لبنان بين الاستحقاقين الانتخابي والاقتصادي

طوت الأزمة اللبنانية الخليجية صفحتها مع عودة سفراء كل من الرياض والكويت الى بيروت ، ويأتي ذلك في ظل استحقاقات هامة

سياسيا واقتصاديا تواجهها لبنان لعل أهمها الانتخابات النيابية المقبلة في ماي كذلك المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
واعتبرت الكويت ان هذه الخطوة بمثابة نجاح للمبادرة الكويتية التي تتضمن تفعيل التعاون الأمني بين الأجهزة اللبنانية والخليجية..
ولئن ساهمت هذه العودة في التخفيف قليلا من وطأة المخاض العسير الذي يعيشه البلد في الظرف الراهن، الا انه لا يمكن فصل عودة العلاقات اللبنانية الخليجية عن الاستحقاق الانتخابي القادم في لبنان، بكل ما يمثله من أهمية محورية خاصة ان المجلس النيابي القادم ستخرج منه القوى السياسية التي تمثل البلد وتتحكم في توجهاته الخارجية وتحالفاته.
ويرى بعضهم ان الرياض أرادت العودة لاستعادة المبادرة في هذا البلد الإقليمي ذي الموقع الجيوسياسي الهام بين سوريا وفلسطين المحتلة . ويتطلع كثيرون الى ان تساهم هذه الحلحلة في التخفيف من الأعباء الكبيرة التي يلقيها الوضع المالي المنهار على المواطنين خاصة في ظل أزمة انهيار قياسي للعملة المحلية فضلا عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار القدرة الشرائية.
الأكيد ان طيّ صفحة هذه الأزمة سيجعل لبنان يتفرغ للملفات الأخرى الهامة والأساسية وفي مقدمتها ملف التفاوض مع صندوق النقد الدولي ويجعل الحكومة تتفاوض بأريحية. ويعوّل الساسة في لبنان على هذا الاتفاق مع صندوق النقد الدولي من أجل الدفع بعجلة التنمية والازدهار خاصة في علاقة بالقطاعات الحيوية الصناعية الأساسية».
وقد أعلن الرئيس ميشال عون بنفسه بأن «قطار الإصلاحات سينطلق لكي يبدأ تنفيذ الاتفاق، ويبدأ الصندوق في مساعدة البلد مع عودة الدورة الاقتصادية الى سالف نشاطها .
وتحظى الانتخابات اللبنانية اليوم بأهمية كبرى محليا وإقليميا اذ تتنافس القوى الأساسية المهيمنة على المشهد السياسي في ظل انقسام سياسي حاد . وهذا ما يفسّر رغبة كل من جامعة الدول العربية وروسيا بالمشاركة في مراقبة الانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة. علاوة على ذلك فان الاتحاد الأوروبي قرر إرسال بعثة لمراقبة الانتخابات النيابية المقبلة المقرر إجراؤها في 15 ماي المقبل، والتي بلغ عدد المرشحين فيها حوالي 1043 مرشحاً ، فيما بلغ عدد اللوائح 103 لائحة تضمّ 718 مرشّحاً يتنافسون على 128 مقعداً انتخابياً. ويعوّل كثيرون اليوم على صوت الاغتراب اللبناني لإحداث التغيير المطلوب في هذه المنظومة التقليدية التي تحملها قطاعات لبنانية واسعة مسؤولية الانهيار الحاصل . لذلك فإن الانتخابات القادمة هي محطة هامة ومفصلية في راهن لبنان ومستقبله.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115