ليبيا: باشاغا يزور الموانئ النفطية.. والخلافات مستمرة مع الدبيبة

كان من البديهي أن تؤدي الخلافات بين الدبيبة وباشاغا حول تسليم المهام إلى التصعيد...وقد أكد فتحي باشاغا منذ بداية الخلاف

بأنه لن يكون سببا في إطلاق رصاصة واحدة، وأنه سوف يبذل الجهود ويتواصل مع الأطراف الفاعلة وذات العلاقة في طرابلس ومصراتة وباقي الغرب الليبي للتنسيق من أجل دخول آمن للحكومة إلى العاصمة طرابلس.
كما عبر باشاغا عن استعداد حكومته لتغطية حاجة أوروبا من النفط الخام لتعويض النفط الروسي، متعهدا بإخراج المرتزقة الروس من بينهم مجوعة «فاغنر»، هذه التصريحات اعتبرها متابعون محاولة منه لكسب دعم الولايات المتحدة والأوروبيين.
ورقة النفط مهمة جدا بالنسبة للفرقاء لذلك أعلن باشاغا عن تحوله أمس السبت على رأس وفد رفيع إلى منطقة الهلال النفطي والموانئ ليعطي رسائل للداخل والخارج مفادها أن حكومته تسيطر على ثروة النفط وهي التي تمتلك حل أزمة موجة الإغلاقات للحقول النفطية وموانئ التصدير..ورقة النفط بهذه الزيارة تكون بيد باشاغا بنسبة 50% في هذا الإطار يرى متابعون بأن وجود باشاغا بالهلال النفطي والموانئ معناه أن التحالف التابع له والذي جاء به لرئاسة الحكومة مازال يثق به..رغم التسريبات التي تتحدث عن اعتزام مجلس النواب تغيير فتحي باشاغا و بعض الوزراء لفشلهم في دخول طرابلس.
أما عن الدعم الدولي خاصة الدعم الأمريكي البريطاني فيشير شق من المراقبين الإقليميين بان واشنطن ولندن ليست لديهما مشكلة في قبول باشاغا، لكن الإشكال في التحالف الذي يدعمه أي القيادة العامة ورئاسة مجلس النواب باعتبارهما مسؤولين عن وجود المرتزقة الروس في ليبيا.
من الصعب أن يفك باشاغا ارتباطه بالقيادة العامة والبرلمان...وبما انه لا أمل في تراجع الدبيبة ولا أمل في تحرك الشارع لدعم قرارات البرلمان من غير المستبعد تسجيل مغامرة عسكرية من طرف الدبيبة أو باشاغا.. وقد وجه الدبيبة وخلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء صريحا للدفاع والداخلية بالتعامل مع ايقاف استخراج النفط وهذا يعني إمكانية شن هجوم على الهلال النفطي أو اختلاق مناوشات مع قوات حفتر في سرت أو قرب الهلال النفطي لغايات سياسية وتشويه صورة باشاغا والتحالف الداعم له.
وكان الفريق محمد الحداد رئيس الأركان أكد فيما يبدو ردا على خطاب الدبيبة الموجهة للدفاع والداخلية على حياد الجيش والابتعاد عن التجاذبات السياسية أو دعم طرف على طرف.. وقلل نشطاء سياسيون من هذا لسبب بسيط هو عدم إذعان الأجهزة والمجموعات المسلحة لرئاسة الأركان أو وزارة الدفاع. على الجانب الآخر يحاول الدبيبة الظهور أمام الغرب على انه الماسك بملف النفط ..وفي سبيل المحافظة على البقاء قد يجد نفسه مجبرا للقيام بعملية عسكرية في شرق البلاد قرب موانىء النفط.
خسائر بـ 550 ألف برميل يوميا
خلال اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة المعين من مجلس النواب، أكدت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشان ليبيا ستيفاني وليامز على ضرورة إبعاد النفط عن التجاذبات السياسية ودعت إلى استئناف إنتاج وتصدير النفط دون تأخير..
من جانبه جدد فتحي باشاغا رئيس الحكومة على ضرورة ضمان التوزيع العادل لإيرادات النفط بين مختلف مناطق البلاد. وكان نشطاء بالمجتمع المدني واعيان للقبائل بشرق و جنوب ليبيا أغلقوا آبار إنتاج النفط فيما قامت مجموعات أخرى بغلق موانىء التصدير بالهلال النفطي..في ذات السياق أكد المجلس الرئاسي مجتمعا وبحضور رئيس جهاز حرس المنشآت النفطية على أهمية إبعاد النفط عن الخلافات السياسية و الإنتاج والتصدير ..
إلى ذلك كشفت المؤسسة الوطنية للنفط عن ان حجم الخسائر جراء وقف التصدير يتعدى50 مليون دولار.
أولوية ايطاليا حيال ليبيا .. وقف التصعيد العسكري ومنع التقسيم
في حديث له عبر الانترنت في مقر كلية لويس للأعمال بالعاصمة الايطالية روما وتبعا لما نقلته وكالة الأنباء الايطالية «نوفا» قال لويجي دي مايو نتابع عن كثب الوضع الدقيق في ليبيا الذي نعتقد انه لا يوجد مخرج آخر له غير تسوية سياسية بين الفرقاء والأطراف المتنافسة، لويجي دي مايو وزير الخارجية شدد بالمناسبة على أن أولوية سلطات بلاده الآن وقف التصعيد العسكري و منع التقسيم.. ومن المعلوم ان ايطاليا احتضنت عديد المؤتمرات ولقاءات قمة على مستوى رؤساء الدول والحكومات أو بين الأطراف القوية في ليبيا على غرار مؤتمر بلارمو بحثا عن حلحلة للازمة واليوم بعد تعثر العملية السياسية و شبح عودة التقسيم وانهيار اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في الثالث والعشرين من أكتوبر 2020 ، أصبح هم الدبلوماسية الايطالية الأول كما اعلن عن ذلك وزير الخارجية دي مايو هو وقف التصعيد العسكري ومنع التقسيم..
تصعيد و مخاوف من الانزلاق نحو العنف له ما يبرره فمجرد وجود حكومتين كل منهما تدعي الشرعية كذلك اندلاع اشتباكات مسلحة بين اجهزة تابعة لحكومة الدبيبة الدفاع والداخلية ( مدينة الزاوية منتصف ليل السبت).
السؤال في ضبابية المشهد السياسي والعسكري هل يمكن للمستشارة الاممية الحيلولة دون تدهور الأوضاع وعودة الأزمة الليبية للمربع الاول؟ يبدو أن عجلة الأحداث والتطورات على الأرض تتلاحق و تجري بسرعة في جو من الاستقطاب الشديد بينما تسير مبادرة المستشارة الأممية ببطء إضافة إلى عدم تحمس مجلس النواب والقيادة العامة للجيش بالرجمة لها... واضح وان الأمور سوف تبقى شديدة الغموض على الأقل لحد تاريخ نهاية أفريل الحالي موعد انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي بشان ليبيا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115