سوريا ... عملية إنزال جوي أمريكي في «إدلب»: معركة «إدلب» وتبعاتها السياسية والعسكرية

نفّذت قوات أمريكية فجر أمس الخميس عمليّة إنزال عسكري في مدينة «إدلب» شمال غربي سوريا، في أحدث عمليّة عسكريّة تنفذها أمريكا

على الأراضي السورية مند أكتوبر 2019. ووفق مراقبين تعتبر معركة ‘’ادلب’’ المؤجلة لعدة أسباب أهمّ معركة قد تحدّد مسار الأزمة السياسة المستمرة في البلاد منذ 2011.
وقد نفذت قوات أمريكية عملية إنزال جوي عبر مروحيات بمساندة مقاتلة «إف 16» قرب قرية أطمة شمالي إدلب.فيما قالت مصادر في الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء»، إن 13شخصا من بينهم 6 أطفال و 4 نساء، قُتلوا جراء العملية العسكرية. وذكرت مصادر من قوات الأمن المحلية، أنّ القوات الأمريكية أخرجت أحد الأشخاص حيا من المنزل المستهدف وأخذته معها بعد انتهاء العمليّة.
ووفق تقارير فان من بين الجماعات المتشددة النشطة في شمال غرب سوريا تنشط جماعة حراس الدين التابعة لتنظيم القاعدة ومن بين قادتها مقاتلون أجانب.
وقالت مصادر إعلامية إن القوات الأمريكية استخدمت طائرات مسيرة لاستهداف الجماعة مع متشددين آخرين في المنطقة على مدى سنوات لكن عملية اليوم هي الأكبر من نوعها فيما يبدو والتي قامت بها القوات الأمريكية في شمال غرب سوريا منذ مقتل أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم ‘’داعش» الإرهابي في غارة شنتها قوات خاصة أمريكية عام 2019.وعرضت الولايات المتحدة مكافآت لمن يدلي بمعلومات تقود إلى التعرف على زعماء بارزين من جماعة حراس الدين. وتعتبر منطقة شمال غرب سوريا آخر معقل للمعارضة التي تقاتل الرئيس بشار الأسد في البلاد. وأقوى فصيل في المنطقة وهو هيئة تحرير الشام التي كان يطلق عليها «جبهة النصرة» والتي كانت جزءا من تنظيم القاعدة حتى عام 2016. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» جون كيربي، في تصريح مقتضب، إنّ «العملية تمت بنجاح»، ودون خسائر بين الجنود.ولم يذكر المسؤول الأمريكي، تفاصيل عن الشخص ولا عن المجموعة المستهدفة في العملية.ونقلت وكالة «أسوشيتد براس» عن مسؤول أمريكي (لم تسمه)، قوله إن قوات بلاده دمرت مروحية شاركت في العملية بعد تعرضها لخلل فني.
وتنفذ القوات الأمريكية التي تقود التحالف الدولي بين الحين والآخر ضربات في إدلب تستهدف قياديين ‘’إرهابيين’’ مرتبطين بتنظيم القاعدة. وأعلن الجيش الأمريكي في 23 أكتوبر عن مقتل القيادي البارز في تنظيم القاعدة عبد الحميد المطر، في غارة شنتها في شمال سوريا.وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي (سنتكوم) جون ريغسبي في بيان حينها إن «القاعدة لا تزال تشكل تهديدا للولايات المتحدة وحلفائنا». وأضاف أن التنظيم «يستخدم سوريا كملاذ آمن لإعادة تشكيل نفسه والتنسيق مع فروع خارجية والتخطيط لعمليات في الخارج’’.
تطورات متسارعة
ويشهد الميدان السوري تطورات عسكرية متسارعة كما يشار إلى أنّ ‘’ادلب’’ السورية تعد من بين آخر واهمّ المعارك المؤجلة في سوريا لما تحمله من أهمية إستراتيجية ودولية وإقليمية نظرا لتداخل مما الأدوار الخارجية فيها سواء التركية أو الأمريكية أو الروسية.
ويدخل هذا التصعيد في المشهد السوري مجددا في دوامة التعقيد والمواجهات الخارجية خاصة وان تركيا تسعى منذ سنوات لفرض وجودها العسكري والسياسي في سوريا بغية مواجهة النفوذ الكردي على حدودها وسعيا منها لكسب موطئ قدم لها في المنطقة واستعمال ذلك كورقة ضغط ضد أمريكا وروسيا لتحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية. هذا التداخل في الأدوار الخارجية في ‘’ادلب’’ جعل منها أرضا خصبة للصدام بين قوات النظام وحلفائه وباقي الأطراف الدولية من جهة والتنظيمات الإرهابية الموجودة هناك
ويتمتع النظام السوري بدعم روسي ويراهن الجانب التركي على معركة ‘’ادلب’’ لتحقيق نقاط تقدم في سوريا. وتخشى تركيا التي تحاول عبر جهود مضنية فرض رؤيتها في الشمال السوري من تزايد نفوذ الأكراد قرب حدودها ممايشكّل تهديدا صريحا لأمنها القومي.ويتمركز الأكراد منذ سنوات في الشمال السوري بعد تحقيقهم لانتصارات في المعارك ضد تنظيم ‘’داعش’’ الإرهابي في سوريا.ويعيش في ‘’ادلب’’ نحو ثلاثة ملايين شخص قتل منهم أكثر من 900 مدني.
ويرى مراقبون أن المرحلة الراهنة التي تعيشها سوريا امتداد لمشروع تركي لتوسيع النفوذ في سوريا وخصوصا الشمال السوري في سعي من أنقرة لبسط النفوذ هناك وتحقيق حلمها بالتوسّع إضافة الى التسلّل التركي إلى شمال إفريقيا بالتحديد ليبيا ومحاولات جرها إلى مربع نفوذها على غرار خططها في شمال سوريا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115