الدور الأمريكي ومعادلة القوى في شمال سوريا

شنّ تنظيم داعش الارهابي هجوماً في مدينة الرقة، التي كانت تعد معقله في سوريا قبل هزيمته في 2019، ويُعد هجوم الرقة الأخير الهجوم الأكبر منذ الهجوم

الذي شنه العشرات من مقاتلي التنظيم على سجن غويران في مدينة الحسكة في جانفي 2022، وأسفر عن مقتل المئات من الطرفين.
بالتزامن مع ذلك يواصل أهالي منطقة دير الزور احتجاجاتهم ضد قوات سوريا الديمقراطية «قسد» والقوات الأمريكية مطالبين بطردهما من منطقة الجزيرة في تطورات تنبئ بدخول البلد مرحلة جديدة من التغيرات .
ويعتبر المحلل السياسي والكاتب خيام الزعبي لـ«المغرب» ان ما يجري في دير الزور لا يمكن عزله عن الأحداث التي تعيشها سوريا، فالحرب واحدة وممتدّة، وقال ان هناك مقاومة شعبية ضد «قسد» والاحتلال الأمريكي في دير الزور... وقال محدثنا إن ارتفاع الاحتجاجات الشعبية ضد «قسد» والوجود الأمريكي غير الشرعي في دير الزور، كان تعبيراً عن فعل شعبي يؤكد على تاريخ من مشاعر الانتماء وكان أهالي دير الزور جميعا بمختلف فئاتهم وطبقاتهم يهتفون «يحيا الوطن»، هذا بلا شك يجسد انتماءً مشتركاً إلى مجتمع واحد «المجتمع السوري» بذلك سقط الرهان، أسقطه السوريون بعدما إنكشفت كل خيوط اللعبة ورأى العالم ما يجري في دول المنطقة من إرهاب ومجازر دموية بشعة.»

أما فيما يتعلق بدور العشائر أجاب الزعبي :»مما لا شك فيه، يجري التعويل على العشائر، بعد استعادة دورها المغيب في المنطقة، من أجل الدفاع عن الجزيرة بوجه محاولة تحويلها إلى ثكنات عسكرية تحت مسميات مختلفة وبدعم أمريكي، لذلك هناك عدة مهمات أساسية لوجهاء عشائر دير الزور لا بد من القيام والنهوض بها منها: بلورة خطاب جامع بين أبناء المنطقة، يقوم على رفض مشاريع الادارة الأمريكية، والعمل بشتى الطرق على اعتبار الجزيرة جزءاً لا يتجزأ من سوريا، والمهمة الثانية هي مواجهة نهب الثروات السورية، والمهمة الثالثة هي الوقوف أمام مشاريع ضرب هوية المنطقة من خلال رفض مشاريع تعليمية تحاول الإدارة الكردية فرضها بالقوة. ولا يمكن أن يتحقق ذلك من دون اتحاد العشائر على أسس واضحة، وبناء كيان سياسي يمثل منطقة الجزيرة بكافة محافظاتها: الرقة، دير الزور، والحسكة من أجل تحقيق الأمن والآمان للمواطن».
وعلى نفس المنوال، يرى محدثنا إن استمرار الاحتلال الأمريكي والإبقاء على حالة النهب والسرقة للنفط السوري، هو الماكنة التي ستسرع في تشكل وتكوين المقاومة الشعبية السورية الوطنية، ليجد الأمريكي نفسه أمام حرب عصابات يعجز أمامها عن تحقيق أهدافه الاحتلالية، وبذلك لن يكون هناك موطئ قدم للاحتلال ومتطرفيه .

وقال انه لا يستبعد إنتفاضة شعبية قادمة ضد «قسد» والوجود الأمريكي نتيجة الإحتقان الشعبي، ونتيجة التخبط الأمريكي في التعامل مع شعوب المنطقة بتحريض دول إقليمية وتخطيط صهيوني.
وقال ان سوريا تغيرت كثيراً عما عرفتها أمريكا وأن سوريا دائماً من انتصار إلى انتصار وان ابناء البلد قادرين على تخطي هذه المرحلة بكل قوة وعزيمة.
ويتداخل الدور الامريكي والتركي في البلاد ويثير الدعم الأمريكي لقوات قسد حفيظة الاتراك وقد لوح اردوغان بخطوات جديدة لما أسماه بسد ثغرات الحزام الأمني بعمق 30 كلم شمال سوريا للقضاء الكامل على التهديدات التي تستهدف بلاده بحسب زعمه . وتسعى تركيا منذ انطلاقة الأحداث في سوريا الى قضم المزيد من الأراضي شمال البلاد وقد استولت على العديد من المناطق التابعة لسيطرة الأكراد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115