ليبيا: سيناريو تجدد الاقتتال في طرابلس مازال قائما وهذه مؤشراته

عادت الحياة الطبيعية تدريجيا الى شوارع العاصمة الليبية طرابلس بعد اشتباكات ومواجهات «السبت الأسود» بين المجموعات الموالية للدبيبة وتلك الداعمة لباشاغا .

مواجهات أكدت مصادر أمنية موالية لحكومة باشاغا أنّ تركيا لعبت فيها دورا لصالح قوات وكتائب حكومة الوحدة الوطنية عبر مستشاريها العسكريين المتمركزين في قاعدة معيتيقة الجوية.
مواجهات اعتبرها المتابعون المحاولة الثانية التي يقوم بها فتحي باشاغا لدخول العاصمة طرابلس .
وتوقع ملاحظون إمكانية عودة الاشتباكات بين معسكر الدبيبة ومعسكر باشاغا.. وتعزز ذلك الحقائق التالية أولا استمرار المأزق السياسي جراء تمسك رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة خالد المشري بالسلطة وهما المخولان من الأمم المتحدة لدفع العملية السياسية بمساريها الدستوري والسياسي والتوافق على القوانين الانتخابية، وبالتالي من العبث توقع خطوة ايجابية من الرجلين ..
إضافة إلى ذلك يدرك باشاغا أنّ حظوظه في دخول طرابلس تقلصت كثيرا الاخلال جولة قتال جديدة وأخيرة وخسارته لهذه الجولة تعني نهايته سياسيا في المرحلة الراهنة والمستقبل المنظور. ويدرك باشاغا بان حليفه حفتر لن يمكنه مساعدته عسكريا لعدة أسباب وموانع بعضها معلوم و بغضها غير ذلك، حفتر لوجستيا لا يمكنه دعم باشاغا إضافة إلى وجود وثيقة اتفاق وقف إطلاق النار.

إشترك في النسخة الرقمية للمغرب

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د


وحيال نقاط الضعف التي يعاني منها معسكر رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب يراهن الأخير على تداعيات حزمة الإقالات التي اتخذها عبد الحميد الدبيبة في صفوف القادة العسكريين في المنطقة الغربية واستعانته بعدد من المطلوبين دوليا من مهربي البشر مثل محمد بحرون الملقب «بالفار» وهو ما سيحرجه أمام المجتمع الدولي. كذلك إقالة رئيس مجلس إدارة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله وقبله مصطفى قدور واللواء أسامة جويلي.. مما سيضعف معسكر الدبيبة ويلعب لصالح حكومة باشاغا.. كذلك انحياز كتيبة ثوار طرابلس بقيادة هيثم التاجوري لباشاغا وتشير تسريبات الساعات الأخيرة إلى إمكانية دعم حفتر لباشاغا بالاتفاق مع أطراف قوية في طرابلس.
أما ما يؤشر إلى سيناريو استئناف الاقتتال بين المعسكرين فهو بيانات وردود أفعال سفارات الدول الغربية المؤثرة في الأزمة..سفارة الولايات المتحدة الأمريكية وسفارة المملكة المتحدة وسفارة تركيا إزاء المواجهات الأخيرة دعوات للحفاظ على الاستقرار واستئناف الحوار..لفت متابعون إلى أنّ ردود الأفعال الدولية لم تكن صارمة وشديدة اللهجة.
مصير حكومة باشاغا على طاولة جلسة البرلمان القادمة
من جهته كشف عضو مجلس النواب عبد المنعم العرفي في تصريح لإحدى الفضائيات المحلية أنّ الجلسة المقبلة للبرلمان سوف تبحث الفوضى التي جدت نهاية الأسبوع الماضي في العاصمة طرابلس كذلك مستقبل حكومة فتحي باشاغا وفشله دخول طرابلس بعد مضي 7 أشهر من تشكيلها و منحها الثقة من مجلس النواب ، مشيرا إلى أنّ كل السيناريوهات واردة فيما يتعلق باستمرار تكليف الحكومة من عدمه. إلى ذلك وفي جانب آخر أكد العرفي أنّ الجلسة ستقوم ببحث كيفية التسريع ببلوغ توافق حول القاعدة الدستورية للانتخابات بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة عبر اللجنة المشتركة وما يعرف بمشاورات المسار الدستوري والتي كان مجلس النواب وافق على استئناف اجتماعاتها بالعاصمة المصرية القاهرة بإشراف البعثة الأممية للدعم والمساندة.
وأشار إلى نقطتين فقط يحوم حولهما الخلاف وهي النقطة المتعلقة بترشح العسكريين و نقطة ثانية تتعلق بمزدوجي الجنسية من بين المترشحين للاستحقاق الرئاسي.
وحول هاتين النقطتين أشارت تسريبات من مدينة طبرق الى أنّ مجلس النواب قد يتجه إلى التصويت لحسم هذا الخلاف أما إبقاء ذلك ضمن القاعدة الدستورية والسعي إلى بلوغ التوافق أو حذفهما.
وفي الجانب الأمني عمدت قوة حماية مشروع الدستور التي شكلتها حكومة الوحدة الوطنية إلى غلق الطريق الساحلي ما بين مصراتة والعاصمة طرابلس على مستوى وادي كعام، وذكرت قوة حماية الدستور بان الخطوة جاءت مع ورود معلومات حول عزم الفريق سالم جحا الداعم لباشاغا التحرك بأرتال مسلحة من مصراتة في اتجاه طرابلس.
غلق الطريق الساحلي مجددا دفع باللجنة العسكرية المشتركة 5+5 إلى مخاطبة المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة من اجل التسريع بتجاوز المأزق السياسي من خلال إقرار خارطة طريق واضحة وتحديد جدول زمني للانتخابات. كما ناشدت اللجنة العسكرية المشتركة جميع الأطراف ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار والهدوء والتركيز على استئناف المسارين السياسي والدستوري.
وتتخذ اللجنة العسكرية المشتركة من مدينة سرت مقرا رسميا لها وعقدت إلى حد اليوم 8 اجتماعات إضافة إلى اجتماعين بالقاهرة ومقرهما بجنيف، واجتماع بتونس من اجل استكمال تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بجنيف في الثالث والعشرين من أكتوبر 2020 بإشراف الأمم المتحدة ورغم اصطدام المفاوضات بعض العراقيل مثل ملف سحب المرتزقة..فإن اللجنة نجحت بنسبة كبيرة في الحفاظ على وقف إطلاق النار في عموم مناطق ليبيا حيث انه لا دخل لها فيما يجري من مواجهات مسلحة كتلك التي عرفتها طرابلس نهاية الأسبوع الماضي .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115