بعد سلاح العقوبات والعزلة الإقتصادية ضدّ روسيا: الغرب وسياسة تسليح أوكرانيا ومحاولات قلب موزاين القوى

تتبادل كل من أوكرانيا وروسيا الاتهامات والتصريحات العدائية وذلك في ظل الحرب الدائرة منذ 24 فيفري بين البلدين وفي علاقة بتسليح الغرب لكييف

والذي تستنكره موسكو التي تخشى من تقارب موازين القوى في هذه المواجهة . ونفى الغرب تسليح حلف «الناتو» لكييف مؤكّدا أنّ السلاح الذي تقدّمه الدول المانحة لمساندة السلطات الأوكرانيّة في مواجهة روسيا .
وفي سياق استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتنامي الإتهامات حول تسليح كييف، نظمت الولايات المتحدة اجتماعا ضم أكثر من 40 دولة في شكل محادثات دفاعية مرتبطة بأوكرانيا تركزت حول تسليح كييف كي تتمكن من التصدي لهجوم روسيا في الشرق. من جهته قال وزير القوات المسلّحة البريطاني جيمس هيبي أمس الثلاثاء إنّ المجتمع الدولي الأوسع، لا حلف شمال الأطلسي فقط يقدم الدعم العسكري لأوكرانيا. وجاء تصريح الوزير البريطاني بعد أن قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنّ حلف شمال الأطلسي يخوض حربا بالوكالة مع روسيا محذرا من خطر «حقيقي» لنشوب حرب عالمية ثالثة.
وعقد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الفعالية في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا بعد رحلة إلى كييف تعهد فيها بتقديم دعم إضافي للجهود الحربية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.وقال الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأمريكي إن الهدف الرئيسي للمحادثات جعل المساعدة الأمنية المتزايدة لكييف، -والتي تشمل أسلحة ثقيلة وطائرات مسيرة مسلحة وذخيرة-، متزامنة ومنسقة.
ويرى مراقبون أنّ خطط الغرب لمزيد تسليح جيش كييف تهدف بالأساس لإنهاك الجيش الروسي في معادلة قد تقلب كل القراءات لهذا الصراع الدائر. ويرى متابعون أنّ الغرب بعد إتباعه لسياسة العزلة الإقتصادية عبر فرض حزمة غير مسبوقة من العقوبات على الجانب الروسي والتي كانت نتائجها مزدوجة على موسكو وعلى الدول الغربية على حدّ سواء، يحاول هذه المرة تقديم الدعم للجيش الأوكراني في محاولة لإنهاك جيش بوتين وبالتالي اطالة المعركة وتأجيل مرحلة الحسم في غير صالح الدب الروسي ومنعه من مزيد التقدم نحو مدن أوكرانية أخرى ومنع سيطرته على أرض النزاع.
وفي الآونة الأخيرة أصرّ الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي على دعوة دول الغرب مرارا وتكرارا إلى تزويد بلاده بأسلحة ثقيلة بينها مدفعية وطائرات مقاتلة في مسعى منه لقلب مسار الحرب في حال تمّ دعم بلاده بالعتاد وفق تصريحاته التي يستبعدها الخبراء . إذ يؤكّد البعض أنّ دعم الغرب لكييف بالسلاح سيكون محدودا ولن يصل إلى حجم الترسانة العسكرية التي تمتلكها موسكو وهي الأهم في العالم.
ووفق مراقبين استجاب الغرب لدعوات زيلنسكي إذ بدأ الدعم الأوروبي يتجسّد مؤخّرا من خلال إمداد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة ومعدات، وهو ما واجهته موسكو بالإحتجاج والاستنكار. وتتقدّم الولايات المتحدة الدول المانحة للمساعدات المالية والعسكرية لهذا البلد، وهي من أهم الداعين لفرض مزيد من العقوبات على موسكو.
من العقوبات إلى الدعم العسكري
وحذّرت روسيا الولايات المتحدة من إرسال مزيد من الأسلحة لأوكرانيا. وقال أناتولي أنطونوف، سفير موسكو في واشنطن للتلفزيون الرسمي الروسي، «شددنا على عدم قبول هذا الوضع الذي تُغرق فيه الولايات المتحدة أوكرانيا بالأسلحة وطالبنا بإنهاء ذلك».
وأضاف أنطونوف أن «موسكو بعثت بمذكرة دبلوماسية إلى واشنطن تعبّر عن دواعي قلق روسيا». وأشار إلى أن «من شأن مثل هذه الإمدادات من الأسلحة من الولايات المتحدة أن تفاقم الوضع وتزيد المخاطر التي ينطوي عليها الصراع».
ويترقب العالم آخر تطوّرات الأزمة الراهنة بين روسيا وأوكرانيا وسط تعدّد السيناريوهات الممكنة في ظل تزايد الدعم الغربي لكييف من جهة وتضييق الخناق على موسكو من جهة أخرى ، إذ تتّسم المرحلة بوجود مساع جادّة وحثيثة من الغرب لإضعاف موسكو وما سيحمله ذلك من أبعاد وانعكاسات مدمرة على الصعيد الدولي وعلى صعيد المنطقة .
ويرى مراقبون أنّ ما يحصل اليوم من توتّر على الجبهة الأوكرانيّة الروسيّة تغذيه الحرب الإعلامية والتصريحات الحادة التي تشنّها أمريكا وحلف الناتو باعتبارهما أحد أهمّ مكونات التصعيد الراهن بين كييف وموسكو .
ووفق متابعين فإنّ حدة التصعيد مرتبطة بنشاط حلف الناتو في المنطقة القريبة من موسكو وكييف ولعلّ القطرة التي أفاضت الكأس في هذه الجبهة كانت عودة سيناريو ضمّ أوكرانيا إلى دول حلف الأطلسي مجددا وهو ما تعتبره روسيا مسّا من أمنها القومي وتعديا على سيادتها. المطلب الأساسي لروسيا الآن هو ضمان الغرب ألا تنضم أوكرانيا إلى الناتو.
ووفق متابعين للشأن الدولي أضيف سيناريو الدعم العسكري إلى الجانب الإقتصادي ليكونا أحد أهمّ ركائز المشهد الراهن وقد يكونان العنصر الفاصل في الحرب الدائرة . إذ يمثل خيار لدعم العسكري الذي قد تتبناه الدول الغربية في مواجهة موسكو ورقة ضغط كبرى ضدّ موسكو نظرا لأهميتها وتداعيات الخطير على مسار الحرب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115