العراق: المستفيدون في الدّاخل والخارج من معركة تحرير «الفلوجة»

أحرز الجيش العراقي أمس تقدما ملحوظا في آخر خطوات المعركة الحاسمة لتحرير «الفلوجة» الواقعة إلى الغرب من العاصمة بغداد بعد مايقارب السنتين من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي عليها عام 2014 ، وتُعدّ

هذه العملية العسكرية بداية لمرحلة جديدة من عملية استعادة السيطرة على بقية المدن والمنشات الواقعة في يد التنظيم الإرهابي.

وبدأت قوّات الجيش العراقي عملية تحرير «الفلوجة» ذات الغالبية السنية المعقل الرئيس لتنظيم «داعش» الإرهابي ، وسط مشهد سياسي متوتر يعيش على وقعه العراق منذ أشهر ومظاهرات أسبوعية منددة بالفساد ،وهو ما وضع حكومة حيدر العبادي أمام تحدّي الإصلاح الذي انضاف لحزمة التحدّيات المطروحة أمامه سواء الأمنية والاقتصاديّة أو الأزمات الإقليميّة .

يشار إلى أن القوات العراقية تشارك بالإضافة إلى دعم جوي غربي ودعم من الحشد الشعبي الشيعية على الميدان المدعومة من إيران، في العملية العسكرية»الفلوجة» ذات الغالبيّة السنيّة ، زاد الخشية من حدوث مذابح ذات صبغة طائفية. وحسب تقارير في الغرض يتمركز مابين 500 و1000 مقاتل من التنظيم الإرهابي في المدينة القريبة من العاصمة بغداد .

وتحمل معركة تحرير «الفلوجة» أبعادا داخلية وأخرى خارجية متعدّدة نظرا للعمل الوثيق بين السلطات العراقية والولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا في الاستعداد لهذه المعركة المصيرية التي يرى مراقبون أنها بنفس الأهمية للجانبين باعتبار أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما يستعد لتسليم كرسيه لخليفته خلال أشهر. لذلك وضع متابعون معركة «الفلوجة» في سلّة المعركة الانتخابية لحزب أوباما لما يحمله الانتصار على تنظيم «داعش» الإرهابي هناك من ايجابيات وتأثير على المشهد الأمريكي والدولي. بالإضافة للدور الأمريكي تؤثّر عدة أطراف أخرى في الداخل العراقي سواء عبر دعم طائفة معينة على غرار الدّعم الإيراني الجليّ لميليشيات الحشد الشّعبي الشّيعية أو الدور التركي وحربه ضدّ الأكراد خشية توسّع نفوذهم في العراق وتأثير ذلك على المشهد الدّاخلي في أنقرة.

نقاط الاستفادة
من جهته أكّد الكاتب والمحلّل السياسي العراقي منتظر ناصر لـ«المغرب» أن البلاد تمر بمأزق سياسي كبير منذ مدة ليست بالقصيرة، وصلت في الوقت الراهن إلى حالة من الغليان أدى إلى اقتحام المنطقة الرئاسية (الخضراء) من قبل متظاهرين غاضبين وصولا إلى اشتباكات في الشوارع القريبة من تلك المنطقة منذ يوم الجمعة، سعيا لتحقيق الإصلاح المنشود الذي فشل فيه رئيس الوزراء حيدر العبادي بعد عدّة وعود بسبب رفض الكتل السياسية التي بدت غير مستعدة للتخلي عن مكتسباتها وحصصها داخل السلطة وفق تعبيره.
وأشار ناصر إلى أنّ التطورات الأخيرة جاءت في ظل تطورات أمنية متلاحقة، بدءا بانفجارات إرهابية دامية في بغداد والمحافظات الأخرى وصولا إلى مسألة اقتحام الفلوجة التي تعد قلعة تنظيم «داعش» الارهابي غربي العراق، والتي أراد لها العبادي أن تكون طوق إنقاذ له لصرف الأنظار عن الإصلاحات التي أصبح من الواضح صعوبة إجرائها.

واعتبر محدّثنا أنّ ذلك لا يعني أن عملية تحرير الفلوجة التي انطلقت مؤخرا، جاءت مصادفة، مضيفا أنها أول مدينة خضعت لسيطرة التنظيم الارهابي «داعش» غرب البلاد، لتصبح بذلك «قلعته» و»رمزه الحصين»، وتابع الباحث العراقي :»ورغم قربها من العاصمة بغداد، وتوعد فصائل الحشد الشعبي بتطهيرها إلا أن مسالة تحريرها ظلت سرا لم يكن يعرفه أحد، لكن لجوء الحكومة إلى طوق إنقاذ واستعداد الحشد الشعبي لاقتحامها بفعل العمليات الإرهابية التي يشار إلى أنها مصدره الأكيد، وحاجة الإدارة الأمريكية إلى نصر إعلامي يغير من معادلة الانتخابات المقبلة، هو ما سرع من تحرير المدينة التي ظلت عصية طوال الفترة الماضية».

الأطراف المؤثّرة
وعن الدور الذي يلعبه الحشد الشعبي في العراق شدّد محدثنا على ضرورة التعريف أولا بأن....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115