحقيق نصر سريع في هذه المدينة قبل الاتفاق المتوقع على تطبيق الخطة الأمريكية للسلام في سوريا، والتي يبدو أنها تعتبر بديلاً، من تحت الطاولة على الأقل، لسلسلة مؤتمرات جنيف المتعثرة. ويضيف قائلا:«تقتضي هذه الخطة تقسيم سوريا لأربعة مناطق نفوذ حيث يضطلع الروس بالإشراف على...

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115