طهران والرياض تستأنفان الحوار في بغداد: تفاؤل قلق يرافق جلسات الحوار بين إيران والسعودية

استأنفت إيران والسعودية جلسات الحوار بينهما في بغداد بعد توقف استمر أشهرا نتيجة خلافات منها المُعلن ومنها الخفي ، ويأتي الاجتماع الذي

يتمّ برعاية عراقيّة في إطار مساع حثيثة لتقريب وجهات النظر بين الخصمين التقليديين في الشرق الأوسط. وتم خلال العام 2021 إجراء 4 جلسات حوارية بين طهران والرياض في العاصمة العراقية بغداد بهدف تحسين العلاقات وتجاوز الصراع المتجذّر بين البلدين .

ووفق مسؤول حكومي عراقي تم عقد لقاء هذا الأسبوع بين ممثلين عن الجانبين في محاولات لإضفاء بعض الدفء على العلاقات الفاترة بين الدولتين والذي تعود جذوره لعقود خلت مع العلم أن آخر جلسات الحوار انعقدت في سبتمبر من العام الماضي. هذا ويشار أنّ عام 2016 كان عاما مفصليا في العلاقات بين طهران والرياض، إذ انقطعت فيه العلاقات بشكل رسمي بينهما بعد تعرض سفارة السعودية في طهران وقنصليتها، لاعتداءات من قبل محتجين على إعدام الرياض لرجل الدين السعودي الشيعي المعارض نمر النمر. كما أنّ سياسات البلدين المتناقضة تجاه ملفات حارقة في المنطقة في العراق وسوريا ولبنان واليمن كانت سببا في هذا العداء. ويعود اللقاء الأخير بين الجانبين إلى سبتمبر 2021 .
من جهتها، أكدت وكالة «نور نيوز» الإيرانية على عقد جلسة حوار جديدة ضمت ممثلين لأمانة المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية، ورئاسة الاستخبارات السعودية.وأفادت أن اللقاء جرى في «جو ايجابي»، يدفع الى «تفاؤل باستئناف العلاقات الثنائية». وتوقعت عقد «اجتماع مشترك بين وزيري خارجية البلدين في المستقبل القريب».
وكان من المتوقع أن تعقد جلسة خامسة في مارس إلاّ أنها تأجلت نتيجة خلافات بين الطرفين، ورغم أن المصادر الرسمية لم تعلن عن أسباب التأجيل فقد رأى متابعون أنّ إيران علقت مشاركتها إثر إعدام السلطات السعودية لعشرات أغلبهم شيعة. ودارت بين السعودية وإيران منذ عقود طويلة حرب دينية شيعية سنية كان من بين أهم أسبابها صراع حول النفوذ بين الطرفينفي المنطقة العربية مما جعل العلاقات بين البلدين تُصنّف في خانة العداء المُعلن. وزاد سير إيران نحو امتلاك السلاح النووي من هلع الدول الخليجية وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية . إذ يرى مراقبون أن الحروب بالوكالة بين طهران والرياض وحلفائهما في كل من اليمن والعراق وسوريا ولبنان كانت الفتيل الذي أجّج نيران الصدام بين الجانبين.
واستضافت بغداد يوم 9 أفريل 2021 جولة أولى من محادثات مباشرة بين وفدين من السعودية وإيران تطرقت إلى الأوضاع في اليمن ولبنان والمنطقة بصفة عامة ، وهي خطوة اعتبرها مراقبون بداية تقارب بين الجانبين بعد عقود طويلة من صراع ديني بين السنة والشيعة في المنطقة العربية وما أنتجته من حرب بالوكالة بين حلفاء السعودية وحلفاء إيران في عدة دول.
صعوبات وآمال كبيرة
ويرى مراقبون أنه رغم العراقيل فإنّ العلاقات المتوترة بين المملكة العربية السعودية وإيران تسير رويدا رويدا نحو الإنفراج ، فبعد رفض أية محاولات للحوار والتفاوض بين الجانبين انعقدت في الأشهر القليلة المنقضية عدة اجتماعات بين مسؤولين من طهران ومسؤولين سعوديين بوساطة عراقية بغية إذابة الجليد وتقريب وجهات النظر تجاه عدد من قضايا الإقليم الساخنة.
يشار إلى أن الموقفين السعودي والإيراني يحملان تغيرا جذريا بعد سنوات من العداء ورفض مبدإ الحوار وبعد سنوات من الحرب ذات الأساس الديني السني الشيعي في منطقة الشرق الأوسط والتي تحولت إلى حرب نفوذ تغذيها اصطفافات إقليمية ودولية.
ولا تقتصر الخلافات بين طهران والرياض على علاقات البلدين بل تتعداها إلى الأدوار التي تلعبها الدولتان في عدد من قضايا الإقليم على غرار اليمن والعراق ولبنان وسوريا وقطر. إذ تمتد خيوطها الى الأزمة الخليجية التي اندلعت في 2015 وبدأت مؤخرا في الإنفراج بين المملكة العربية السعودية وحلفائها من جهة وقطر من جهة أخرى ، بشكل مباشر أو غير مباشر لتصل إلى أطراف خارجية تؤثر وتتأثّر على حد سواء بإرهاصات وتداعيات هذا الخلاف المستمر بين دول الخليج ومن بينها إيران .
واعتبر مراقبون أنّ هذا الصدام الذي يمتد تاريخه لعقود طويلة باتت تحكمه في هذه الآونة سياسات ومتغيرات جيواستراتيجية كبرى رافقت وصول الرئيس جو بايدن إلى الحكم في أمريكا ، وما تبع ذلك من تغير في التحالفات الدولية والإقليمية وما فرضته من تنازلات من بعض أطراف الصراع في الشرق الأوسط والحسم في ملفات عالقة لسنوات طويلة على غرار الملف اليمني الذي تلعب فيه كل من طهران والرياض أدوارا هامة .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115