المناظرة التلفزية تعزّز حظوظ ماكرون أمام لوبان: الاقتصاد الهجرة والحجاب والإسلام والسياسات الخارجيّة.. ملفات حارقة تهزّ توازنات الدورة الثانية

أثارت المناظرة التلفزيونية التي جمعت مرشّحي الإنتخابات الرئاسية الفرنسية اليمينية المتطرفة مارين لوبان والرئيس الحالي ايمانويل ماكرون

أمس الأوّل وقد سجلت عديد المواقف المتباينة حول حظوظ الطرفين رغم أنّ أغلب الآراء السائدة ترجح كافة ساكن الإيليزيه للفوز بعهدة ثانية. عشية الدورة الثانية للإنتخابات الرئاسيّة المزمع إجراؤها بعد غد الأحد 24 أفريل، تبادل المترشحان الإتهامات حول ملفات طالما أثارت جدلا في المشهد السياسي الفرنسي على غرار الوضع الإقتصادي الهجرة واللجوء والحجاب والإسلام والأجور والبيئة، والحريات العامة والمؤسسات، والقوة الشرائية، والاتحاد الأوروبي، وغيرها.
وقد شارك المتنافسان النهائيان إيمانويل ماكرون ومارين لوبان مساء الأربعاء في مناظرة متلفزة قدّم خلالها كل من ماكرون ولوبان رؤيتيهما ووجهات نظر كل منهما لقضايا داخليّة تهم الفرنسيين كذلك تصوّر كل منهما لسياسة الإيليزيه الخارجيّة .
المناظرة التي استمرّت ما يقارب الـ3 ساعات متواصلة تخلّلتها مشاحنات واتهامات متبادلة بين الطرفين في محاولة للتأثير على الناخبين المشكّكين والمترددين منهم لا سيما ناخبي اليسار الذين يرى مراقبون أنّ دورهم سيكون حاسما في اقتراع الأحد . وتعرّض ماكرون ولوبان إلى عديد الملفات محلّ جدل محلي ودولي على غرار الوضع الإقتصادي والمقدرة الشرائية للفرنسيين والتي تأثرت بشدة نتيجة جائحة ‹›كورونا›› ، بالإضافة للهجرة واللجوء والإسلام وسياسات باريس الخارجيّة .
ووفق متابعين للمواجهة التلفزية بين الطرفين اعتبرت أغلب الآراء أنّ أداء لوبان لم يختلف عن حضورها في الدور الثاني من انتخابات 2017 التي شهدت بدورها هنّات وزلاّت كانت من بين أسباب خسارتها أمام ماكرون آنذاك.
صدام واتهامات
ووفق خبراء فرنسيين ركزت لوبان في حديثها على مهاجمة منافسها من خلال التركيز على فئة الفرنسيين المتوسطة في محاولة منها لمهاجمة ماكرون الذي اتهم من قبل معارضيه خلال فترته الرئاسية الأولى بأنه يميل للأثرياء .فيما قال ماكرون أن برنامج منافسته ‹›غير منطقي›› وغير قابل للتنفيذ على أرض الواقع. كما أثار الوضع الإقتصادي الفرنسي مشاحنة قوية بين الجانبين حيث ركّزت لوبان على أخطاء منافسها خلال عهدته الأولى معتبرة أنّ «الحصيلة الاقتصادية سيئة للغاية» و»الحصيلة الاجتماعية أشدّ سوءا». في حين اتهم ماكرون لوبان بأنها»تعيش فقط على الخوف والاستياء» منتقدا برنامجها الإقتصادي قائلا أنه ‹›غير منطقي›› . ولعلّ النقطة التي أثارت كثيرا من الجدل كانت مسألة الحجاب حيث اتهم ماكرون منافسته بأنها تدعو إلى ‹›حرب›› أهلية بسبب نيّتها حظر الحجاب الإسلامي في الأماكن العامة قائلا أن ‹›فرنسا بلد الأنوار طالما دافعت واحتضنت كافة الأديان››. وأثارت مسألة الحجاب جدلا واسعا في وقت سابق وصل الى حدّ الإعلان عن تغير سياسة لوبان تجاه الحجاب إلا أنّها أكدت يوم أمس تمسكها بنيتها منع الحجاب في الأماكن العامة ، وهي نقطة اعتبر مراقبون أنها تصب في صالح ماكرون الذي تمكن أمس من مزيد ضمان أصوات الجالية المسلمة والأقليات في فرنسا .
ومن بين النقاط الأخرى التي أسالت الكثير من الحبر اتهام ماكرون للوبان بالميل نحول الحصول على دعم روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين قائلا أن حزبها «التجمع الوطني تحصل على قرض بقيمة 9 ملايين يورو عام 2017 من بنك روسي». وردت مارين لوبن «أنا امرأة حرة تماما»، وعللت الحصول على القرض برفض البنوك الفرنسية إقراض حزبها حينذاك.
وأضافت «أدعم أوكرانيا حرّة لا تتبع لا للولايات المتّحدة ولا للاتحاد الأوروبي ولا لروسيا، هذا هو موقفي». الصدام بين الطرفين استمر خلال حديث الجانبين عن قضايا الإتحاد الأوروبي حيث نفت لوبان نيتها السابقة بإخراج فرنسا من هذا التكتل الأوروبي.
وقد تصدر ماكرون نتائج الدورة الأولى الأحد بحصوله على 27 إلى 28 % من الأصوات متقدما على لوبان (23 إلى 24 %). أظهرت الاستطلاعات الأولى التي أجريت أمس الأول الأحد حول نوايا التصويت في الدورة الثانية، تقدم ماكرون بحصوله على نسبة تراوح بين 51% و54% من الأصوات وهي نسبة أدنى بكثير مما حصد العام 2017 (66%). وفاز مرشح الانتخابات الرئاسية إيمانويل ماكرون عام 2017 بنسبة 66.1% من الأصوات مقابل هزيمة لمنافسته مارين لوبان المتحصلة على 33.9% من أصوات الناخبين.
وقد أجريت الدورة الأولى من الإنتخابات الرئاسية الفرنسية2022 يوم 10 أفريل الجاري بمشاركة 12 مرشحا من كافة الأطياف السياسية ، ومن أبرز المرشحين الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون الذي فاز عام 2017 برئاسة فرنسا، ومنافسته الأوفر حظا مارين لوبان اليمينيّة المتطرّفة، التي كانت أيضا المنافسة الأولى لماكرون في انتخابات العهدة الأولى حيث وصلا إلى الدورة الثانية في سيناريو مماثل لهذه الإنتخابات. وتحصل المرشح اليساري الراديكالي جان لوك ميلونشون على المرتبة الثالثة في ترتيب النتائج المعلنة، يليه المرشح اليميني المتطرّف إريك زمور الذي اتسم خطابه في حملته الإنتخابيّة بالعداء الواضح والصارخ ضدّ المهاجرين والعرب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115