هل سيؤدي النزاع حول ترسيم الحدود البحرية الى تصعيد عسكري بين لبنان والاحتلال الاسرائيلي ؟

تتصاعد الاحتمالات في لبنان من أن يؤدي النزاع حول ترسيم الحدود البحرية الى تفجّر الأوضاع مع كيان الاحتلال ، خاصة في صورة فشل المفاوضات

برعاية أممية وبوساطة أمريكية لتسوية هذا الملف . وجاءت تهديدات أمين عام حزب الله حسن نصر الله التي أكد خلالها على الاستعداد للذهاب الى حرب في صورة ما لم تتم الموافقة على حقوق بلاده في ترسيم الحدود البحرية .
كما أكد نصر الله ان «موضوع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و«إسرائيل» وحقل كاريش لا علاقة له بالاتفاق النووي لا من قريب ولا من بعيد سواء أوقع من جديد أو لم يوقع». وقد سبق لأمين عام الحزب ان هدد بأنه «لا يوجد هدف «إسرائيلي» في البحر أو في البر لا تطاله صواريخ المقاومة الدقيقة».
وقال نصر الله في كلمة متلفزة بثتها وسائل إعلام محلية، إن «المطلوب الالتزام بالحدود التي تطلبها الدولة اللبنانية ورفع الفيتو عن استخراج النفط والغاز في لبنان، وشدّد على أن «المهلة غير مفتوحة، بل تبقى إلى سبتمبر المقبل».
شروط التفاوض
وقد اكدت الحكومة اللبنانية على تمسكها في المفاوضات الأخيرة بالخط 23 الحدودي وحقل «قانا» النفطي كاملاً، ورفضها مشاركة استخراج الغاز وعائداته مع «إسرائيل». ويتنازع الطرفان على منطقة بحرية تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعا وهي غنية بالنفط والغاز، . وقد انطلقت أولى المفاوضات في أكتوبر من عام 2020 حيث تم عقد خمس جولات تفاوض بين الجانبين في مقر الأمم المتحدة بمنطقة الناقورة جنوبي لبنان، إلا أنها جُمدت لاحقا بسبب خلافات جوهرية. فقد قدّم الوفد اللبناني خريطة جديدة تدفع بحق لبنان في 1430 كيلومترًا إضافيًا، وبأن المساحة المتنازع عليها هي 2290 كيلومترًا، وهو ما رفضته «إسرائيل» مما أدّى إلى توقف المفاوضات.
ويبدو ان هذه الأيام ستكون حبلى بالمفاجآت في لبنان الذي ينتظر الردّ الإسرائيلي على مقترح تسوية الخلاف البحري بين الجانبين، مع بدء الوسيط الأمريكي في المفاوضات غير المباشرة «آموس هوكستين» عرضه على المسؤولين في تل أبيب.
ومع اقتراب بدء ضخ الغاز المستخرج من حقل كاريش المتنازع عليه تتصاعد حرب كلامية بين حزب الله والإسرائيليين . حيث أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد أن «إسرائيل مستعدة لمواجهة أي تهديد من الحزب»، لكنها «لا تريد التصعيد». واكد نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب، أن «الاعتداء على قطاع غزة أخّر ملفّ ترسيم (الحدود)، مشيرا الى ان المهلة ستنتهي قبل سبتمبر المقبل».
حرب كلامية
ويرى عديد المراقبين ان هذه التهديدات المتبادلة حرب كلامية للضغط أكثر في شروط التفاوض. فحزب الله لا يريد الحرب لأسباب داخلية مرتبطة بالضائقة المعيشية والأزمة التي تضرب لبنان والتي لا توفر بيئة ملائمة لأي تصعيد كان. كما ان كيان الاحتلال مقبل على انتخابات برلمانية لذلك ليس من مصلحته التصعيد في هذا الملف والمجازفة في حرب مع حزب الله بكل ما يمثله من قوة وعتاد خاصة انه سبق للحزب ان الحق هزيمة بجيش الاحتلال في عدوان جويلية 2006 وأرغم الإسرائيليين على التراجع .
اليوم وفي خضم الأزمة والانهيار المالي الذي يعيشه البلد ، فان الآمال معلقة على الغاز الموجود في البحر قبالة السواحل اللبنانية من أجل الخروج من نفق الانهيار والظلام المالي الذي يعيشه لبنان. وهو اشبه بمعجزة اقتصادية قد تغير كل المعادلات في هذا البلد الذي شهد في تاريخه أزمات اقسى وأشد فتكا وحروبا أهلية عديدة لكنه كان في كل مرة يخرج منها كطائر الفينيق وينفض الرماد ويشع من جديد إقليميا ودوليا . فهل ستكون تسوية ملف ترسيم الحدود البحرية خشبة الخلاص لبلد الأرز ، ام ان الغاز البحري سيتحول الى نقمة وسببا لتزايد الأطماع والتهديدات الإسرائيلية للبنان؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115