النائب في مجلس النواب الأردني والناشط الحقوقي مصطفى ياغي لـ « المغرب»: جماعة الاخوان المسلمين في الأردن منقسمة بين الصقور والحمائم

تحدث النائب في مجلس النواب الأردني والناشط الحقوقي مصطفى ياغي في هذا الحديث لـ « المغرب» من عمان عن المشهد السياسي والأمني في المملكة الاردنية وعلاقته بما يحصل في دول الجوار وذلك بعد حادثة استهداف مقر المخابرات الاردني . وفيما يتعلق بمستقبل «الاسلام السياسي»

في بلاده ممثلا بالإخوان المسلمين أوضح ان الجماعة تعاني حالة من الانقسام نتيجة الخلافات بين التيارات المختلفة ( الصقور والحمائم ).

• هل لديكم اية معلومات جديدة بخصوص من يقف وراء العملية التي استهدفت مبنى المخابرات الاردنية ؟
لم يعرف بعد ان كان هذا عملا ارهابيا منظما ام انه عمل فردي انتقامي ، اذ لا يوجد حتى اللحظة اية تصريحات رسمية حول الحادثة كما ان مدعي عام امن الدوله قد منع نشر او تداول اية معلومات حول الحادثة.

• وكيف تقيمون عمليات مكافحة الارهاب في المنطقة ؟
اعتقد ان الجهود منصبة على مقاومة الاٍرهاب في كل الإتجاهات من قبل الأجهزة الامنية الاردنية بما في ذلك مراقبة الحدود الشرقية والشمالية ، مع الإشارة الى الجهد الذي يتطلبه ذلك لا سيما مع وجود حالة من الترقب والمراقبة خشية هروب أبناء التنظيمات الإرهابية من القصف والحرب الدائرة في كل من سوريا والعراق الى الاْردن.

• ماهو وضع الاخوان المسلمين اليوم في الاردن وعلاقاتهم بباقي التنظيمات الاخوانية؟
اما الاخوان المسلمون في الاْردن فهم اليوم وعلى الصعيد الداخلي يعانون حالة من الانقسام في صفوف الجماعة نتيجة الخلافات بين الصقور والحمائم وكذلك ما يسمى بمبادرة زمزم ، اضافة الى قيام عدد من أفراد الجماعة بالانفصال عنها والمبادرة الى ترخيص الجماعة التي كانت قائمة منذ الخمسينيات كجمعية سُميت باسم ( جماعة الاخوان المسلمين). مع الإشارة الى ان الجماعة ومنذ تأسيسها وطيلة فترة وجودها لم تكن مرخصة ولا مسجلة في اي من دوائر الدولة الاردنية ، الامر الذي فتح الباب واسعاً لحدوث هذا الشرخ وقيام مجموعة بالانفصال وترخيص جمعية باسم الجماعة.
وما زال الخلاف قائما بين الجماعة المرخصة والجماعة التي تعتبرها نفسها مرخصة حكما منذ البدايات (الجماعة الجديدة والجماعة القديمة)

• برأيكم الى اين سيؤول هذا «الزلزال» العربي؟
في ضوء التطورات السريعة على الموقف والتي تشكل تراجعاً في الاقتصاد وازديادا في مديونيات دول ما يسمى بالزلزال ، فان ذلك يتطلب مراحل زمنية اكبر للتعافي من اثاره اضافة الى تراجع في الحريات وعدم إيجاد الحلول الناجعة في ملفات الفقر والبطالة والعدالة الاجتماعية والتي تشكل جميعها وبرأيي محور هذا الزلزال والمطلوب هو مراجعة شاملة لكافة الملفات لكي تتعافى هذه الدول من اثار هذه التغيرات التي شهدتها المنطقة.

• لو توضح لنا وضع اللاجئين اليوم في الاردن؟
اوضاعهم حسنة في ظل الموارد المتاحة مع الإشارة الى تزايد أعدادهم بشكل يومي وعدم جدية المجتمع الدولي بتقديم المساندة الحقيقية للدولة الاردنية وبما يتناسب مع الضغط الذي يشكله اللاجئون على البنى التحتية للدولة الاردنية وشُح الامكانات والموارد وارتفاع المديونية وبرأيي فان المطلوب جدية المجتمع الدولي في دعم الاْردن لكي يستطيع مواصلة مسؤولياته في رعاية وتحسين ظروف اللاجئين

• كيف تقيمون استراتيجية اوروبا تجاه المهاجرين غير النظاميين؟
من الواضح ان أوروبا تتعامل في ملف استقبال اللاجئين بمعايير مختلفة تتباين من دولة الى اخرى وبأعداد محدودة لا يقبل تجاوزها الامر الذي أدى الى ازدياد ظاهرة الهجرة غير المشروعة وتعريض حياة المهاجرين لخطر الموت اضافة الى تركهم عرضة لاستغلال تجار تهريب البشر. والمطلوب من حكومات أوروبا التعاطي مع هذا الملف بشكل اكثر مرونة واكثر وضوحا. والعمل بذات الوقت على حل أصل المشكلة في سوريا وانهاء الاقتتال بشكل يضمن عدم هروب مزيد من اللاجئين من ديارهم باتجاه أوروبا او غيرها من الدول. وفيما يتعلق بالوضع السوري فأنني لا ارى نوراً في نهاية النفق بسبب عدم جدية المجتمع الدولي في إيجاد حل منطقي لهذه الأزمة وعدم جديته في إنهاء الاقتتال

• في ذكرى النكسة ماذا تقولون وهل بتنا نعيش نكسات اخرى؟
في ظل النكسات المتتالية للمجتمعات العربية وانصراف أنظار العالم والدول العظمى الى مشكلات سوريا وليبيا واليمن والعراق والارهاب في دول المنطقة ، فلم تعد النكسة ضمن منظور هذه الدول من ضمن أولوياتها بالقدر الذي هي باقية في ذاكرة ابنائها من الشعب العربي الفلسطيني. حتى ان ذكرى احيائها بات باهتاً وذلك بالنظر الى تسارع الأحداث وزيادة تلاطم الامواج في المنطقة.
والمجتمعات العربية برأيي مرشحة لمزيد من النكسات في ظل غياب العمل العربي المشترك وتعزيز دورها في مواجهة التحديات والظواهر التي تشهدها وعلى رأسها ظاهرة الاٍرهاب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115