ليبيا: تنديد دولي بالعنف ودعوات إلى ضبط النفس

أكّد رئيس الحكومة المكلّفة من مجلس النواب فتحي باشاغا أنّ المليشيات الإجرامية والمارقة عن القانون «هي السبب في إثارة العنف وسفك دماء الليبيين

والتدمير والخراب الذي لحق الأملاك العامة والخاصة في طرابلس» في إشارة إلى الاشتباكات الدامية التي جرت ليلة ونهار السبت الماضي والتي أسفرت عن سقوط العشرات بين قتلى وجرحى ودارت بين كتائب مسلحة تابعة لباشاغا وأخرى موالية لرئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.
وقد كشفت الاشتباكات مرة أخرى عن أنه لن يكون هناك حلّ للازمة السياسية الراهنة في ليبيا غير الحل السلمي و نبذ العنف بمختلف أشكاله ..حيث أنّ هذه المواجهات المسلحة انتهت دون انتصار أي طرف ولو أنّ بعض المراقبين يرون أنّ المجموعات التابعة لدفاع وداخلية الدبيبة قد حقّقت نصرا على حساب الكتائب الموالية لباشاغا بفضل رفض احد القادة العسكريين المهمين وهو سالم جحا من المجلس العسكري في مصراته والمعرف كونه بدعم باشاغا، رفض الإذعان لتعليمات اللواء أسامة جويلي بالتقدم.ومن ثمة وبسبب هذا الموقف الذي لم يكن أسامة جويلي يتوقعه تراجعت قوات جويلي وانسحبت من خطوط التماس دون قتال.
الخارجية البريطانية تندّد بالعنف وتدعو إلى الحوار
إلى ذلك وفي سياق ردود الأفعال الدولية على الأحداث الأخيرة، أكد وزير الخارجية البريطاني لشؤون شمال إفريقيا اللورد طارق احمد أنه لا حل للازمة السياسية الراهنة وتجاوز انسداد العملية السياسية إلا باستئناف الحوار والتركيز على الانتخابات من خلال التوافق على إطار دستوري قانوني للانتخابات وتحديد موعد انجازها بدعم و مساندة الشركاء الإقليميين والدوليين.
ميدانيا انسحبت قوات أسامة جويلي من معسكر السابع من افريل ونقل شهود عيان أن قوات جويلي المتكونة بالأساس من كتائب من الزنتان وصبراتة غادرت نحو غرب طرابلس إلى ما بعد كوبري 17 أي مدخل طرابلس من الغرب والذي تسيطر عليه منذ مساء السبت الفارط مجموعة مسلحة تابعة للمدعو محمد بحرون المكنى « بالفار» الداعم لحكومة الوحدة الوطنية. أمنيا أعادت الكتائب التابعة لدفاع وداخلية الدبيبة انتشارها وسط طرابلس وساد الحذر الشديد المشهد الأمني تحسبا لأي طارئ واي هجوم مباغت قد تنفذه قوات اللواء أسامة جويلي..
في غضون ذلك يرى مراقبون أنّ الأحداث الأخيرة أو ما سماه نشطاء بالمجتمع المدني « السبت الأسود» سوف تعيد رسم خارطة التحالفات داخل معسكري باشاغا والدبيبة ومؤشر ذلك رفض سالم جحا الإذعان لتعليمات أسامة جويلي ..
وكشفت تسريبات من الغرب الليبي عن أنّ رئيس البرلمان عقيلة صالح أفصح لبعض المقربين منه منذ أيام انه أمهل باشاغا أسبوعا لدخول طرابلس مع انه يدرك أنّ باشاغا لن يتمكن من ذلك بقوة السلاح..إذن ماذا يريد عقيلة صالح وهل مازال يراهن حقا على حكومة باشاغا؟ بعيدا عن الإجابة حول هذا السؤال الواضح أن عقيلة ومعه حفتر يسعيان لاختراق معسكر الغرب الليبي ثم التمهيد لإطلاق مفاوضات من اجل تشكيل حكومة ثالثة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115