ليبيا: اللجنة العسكرية المشتركة وتداعيات المأزق السياسي

يجمع المتابعون على أن أهم مكسب بعد عشرات الملتقيات والحوارات حول أزمة ليبيا، ما أنجزته اللجنة العسكرية المشتركة 5+5

برعاية الأمم المتحدة اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف في الثالث والعشرين من أكتوبر 2020.
جاء ذلك من رحم مؤتمر برلين 1+2 وقد نجحت اللجنة في تنفيذ عدة بنود وإذ تمكنت من فتح الطريق الساحلي حيث تم سحب دفعة أولى من المرتزقة وجرى تبادل الأسرى والإفراج عن معتقلين من الطرفين... وفجأة أصبحت هذه المكاسب مهددة ليعود الخوف من إمكانية انهيار اتفاق وقف إطلاق النار سيما وأن بوادر هذا الانزلاق نحو الحرب مجددا مازالت قائمة كخطاب التحشيد والملاسنات بين الدبيبة وباشاغا.
من المعلوم أن ممثلي القيادة العامة باللجنة العسكرية أصدروا بيانا في مطلع هذا الأسبوع أعلنوا فيه تعليق أعمالهم عن اجتماعات اللجنة ودعوا إلى غلق الطريق الساحلي وموانئ تصدير النفط على خلفية حجب رواتب منتسبي القيادة العامة من طرف حكومة الدبيبة منتهية الولاية الشيء الذي مثل خيبة أمل لليبيين الحالمين بانفراج الوضع..وكان ممثلو القيادة العامة باللجنة العسكرية المشتركة أبلغوا بعثة الأمم المتحدة بالخطوة ..
وقد جرى توضيح دوافع وأسباب تعليق أعمال ممثلي القيادة العامة صلب البيان الصادر في الغرض أي أنّ حجب الرواتب هو السبب.. غير أن بعض المراقبين أشاروا إلى بيان بمضمون خطير كغلق النفط والطريق الساحلي لا يمكن أن يصدر دون موافقة جهة عليا مثل القيادة العامة للجيش ..
كما يشير المراقبون الى أن اللجنة العسكرية تأثرت بفشل المسار السياسي و بالمأزق الراهن المتمثل في الصراع بين باشاغا والدبيبة حول الشرعية..كل منهما سوف يحاول السيطرة على أهم أوراق اللعبة.. ورقة النفط هي الأهم..فالدبيبة بصدد مغازلة الأوروبيين عارضا مضاعفة صادرات النفط والغاز..وباشاغا وقد يكون مقدما على إبرام صفقات مع الغرب.
مشاورات البرلمان والمجلس الأعلى للدولة تتواصل
على صعيد آخر أصدر نشطاء بالمجتمع المدني وأعيان قبائل بمنطقة الواحات بيانا شديد اللهجة بسبب مخاطر استمرار رفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة تسليم المهام سلميا لحكومة فتحي باشاغا، وهدّد المحتجون بغلق حقول النفط بمنطقة الواحات في حال استمرت حكومة الدبيبة في رفض التسليم..وكانت وسائل إعلام رسمية تابعة لحكومة الدبيبة وصفت المجموعة التي هددت بغلق آبار النفط بمنطقة الواحات بأنها مجموعات موالية لحفتر وباشاغا، داعية إلى عدم الزج بقطاع النفط في التجاذبات السياسية.
في ذات الإطار أقدمت مجموعات من شباب منطقة الزويتينة بالهلال النفطي على منع رسو سفينة بميناء الزويتينة كان من المبرمج نقلها لمليون برميل من النفط الخام..وكانت عدة دعوات صدرت من جهات مختلفة طالبت بإيقاف تصدير النفط في ظل رفض حكومة الدبيبة تسليم أعمالها بطريقة سلسة.
وقد صدرت دعوات عن نشطاء سياسيين ونشطاء بالمجتمع المدني.. كما جاء التهديد بغلق موانىء وحقول النفط من طرف ممثلي القيادة العامة للجيش باللجنة العسكرية المشتركة..
جلسة لمجلس الأمن الدولي
يعقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء، جلسة مشاورات حول ليبيا، قبيل الجلسة الرسمية المقررة في 30 أفريل الجاري.ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن في جلسة 30 أفريل مسألة التمديد لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لفترة جديدة والتصويت عليه، وفقا لوسائل إعلام ليبية وعالمية.
ويناقش مجلس الأمن في جلسة نهاية الشهر الجاري مسألة التمديد لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لفترة جديدة والتصويت عليه.
وفي آخر جلسة حول ليبيا، عقدت في 15 مارس الماضي، دعا مستشار أول للشؤون السياسية بوزارة الخارجية الأمريكية، السفير جيفري دي لورينتيس مجلس الأمن إلى التعاون بشأن قرار تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
وفي نهاية جانفي الماضي، وافق مجلس الأمن الدولي، على تمديد تفويض البعثة الأممية إلى 30 أفريل.ولا تزال رئاسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا شاغرة منذ استقالة المبعوث الخاص السابق السلوفاكي يان كوبيش في 17 نوفمبر ومغادرة منصبه يوم 10 ديسمبر 2021.
باشاغا ينهي زيارته غير الرسمية إلى تونس
من جهة أخرى هاجم رئيس حكومة الاستقرار فتحي باشاغا رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية عبد الحميد الدبيبة محملا إياه المسؤولية فيما قد تؤول إليه الأوضاع ومن أي تصعيد محتمل.
وأكد باشاغا أن حكومته سوف تعالج الانحراف في العاصمة طرابلس بحزم وجدية.. وأنه يرفض خطاب التحريض وتأجيج الخلاف. الجدير بالملاحظة أن رئيس حكومة الإستقرار كما يصفها البرلمان الذي منحها الثقة ، أنهى أمس زيارة خاصة لتونس استمرت أسبوعا التقى خلالها مع عديد الشخصيات السياسية والعسكرية والمالية بحثا عن ضمان دخول امن لحكومته وتسلمها للمهام من حكومة الدبيبة.
من القيادات العسكرية التي التقى بها باشاغا محمد الحصان والمختار الجحاوي وغيرهم.ويهدف باشاغا إلى مزيد ترتيب الأمور الأمنية استعدادا لدخول الحكومة للعاصمة..وكانت حكومة الدبيبة أعلنت عن حالة الاستنفار بالمنطقة الغربية سيما بين طرابلس وراس الجدير كذلك منفذ ذهيبة - وازن تحسبا لدخول باشاغا وبعض وزرائه من تونس.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115