حكومة السراج تتصدّع: إقالات تُرهق المشهد السياسي والأمني في ليبيا

جاء إعلان المكتب الإعلامي لرئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، امس عن اقالة كل من وزراء العدل، والمالية، والاقتصاد والصناعة، وشؤون المصالحة المحلية ، ليضيف مزيدا من التعقيد على المشهد السياسي الليبي وجهود وضع حكومة الوفاق على المسار الصحيح بعد شوط مُرهق من الخلافات والانقسامات بين الفرقاء .

الإقالات جاءت ، وفق مانشره المكتب الإعلامي في بيان صدر أمس ، نتيجة استمرار تغيب كل من وزراء العدل جمعة عبد الله الدرسي، والمالية فاخر مفتاح أبو فرنة، والاقتصاد والصناعة عبد المطلوب أحمد بوفروة، وشؤون المصالحة المحلية عبد الجواد فرج العبيدي ، منذ دخول حكومة الوحدة إلى طرابلس ومباشرة أعمالها في الـ14 من مارس المنقضي وسط وضع امني متدهور ومناخ سياسي منقسم بين رافض ومؤيد لحكومة الوحدة المنبثقة عن الاتفاق السياسي الأممي الذي وقع في مدينة الصخيرات المغربية نهاية العام الماضي.
وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فائز السراج، قد أعلن تشكيلة حكومة الوفاق الوطني في 15 من فيفري الماضي، والتي تتكون من 13 حقيبة وزارية وخمسة وزراء دولة، وقدمها لمجلس النواب الذي فشل في عقد جلسة مكتملة النصاب لمنح الثقة للحكومة الجديدة.

ومع استمرار تعطل الجلسات في مجلس النواب، أصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني القرار رقم 12 لعام 2016 بتفويض أعضاء الحكومة للقيام بالمهام الممنوحة للوزراء إلى حين أدائهم القسم القانوني وذلك بعد حصول السراج على دعم دولي وإقليمي كبيرين . يشار إلى ان موعد عقد الجلسة المخصصة لمنح الثقة غير معلوم إلى الآن في ظل استمرار الشقاق بين الشرق والغرب وتمسك البرلمان بقيادة عقيلة صالح بشروط مقابل منح الثقة لحكومة الوفاق.

خلافات تتفاقم
ويرى مراقبون أن الإقالات التي بدأت تنهش حكومة السراج، وهي التي مازالت في طورها الأول ، ستزيد من التحديات المحدقة بالبلاد خصوصا وان حكومة الوحدة اللّيبية مافتئت منذ تمّ الإعلان عن تشكيلها يوم 17 ديسمبر2015، تواجه تحدّيات الدّاخل والخارج ممّا حال دون نجاحها في تفعيل دورها في إدارة شؤون ليبيا وتجاوز الخلافات السياسية .
ويرى متابعون للشأن الليبي أن هذه الاقالات –بغض النظر عن أسبابها المعلنة – تدلّ على مدى الشقاق الحاصل صلب المجلس الرئاسي ، إذ يرى محللون انّ الأسباب الحقيقية لهذه الاستقالات تتعلق بالمناطقية والجهويات بين مختلف الأطراف المكونة للمجلس الرئاسي وتضارب مطالب كل منها.

يشار إلى أن ليبيا عانت على امتداد العامين الماضيين من فوضى سياسية وأمنيّة نجم عنها ظهور برلمانين متوازيين وسلطتين متصارعتين (المؤتمر في الغرب ومجلس النواب في الشرق)، وحكومتين منبثقتين عنهما.
واعتبر محللون أنّ صراع الغرب والشرق الليبي عاد إلى الواجهة مجدّدا ، حيث ربط مراقبون هذه الاستقالات برفض السلطة الموازية التخلي علما وانها تعتمد على القوات الموالية للجنرال خليفة حفتر الذي يوجه انتقادات حادة لحكومة الوفاق الوطني.
ويرى متابعون للشأن الليبي أن الخلافات السياسية والفوضى....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115