مدّ وجزر بين أنقرة والغرب: العلاقات الأوروبية التركية على المحك

لاشكّ أن الانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا مؤخّرا حمل معه تداعيات داخلية وأخرى خارجية، خصوصا على مستوى علاقات أنقرة الإقليمية والدولية وأبرزها العلاقات التركية الأوروبية التي تعاني بدورها مدا وجزرا إزاء عدة قضايا حساسة على غرار أزمة اللاجئين

بالإضافة إلى واقع الحريات في أنقرة وتداعيات ذلك على مفاوضات دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

واتهمت أنقرة في بادئ الأمر امريكا بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة وهو مانفاه البيت الأبيض بشدّة ، الاّ أن السلطات التركية جدّدت أمس على لسان رئيسها رجب طيب أردوغان اتهامها للغرب بـ«بدعم الإرهاب وتأييد الانقلاب».

الاتهامات التي تلت المحاولة الانقلابية الفاشلة لم تقتصر على الجانبين الأمريكي والتركي فحسب بل ظهر الجفاء والخلاف بينا بين برلين وأنقرة حيث ناشدت الاولى تركيا بمراعاة الاعتدال في إجراءاتها المتعلقة بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت منتصف الشهر الماضي. وزادت حدّة التوتر بين البلدين عقب ترحيب نائب المستشارة الألمانية بقرار حظر إلقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلمة عبر الفيديو في مسيرة نظمت في مدينة «كولون» الألمانية الأحد. وأدى الحظر إلى استدعاء وزارة الخارجية التركية للقائم بالأعمال الألماني. ألمانيا بدورها حذّرت أمس من ضرورة عدم السماح لتركيا «بابتزاز الاتحاد الأوروبي» بخصوص حرية تنقل مواطنيها في دول الاتحاد.

انتقادات متبادلة
يشار الى انه عقب إعلان السلطات التركية إفشالها انقلابا عسكريا ، شنت حكومة رجب طيب أردوغان حملة اعتقالات وإقالات واسعة النطاق طالت الآلاف في مختلف دواليب الدولة وقطاعاتها المختلفة ، لتحمل معها خشية دولية من واقع حقوق الإنسان والديمقراطية في تركيا خصوصا وانّ تركيا لطالما واجهت انتقادات المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان نتيجة تزايد الاعتقالات في صفوف المعارضين والصحفيين والكتاب والمحامين والقضاة وغيرهم.ويرى مراقبون أنّ المحاولة الانقلابية الفاشلة أعطت حكومة أردوغان ضوءا اخضر لإعادة تشكيل الخارطة السياسية في أنقرة ،كما أنها رسمت واقعا جديدا لعلاقات حكومة أردوغان بباقي دول العالم وخصوصا الغرب .

وتشهد علاقة تركيا بالدول الأوروبية في الآونة الأخيرة خلافات عميقة أولا بسبب تفجّر أزمة اللاجئين وصعوبة تنفيذ الاتفاق الموقع بين الطرفين للحدّ منها ، ورغم توقيع الاتفاق الذي يقضي بتقديم مساعدات مالية لتركيا مقابل إعادة المهاجرين غير المؤهلين للحصول على حق اللجوء في اليونان إلى أنقرة. يذكر بأنّ أنقرة كانت قد وضعت أمر رفع تأشيرة الدخول عن المواطنين الأتراك إلى أوروبا شرطا لتطبيق الاتفاق التركي الأوروبي في ما يخص اللاجئين ومفاوضات دخول أنقرة إلى الاتحاد الأوربي أيضا. ويهدف الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مارس بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، إلى وقف عبور المهاجرين ويسمح بإعادتهم إلى تركيا، ورغم أن الاتفاق ادى إلى تراجع أعداد طالبي اللجوء إلا أن شكوكا حول صمود الاتفاق ظهرت إلى الواجهة مجدّدا.

الاتفاق كان منذ البداية هشا وزادته المحاولة الانقلابية هشاشة خصوصا مع تنامي الانتقادات الدولية الواسعة لحكومة رجب طيب أردوغان وتتالي ردود....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115