ليبيا: انسداد العملية السياسية يدفع إلى الخيارات البديلة

كشف رئيس حزب التغيير جمعة القماطي عن أن الليبيين جربوا تغيير الحكومات دون جدوى، كما تابع الشعب محاولات ومبادرات

إقرار الحل السلمي لكن خاب أملهم مرة أخرى أمام هذه العراقيل أكد جمعة القماطي في تدوينة له انه في حال استحال بلوغ قاعدة دستورية توافقية وإجراء الانتخابات الرئاسية سيكون الحل السليم التشاور الموسع للذهاب إلى انتخابات تشريعية وتأجيل الانتخابات الرئاسية ريثما يتم انتخاب سلطة تشريعية تكلف رئيس حكومة من بين الشخصيات غير المثيرة للجدل وتقوم تلك السلطة التنفيذية بالتعاون مع مجلس النواب الجديد بالإعداد للاستحقاق الرئاسي.
جمعة القماطي القريب من تركيا يلتقي في هذا السيناريو مع مكونات تيار الإسلام السياسي في الغرب الليبي بمن في ذلك الأغلبية في المجلس الأعلى للدولة الذين سبق ان تعالت من بينهم أصوات تطالب بإجراء الانتخابات التشريعية وتأجيل الرئاسية.
معلوم أن جماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة تراجعت شعبيتهما بعد انتخابات 2014 كما سارت رياح التغيير في دول الجوار مصر وتونس عكس بوصلتهما ، زد على ذلك فشلهما في إدارة الدولة واستفحال الأزمة الليبية لذلك ليس من صالحهما إجراء انتخابات رئاسية بل انجاز البرلمانية لوجود الكتلة الانتخابية و الثقل الديمغرافي طرابلس وغرب ليببا. وهذه المناطق كما يعلم الجميع تقع تحت نفوذ الجماعات الإسلامية.
يتمسك اقليم برقة بتزامن الانتخابات التشريعية والرئاسية، وثمة اتهام صريح لمجلس الدولة وحكومة الوحدة الوطنية بعرقلة بلوغ إطار دستوري للانتخابات للذهاب الى الانتخابات التشريعية فقط.
حيال هذا المأزق والتجاذبات كشفت تسريبات دبلوماسية أنّ إحدى الدول الخليجية -والتي كثيرا- ما اتهمت بإيواء ودعم الإسلام السياسي تدعم مقترح تغبير المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية وجاء في تفاصيل التسريبات تعيين عقيلة صالح رئيسا للمجلس الرئاسي وخالد المشري نائبا عن إقليم طرابلس ،وشخصية ثالثة من الجنوب كنائب عن إقليم فزان أما رئاسة الحكومة التي سوف تحل مكان حكومة الوحدة الوطنية والحكومة المكلفة من مجلس النواب فسوف تمنح لوزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش.
مساع لإنجاز مؤتمر برلين 3 بشأن ليبيا
من جهته أكد رئيس المجلس الرئاسي محمد يونس المنفي أن توقيع أية اتفاقيات أو معاهدات بين الدولة الليبية و دولة شقيقة أو صديقة يتطلب أولا التشاور مع المجلس الرئاسي، جاء ذلك على خلفية توقيع مذكرة تفاهم بين حكومة الوحدة الوطنية والحكومة التركية شملت التنقيب وإنتاج النفط والغاز في مياه ليبيا الإقليمية والتدريب العسكري ..
وقد قوبل توقيع تلك المذكرة برفض من مجلس النواب و سلطات برقة والحكومة المكلفة من مجلس النواب..الشيء الذي اجبر حكومة الوحدة الوطنية ممثلة في وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش التي أكدت أنها لم تطلع على مضمون المذكرة باعتبار ان المضمون و التفاصيل فنية بحتة، أما وزير التخطيط والاقتصاد فقد لفت إلى أن المذكرة غير ملزمة للطرفين ويمكن لطرف الانسحاب والتراجع عن تنفيذ المذكرة.
وقد سارعت اليونان ومصر بالتواصل من خلال اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية لبحث التصدي للتغلغل التركي، وأثارت هذه المذكرة خاصة في الجانب المتعلق بما سمي بتأجير حكومة الوحدة الوطنية للمياه الإقليمية التابعة لليبيا والترخيص لتركيا بالتنقيب و إنتاج النفط والغاز.
مباحثات ألمانية ليبية لحلحلة الأزمة
أدى المبعوث الألماني الخاص أول زيارة له إلى ليبيا،كريستيان باك وكان مرفوقا بسفير ألمانيا لدى ليبيا ميخائيل اونماخت، حيث التقيا وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش و قبلها رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة..وجدد دعم ألمانيا لمبادرة الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية الراهنة تحت غطاء مؤتمر برلين 1و2 وعبر عن اعتزام بلاده انجاز مؤتمر برلين3 شرط تنفيذ مخرجات المؤتمرين السابقين المنعقدين ببرلين.
المبعوث الألماني الخاص إلى ليبيا أكد شرعية على حكومة الوحدة الوطنية والتعاون معها لتكريس الحل السياسي وبلوغ الانتخابات في أقرب وقت ممكن وتعزيز الاستقرار والأمن. وذكر المكتب الإعلامي التابع لمجلس الدولة أنّ رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري التقى مع رؤساء اللجان والنائب الثاني عمر بوشاح بمكتبه، حيث جرى بحث التطورات السياسية المسجلة مؤخرا الإعلامي نقل عن خالد المشري تأكيده أنّ الخروج من الأزمة السياسية الراهنة يتطلب وجوبا قاعدة دستورية توافقية لبلوغ الانتخابات النزيهة والشفافة.
وأشارت البعثة الأممية للدعم والمساندة لدى ليبيا على صفحتها الرسمية أنّ رئيس البعثة التقى كلا من توماس غرينفيلد ممثلة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ومساعد وزير الخارجية الأمريكي وسفير الولايات المتحدة ومبعوثها الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند للتأكيد على دعم واشنطن للمبعوث الاممي الجديد عبد الله بيتلي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115