لقاء في طهران جمع أبرز مسؤولَين أمنيين في إيران وسوريا: الأزمة السورية وتأثيرات المتغيّرات الجيوسياسية في العالـم

احتضنت العاصمة الإيرانية طهران يوم أمس الأول الأحد اجتماعا أمنيّا هو الأول منذ أكثر من عامين والذي جمع مسؤولين أمنيين إيرانيين بنظرائهم

من سوريا الحليفة الوثيقة للنظام الحاكم في طهران . الاجتماع الذي انعقد بين أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك، يأتي وفق تقارير إعلاميّة في سياق مزيد تعزيز التعاون الأمني بين الحلفاء وذلك في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم بشكل عام متغيّرات جيوسياسيّة حادّة ستكون بمثابة المنعطف الذي سيؤثّر على الأزمات الدوليّة .

وقد بحث اللقاء «التطورات الأخيرة على الساحة الدولية وانعكاساتها على المنطقة»، دون تفاصيل إضافية. ويرى مراقبون كما أنّ التطورات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا كانت من بين اهم البنود المطروحة في الإجتماع الأمني السوري الإيراني الأخير ، مع العلم أنّ سوريا كانت أول دولة عربية تعلن مساندتها للعملية العسكرية التي تشنها موسكو في أوكرانيا.

وقد عرفت العلاقات الإيرانية السورية تطوّرا ملحوظا على امتداد العقود الأخيرة ، حيث مثلت كل من طهران وموسكو أهم حليفين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في وجه المعارضة الدولية والمحلية . وتتلقى دمشق دعما إقتصاديا وسياسيا وعسكريا هاما من الجانبين الروسي والإيراني . ووفق تقارير إعلامية فقد بحث اجتماع يوم أمس الأول سبل تعزيز وتكثيف هذا التعاون بين البلدين.وأكد شمخاني خلال استقباله مملوك، أن طهران ستواصل تقديم هذا الدعم.وقال «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي دعمت الحكومة والشعب السوريين في أصعب الظروف وذروة تحركات الجماعات الإرهابية، عازمة على مواصلة دعمها لسوريا حكومة وشعبا»، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية «إرنا». ويعود اللقاء الأخير المعلن بين شمخاني ومملوك الى 2020، خلال زيارة المسؤول السوري لطهران للتعزية بمقتل اللواء في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد.

وأشارت وكالة الأنباء الرسمية السورية إلى أن اللقاء بحث في «التطورات الأخيرة على الساحة الدولية وانعكاساتها على المنطقة»، دون تفاصيل إضافية.ورأى مملوك أن تعاون دمشق وطهران «في مجال مكافحة الإرهاب يصب في دعم الأمن الإقليمي في المنطقة»، وفق «سانا» التي أكّدت أن الطرفين بحثا في «مواجهة المساعي الأمريكية التي تهدف لإعادة تصنيع وإحياء التنظيمات الإرهابية في سوريا’’.واعتبر شمخاني أنّ تواجد الولايات المتحدة، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، «يشكل أكبر عقبة أمام السلام والاستقرار» في سوريا، بحسب «إرنا».

للإشارة ينعقد هذا الإجتماع في ظلّ التطوّرات المتسارعة التي يشهدها العالم بعد بدء روسيا لعمليّة عسكرية في أوكرانيا وما تبع ذلك من جدل وتوتّر حاد ومتصاعد مع الغرب خصوصا الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي.

موقف روسي إيراني
وفي إطار التأثيرات القريبة والبعيدة لما يحدث في أوكرانيا تعد سوريا ضمن أول الأزمات تأثرا بما يحصل حيث تضع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، المنطقة العربية ككل أمام حسابات صعبة، متعلقة بكل من سوريا وإيران، و«إسرائيل» والدول الخليجية ، علما بأنّ روسيا تمثل لاعبا قويا في ملفات المنطقة الحساسة.

ومنذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الاعتراف باستقلال إقليمي ‘’دونيتسك ولوغانسك’’ الانفصاليين الأوكرانيين ، كان الرئيس السوري بشار الأسد أول داعم للقرار واعلن عن اعتراف بلاده باستقلال «جمهورية دونيتسك الشعبية» و»جمهورية لوغانسك الشعبية». ويمثل الوجود العسكري الروسي في سوريا قلقا كبيرا للجانب الأمريكي في وقت يشهد فيه الدور الأوروبي الأمريكي تراجعا في هذه الدول، مقابل تزايد النفوذ الروسي الإيراني والصيني كذلك الأمر في ليبيا حيث تبدو روسيا ومصر والسعودية والإمارات وتركيا هي الدول التي تلعب دورا أساسيا في النزاع في هذا البلد ، وذلك في تراجع ملحوظ للدور الغربي الأمريكي.

وتعدّ سوريا من بين أهم الملفات الحيوية لكل من طهران وموسكو في الشرق الأوسط ، خاصة في ظلّ الوجود العسكري الأمريكي في شمال شرق سوريا وما ينجر عنه من حرب نفوذ هناك بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن وقوات النظام المدعومة من روسيا وإيران. وينتشر نحو 900 جندي أمريكي في شمال شرق سوريا، وفي قاعدة «التنف» الواقعة جنوبا قرب الحدود مع العراق والأردن، وذلك في إطار التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم «داعش» الإرهابي. وسبق للولايات المتحدة أن أعلنت عن قصف مواقع لفصائل مسلحة قريبة من طهران في مناطق حدودية في سوريا والعراق تتهمها بشنّ هجمات تستهدف قواتها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115