كثّف هجماته في الآونة الأخيرة : هجوم الحسكة الأخير يجدّد المخاوف الدولية من عودة تنظيم «داعش» الإرهابي

لفتت تقارير إعلاميّة مؤخّرا النظر إلى تجدّد نشاط تنظيم ‘’داعش’’ الإرهابي في كل من سوريا والعراق بعد النجاح سابقا في تحجيم نفوذه ونشاطه في بؤر التوتر ،

وزادت فرضية عودته للنشاط بشكل مكثف بعد الهجوم الأخير الذي استهدف سجن ‘’غويران’’ في مدينة الحسكة السورية والمخاوف التي تلت ذلك على علاقة بإمكانية استعادة هذا التنظيم الإرهابي قدراته .
ويرى مراقبون أن هجوم الحسكة الذي نفذه تنظيم «داعش» الإرهابي في الأسبوع المنقضي أثار حزمة من التساؤلات حول أبعاده وتداعياته على المشهد الأمني والسياسي في المنطقة برمتها بعد سنوات من الحديث عن الإنتصار في مواجهة ما يعرف بتنظيم ‘’الدولة الإسلامية’’ في كل من العراق وانحسار نفوذه في باقي الدول على غرار سوريا بعد نجاح النظام السوري في استعادة أغلب المناطق التي كانت تحت سيطرته.
ووفق تقارير إعلامية فإن الهجوم الأخير أعاد المخاوف الدولية حول قدرات التنظيم الإرهابي إلى الواجهة وقد شارك فيه أكثر من 100 إرهابي بالإضافة إلى الحديث عن هروب مايقارب الـ800 إرهابي كانوا في سجن ‘’غويران’’ وفق تقرير نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ورغم إعلان «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية والتي تضم في غالبيتها مقاتلين أكراد - استسلام 550 عنصر من «داعش» بعد ستة أيام من الهجوم إلاّ أن التحذيرات الدولية لازالت مستمرة خشية تداعيات هذا الهجوم الذي يعدّ الأعنف والأخطر منذ سنوات من إعلان هزيمة التنظيم الإرهابي.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن «ما يصل إلى 45 ألف شخص نزحوا من منازلهم إلى أحياء أخرى من مدينة الحسكة، منذ بدء هجوم التنظيم على سجن ‘’غويران’’ في الحسكة. ووفق تقارير إعلامية فقد أدت الاشتباكات بين الطرفين إلى نزوح أكثر من 45 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة، ومقتل سبعة مدنيين على الأقل و45 من «قوات سوريا الديمقراطية» و114 من عناصر «داعش»، بحسب حصيلة للمرصد . من جهتها اعتبرت ألمانيا على لسان رئيس استخباراتها أن ‘’داعش’’ الإرهابي يزداد قوة وتحول إلى «شبكة لا مركزية»، ووفق قراءات أخرى يرى البعض أنّ التنظيم يسير نحو تكثيف نشاطه وخلق جبهات قتال متعددة في خطوة لمنع محاولات اجتثاثه من جديد وفق خبراء ومحللين.
كما حذر التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ، من أن «تنظيم «داعش» لا يزال يشكل خطرا «وجوديا» للمنطقة، وقال المتحدث باسم التحالف اللواء جون برينان في بيان إن «السجون المؤقتة في جميع أنحاء سوريا تشكل أرضا خصبة لفكر داعش الفاشل»، داعيا إلى ضرورة التحقيق «بدقة في الظروف التي سمحت بهذا الهجوم».وأضاف أن «هذه المشكلة هي ليست داخل هذه المدينة فقط، بل هي مشكلة عالمية تتطلب تضافر جهود العديد من الدول لتطوير حل دائم طويل الأمد».
وتقدر الأمم المتحدة عدد عناصر التنظيم النشطين في سوريا والعراق بنحو عشرة آلاف، في حين تقول قوات سوريا الديمقراطية إن السجون التي تسيطر عليها تضم نحو 12 ألف إرهابي من نحو 50 جنسية.

مخاوف وتوقعات
لم تقتصر هجمات ‘’داعش’’ الإرهابي لم تقتصر على سوريا بل سجل العراق أيضا هجمات متكرّرة حملت توقيعه ، وكان لتبني ‘’داعش’’ الإرهابي لعدد من التفجيرات تحت اسم ‘’ولاية العراق’’ ، وقع على المشهد الأمني والسياسي في البلاد بعد سنوات على إعلان الدولة العراقية انتصارها على التنظيم الإرهابي الذي أرهق نشاطه الإرهابي العالم أجمع. وجاءت التفجيرات التي هزت العراق لتؤكد تقارير وتحذيرات دولية سابقة من مخاطر محاولات هذا التنظيم الإرهابي لإعادة هيكلة بنيته المتهالكة وسعيه لتفعيل نشاط خلاياه النائمة.
وأعلن العراق في ديسمبر 2017 انتصاره على تنظيم ‘داعش’’ الإرهابي بعد استراتيجية عراقية مدعومة بتحالف دولي لمكافحته منذ ظهوره في جوان 2014 ومحاولاته تأسيس دولته المزعومة. وبعد إعلان رئيس الوزراء العراقي آنذاك حيدر العبادي رسميا ‘’النصر’’ على تنظيم مايسمّى ‘’الدولة الإسلامية’’ في الموصل واستعادة ثاني أكبر مدينة عراقية من قبضته وقد حذرت أغلب دول العالم عربية وغربية من عدم الإستهانة بالمرحلة التي ستلي النصر على هذا التنظيم الذي سيسعى بكل ما تبقى له من قوة للملمة خلاياه النائمة ومحاولة إعادة بناء هيكله الداخلي بعد مقتل زعيمه أبي بكر البغدادي في غارة جوية أمريكية.

وسبق للجانب الفرنسي أن حذر من إمكانية عودة تنظيم مايسمى ‘’الدولة الإسلامية’’ الذي قد يعود إلى الظهور مجددا في سوريا والعراق.وبعد هزائمه في الشرق الأوسط في العراق وسوريا بالأساس تقول دراسات وبحوث دولية أن هذا التنظيم الإرهابي نقل مركز ثقله إلى قلب القارة الأفريقية عبر الأراضي الليبية .لكن هذه الآونة يواجه كل من العراق وسوريا مرحلة من تجدد نشاط «داعش» الإرهابي وتدهور الوضع الإقتصادي ، تضاف إلى تحديات المرحلة الصعبة التي تواجهها المنطقة العربية والعالم أيضا.ولعلّ عودة التنظيم لم تكن مستبعدة باعتبار انتشار خلاياه النائمة في عدة مدن إلا أن تزايد نشاطه وهجماته في هذه الآونة يتزامن مع تخبط سياسي وإقتصادي وصحي يعيشه العالم مع معضلة مواجهة وباء كورونا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115