الكاتب والباحث الفلسطيني مصطفى إبراهيم لـ«المغرب» «المصالح بين الغرب و«إسرائيل» ستقف حائلا دون منح الفلسطينيين حلا حقيقيا»

قال الكاتب والباحث الفلسطيني مصطفى إبراهيم في حوار لـ«المغرب» أنّ موافقة السلطة الفلسطينية على انعقاد مؤتمر باريس دون حضورها يُحيل على أنها منحت غيرها الحق لتقرير مصير القضية الفلسطينية . ووصف ابراهيم مؤتمر المبادرة الفرنسية بالـ«غامضة»

معتبرا انها جاءت لخدمة مصالح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والتهديدات الإرهابية التي تواجهها أوروبا ،مضيفا أن مؤتمر باريس لم ولن يقدم حلا حقيقيا للفلسطينيين نتيجة مصالح متبادلة بين الغرب و«إسرائيل» .

• لو تقدمون لنا آخر تطورات المشهد السياسي الفلسطيني الراهن !؟
المشهد الفلسطيني يعبر عن ذاته بحال الانقسام والضعف والوهن وغياب موازين القوى وتوجهات القيـــــادة الفلسطينية المنفردة بما يسمى الحلول السلمية أو العملية السلمية التي لا وجود لها ،وتعنت «إســــرائيل» وتنكرها للحقوق الفلسطينية حتى ان حل الدولتين قضت عليه «إسرائيل» كما هو اتفاق «أوسلو» المجحف والذي انتقص من الحقوق الفلسطينية. والمشكلة أن القيادة الفلسطينية وافقت على القمة الأخيرة في فرنسا وكأنها منحت غيرها للتقرير في مصير القضية الفلسطينية من جهات دولية وعربية غير أهل للثقة ويدافعون عن مصالح «إسرائيل» ويتماهون معها.

• ماهي قراءتكم لمؤتمر باريس ؟ ما المنتظر من هذا المؤتمر وهل من شأنه النجاح في إحياء عملية السلام؟
مؤتمر باريــــس أو المبادرة الفرنسية هي مبادرة غامضة ، إذ لا يوجد ثقة في الأوربيين وهي من البداية جاءت لخدمة مصالح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وما يجري في أوروبا والتفجيرات الإرهابية التي وقعت في باريس وبعض الدول الأوروبية وما يجري في سورية والعراق أيضا، بالإضافة إلى الذكرى السنوية المائة لاتفاقية «سايكس بيكو» التي قسمت الوطن العربي، وهي لن تقدم حلا حقيقيا للفلسطينيين ولن تمنحهم دولة ليس لتعنت «إسرائيل» فقط إنما لمصلحة الاحتلال حيث بدأ الغرب يشعر بخطورة ما يجري في المنطقة العربية، ومن بين ذلك التطرف الإسرائيلي وجنوحه للفاشية أكثر ورفض نتانياهو لأي حلول إلا من خلال المفاوضات. فرنسا أيضا تريد التوصل لحل من خلال العودة للمفاوضات وبدون ضغط حقيقي على «اسرائيل» وفرض حل عليها ، هي لن تقبل بذلك. بالإضافة إلى كل ذلك فأن الأوضاع العربية المزرية والضعف العربي لن يثمر عنه حلول حقيقية إنما هي حلول مجزئة ولا تعمل في صالح الفلسطينيين نظرا لاختلال موازين القوى وعدم الرجوع للقرارات الدولية التي أقرت بحق الفلسطينيين في تقرير المصير وإقامة دولتهم.

• يـرى مراقبــــون أن فرنســا بمبادرتها هذه تبحث عن إحياء دورها في المنطقة؟
ربما تبحث فرنسا عن دور لكنها لن تستطيع فرض حل وهي وكل دول أوروبا لا يستطيعون اتخاذ قرارات لإجبار «اسرائيل» من دون الولايات المتحدة الأمريكية التي لم يتراجع دورها خاصة فيما يتعلق بإسرائيل وهي مؤمنة بان أي حل يجب ان يكون بالمفاوضات. الولايات المتحدة موقفها واضح ،بالرغم من حضور وزير خارجيتها جون كيري في المؤتمر الا إنها غير راضية عن القمة التي عقدتها باريس.

• في ظل متغيرات المنطقة وأزماتها برأيكم هل ركن المجتمع الدولي القضية الفلسطينية -رغم أهميتها- على الرفوف؟
لم يركن المجتمع الدولي القضية الفلسطينية على جهة ولا يستطيع أي احد ركنها لان عدالة القضية الفلسطينية تجبر أي جهة على عدم ركنها برغم التراجع في الاهتمام بها، وإنما أصبحت ربما في المرتبة الثانية خاصة في ظلّ ما يجري في المنطقة العربية وتهديد «داعش» وما يجري في سوريا والعراق لذا قررت فرنسا عقد المؤتمر والبدء بخطوات من أجل حل القضية الفلسطينية لإدراكها خطورة ما يجري لكن الخطورة أن يعتبر ذلك التفافا على الحقوق الفلسطينية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115