تطبيع العلاقات بين أنقرة وموسكو: تركيا والحسابات المتغيرة

جرى اول امس اتصال هاتفي حاسم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب اردوغان تم في اعقابه الاعلان عن تطبيع العلاقات التجارية ، وذلك بعد الازمة الدبلوماسية التي اندلعت بين البلدين في نوفمبر الماضي . من جهتها ، اعلنت موسكو انها

ستعيد التعاون مع انقرة بشأن حل الازمة السورية .

وجاءت هذه التطورات المتسارعة عقب سلسلة من الهجمات الارهابية ضربت قلب مطار اتاتورك في اسطنبول مخلفة حصيلة كبيرة من الضحايا . وكانت الرئاسة الروسية قد اكدت مطلع الاسبوع ان الرئيس التركي اعتذر بشان اسقاط الطائرة الروسية.

استراتيجيات جديدة
ايام قليلة فصلت بين تطبيع العلاقات بين تركيا واسرائيل وبين الاتصال الهاتفي مع بوتين لتؤكد هذه الاحداث على ان انقرة بصدد تبني استراتيجيات جديدة واعادة بناء تحالفاتها وموازين قواها في المنطقة. ومن شأن هذه المواقف ان تنعكس على الملفات الشائكة في المنطقة والخلافية بين موسكو وانقرة وفي مقدمتها الازمة السورية . اذ اشارت امس مصادر روسية مطلعة الى ان اتجاهات التفكير في أروقة الكرملين تؤكد بان روسيا ستؤيد ترك الرئيس السوري بشار الأسد لمنصبه لكن هذا لن يحدث إلا عندما تصبح على ثقة أن تغيير القيادة لن يؤدي إلى انهيار الحكومة السورية. وتغذي هذه الآراء آمال الغرب في الوصول الى وساطة روسية حول مصير الرئيس السوري عاجلا ام آجلا.

وحقيقة الحال فان معطيات عديدة قد تكون دفعت الرئيس التركي الى قيادة تغيير جوهري في سياسات بلاده الخارجية تجاه سوريا وغيرها . وفي مقدمتها وصول خطر داعش الى عقر دار الاتراك . فليس من مصلحة اردوغان ادخال بلاده في دوامة الارهاب والانفلات الامني بكل ما يحمله ذلك من تداعيات على الوضع السياسي والاقتصادي والسياحي في بلد تعد فيه السياحة شريانا هاما ينعش الاقتصاد لأنها تُدر النقد الأجنبي لخزينة الدولة . والمعلوم ان العقوبات الروسية التي فرضت على انقرة ردا على اسقاط الطائرة الروسية سوخوي 24 من قِبل سلاح الجو التركي ، حرمت البلاد من عائدات السياحة الروسية بعد ان حذرت الخارجية صراحة مواطنيها الروس بعدم التوجه الى....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115