مصر: بين سندان المحاكمات و مطرقة «الإرهاب»

أثارت الأحكام الصّادرة بحقّ الرّئيس المصري السّابق محمد مرسي وعدد من قيادات الإخوان بالإضافة إلى صحفيين في قضية مايعرف بـ»التخابر مع قطر» ردود فعل محلية ودولية متباينة ، حيث تراوحت الأحكام غير النهائية بين المؤبد والإعدام. وتأتي الأحكام في وقت يواجه فيه النظام المصري

هجمة دولية شرسة تنديدا بالمحاكمات التي تزايدت وتيرتها في السنوات الأخيرة، علاوة على تحذيرات صادرة عن منظمات حقوقية عالمية حول تردي واقع حقوق الإنسان في القاهرة .
وكانت محكمة جنايات العاصمة المصرية القاهرة قد قضت بإعدام 6 أشخاص، بينهم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين وصحفيون، في القضية المعروفة باسم «التخابر مع قطر»، في حين حكم على الرئيس المعزول محمد مرسي في القضية نفسها بالسجن لمدة 40 عاما .
الخارجية القطرية أصدرت بيانا وصفت فيه الحكم بـ«العار» وأنه «يجافي العدالة والحقائق» ، وهو ما استهجنته مصر واعتبرت انه «ليس مستغربا ممن كرس الموارد والجهود على مدار السنوات الماضية لتجنيد أبواقه الإعلامية لمعاداة الشعب المصري ودولته ومؤسساته».يشار إلى أن العلاقات بين الدوحة والقاهرة توتّرت اثر الإطاحة بالرئيس الاخواني محمد مرسي بعد تظاهرات شعبية حاشدة في 30 جوان 2013 ، استلم عقبها الجيش المصري السلطة قبيل انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد.

هذا وأثارت الأحكام التي حوكم ضمنها 4 صحفيين انتقادات داخلية وخارجية واسعة النطاق ، اذ نددت منظمة العفو الدولية بدورها بالأحكام واصفة إياها بـ»المفزعة « ، وتأتي إدانة العفو الدولية في استمرار للإدانات المستمرة الصادرة عن المنظمات الحقوقية الدولية المحذّرة من تدهور واقع حرية الإنسان في مصر وما باتت تمثله المحاكمات من مساس بالحريات الفردية. وتسعى مصر على غرار باقي دول الربيع العربي إلى إعادة الاستقرار والأمن إلى شوارعها ومؤسساتها بعد سنوات من الركود الاقتصاد والاحتقان الاجتماعي والسياسي ، وتحدّ امني بالأساس جعلته الحرب ضدّ «الإرهاب» أهمية وسط واقع إقليمي متفجّر وأزمات داخلية وخارجية متراكمة .

«ثورة يناير والأهداف المهدورة»
من جهته قال الباحث والكاتب المصري حسن حسين لـ«المغرب» أن «النظام المصري القائم ينتهك الدستور ولا يتمسّك به ،بدعم من سلطة القضاء،ودفاع من أجهزة الإعلام، محتمياً في ذلك بأدواته القمعية».
وتابع الكاتب المصري أنّ «كل مؤسسات الدولة تستميت في الدفاع عن شخص رئيس الجمهورية، أما مؤسسة القوات المسلحة فهي منصرفة إلى الدفاع عن مصالحها الاقتصادية الخاصّة، لتتغوّل بذلك على كل مؤسّسات الدّولة، وتفرض سيطرتها بقوة السلاح على كافة المؤسسات الاقتصادية،غير مبالية بأداء مهمتها الحقيقية في الدفاع عن أرض الوطن،في وقت تنعم فيه القيادات بنهب الوطن» على حدّ تعبيره.

وأشار محدّثنا إلى أنّ ثورة 25 يناير لم تحقق أي هدف من أهدافها، بعدما تم التنكر لأولوياتها،وتراجع «العسكر» عن عدم ترشح أيّ منهم لمنصب رئاسة الجمهورية على حدّ قوله .

وشدّد حسن حسين على أنّ أهداف الثورة دفنت أيضا بعد أن تمّ اعتقال شباب وتقديمهم لمحاكمات هزلية، والزج بهم في السجون،والتفرغ فقط لحصد المكاسب الاقتصادية،زد على ذلك كله التفريط في المصالح العليا للوطن،بدءاً من ماء النيل للموقف من العدو الصهيوني وصولاً إلى ترك الحبل على الغارب للحركة السلفية وإثارة نعرات الفتنة الطائفية،والتحالف مع القوى الرجعية في المنطقة العربية . وفق تعبيره.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115