الاحتفاء باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في الألكسو : القضية الفلسطينية تظلّ قضية كل أحرار العالـم حتّى يستعيد الشعب الفلسطيني حريته وحقه

أحيَت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» «ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني»، بالتعاون مع سفارة دولة فلسطين

لدى الجمهورية التونسية ومركز جامعة الدول العربية تونس، وذلك بمشاركة عدد من الفعاليات ومن سفراء الدول العربية والأجنبية والمفكرين والمثقفين والأكاديميين.

وشدد د. محمد ولد أعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، في كلمته على أهمية إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، للإسهام في لفت انتباه المجتمع الدولي للقضية الفلسطينية وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وبناء دولته وعاصمتها القدس الشريف. كما أكّد حرص الألكسو ودعمها المطلق للشّعب الفلسطينيّ في دفاعه المشروع عن حقوقه غير القابلة للتّصرف، وفي مقدمتها حقّه في إقامة دولته المستقلة على أرضه، وفي هذا الإطار تؤكد «الألكسو» أنها ستعزّز جهودها على كافة المستويات لدعم دولة فلسطين في مجالات التربية والثقافة والعلوم.
وألقى د. محمد صالح بن عيسى، الأمين العام المساعد رئيس مركز الجامعة في تونس كلمة أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، والتي تؤكد على ضرورة الانتقال من مرحلة إدارة الصراع والحلول المؤقتة إلى التسوية النهائية والحل الدائم، ونوه بما جاء في كلمة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين أمام الجمعية العامّة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والسبعين (76) من تأكيد على تحقيق السّلام وضرورة تطبيق تنفيذ قرارات الشرعية الدولية مؤكدًا على أن القضية الفلسطينية تظلّ قضية كل أحرار العالم حتّى يستعيد الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله.

كونية الحق الفلسطيني
وقدم الوزير الفلسطيني المشرف على الإعلام الرسمي الفلسطيني وهو كذلك عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية مداخلتيهما عن بعد. من جهته شددّ سفير دولة فلسطين هايل الفاهوم في كلمته على كونية الحق الفلسطيني، وفي هذا الإطار تتأكّد ضرورة التّصدي للكيان الصهيوني، وفق استراتيجية دولية لما يقوم به من سياسات للتجهيل والافساد وخلق الأعداء الوهميين. وأضاف قائلا: «نقف اليوم أما واقع جديد ومنطلق جديد، فأنتم تعرفون كل الممارسات التي يقوم بها الكيان الصهيوني. وشعب فلسطين لا يصارع طرفا بل يواجه استراتيجية كونية تمّ الترتيب لها من أكثر من قرنين . وهو ليس صراعا ثنائيا بل انه صراع في وجه استراتيجية كونية هدفها تفتيت أمتنا العربية والاستيلاء على ثرواتها». وأضاف :«ونحن في الصف الأول من المعركة وبإمكانياتنا المتواضعة استطعنا ان نصمد. والشعب الفلسطيني -في اطار صموده على الأرض - كشف الحقائق الموضوعية لما يدور في المنظومة الكونية للسيطرة على عقولنا وتجهيلنا. وهذه الحقائق الموضوعية بدأت تتكشف في أوساط هذه الدول نفسها. وعلينا ان نتعلم كيف نتواصل معهم مستقبلا بهذا الوعي المتفجر في داخل هذه المجتمعات . نحن لسنا المشكلة بل نحن الحل وهم المشكلة، زورّوا كل الحقائق الموضوعية، وللأسف قلّة مراكز البحث لقراءة الذات والآخر جعلتنا عاجزين عن مواجهة هذه الترتيبات الكونية. وتابع: «أقول ترتيبات ولا أقول «مؤامرة» لأني أكره كلمة مؤامرة لأنها تعبّر عن كسل فكري ..هي ترتيبات تراكمية قاموا بها و علينا نحن ان نقوم بترتيباتنا الخاصة دفاعا عن السلام والاستقرار والحرية ودفاعا عن الإنسانية جمعاء». وختم: «علينا ان تتوقف عن الشعارات لأننا نحتاج الى آليات للانتقال من استراتيجيات رداّت الفعل المبنية على الظاهرة العاطفية الى استراتيجيات الفعل المبنية على الفعل والعقل وتراكمية الإنجاز وهذا ما سيسقط استراتيجية الآخر من داخله .» وشدد سفير فلسطين على أهمية الوحدة الفلسطينية لمواجهة كل التحديات منوها بان الاختلاف في الاجتهاد ليس خطأ بل ان الأجدر مناقشة هذا الخلاف في الغرف المغلقة للسير خلف من لديه استراتيجية سليمة للاقتداء بها».

اعرّف عدوك
من جهته ، قدّم الأستاذ الدكتور فوزي البدوي، أستاذ الدراسات اليهودية ومقارنة الأديان في الجامعة التونسية محاضرة بعنوان» معنى النكبة مجددا، أكد خلالها على أهمية معرفة الحركات الدينية الصهيونية بكل ما تحمله من فكر خطير موضحا بأنها تؤمن بشكل أساسي بما يسمى بـ«أرض إسرائيل الكاملة» والتي لا تقتصر على الجولان فقط بل تشمل داخل الضفة الغربية وداخل ما يعرف وفق الأدبيات الصهيونية بيهودا والسامرة . وقال ان هذا التيار الصهيوني بدأ يتمدد ويتسع ويرفع شعار بان «اليهودية هي الحل» وهذه اليهودية الصهيونية شديدة الميراس والتي تؤمن بانه لا وجود لحل في القدس الا داخل الأفق التوراتي لان هذه القدس وبيت المقدس بالأساس يجب ان تُهدم -بحسب هذه الأدبيات- والتي لها ثوابت تقوم بها فيما يتعلق ببيت المقدس. وأضاف: «يجب ان يفهم السياسيون العرب ذلك لأن هذه بديهية تكاد تكون رياضية ، فقبة الصخرة يجب ان تهدم وفق هؤلاء الصهاينة وهذا التيار لضرورات دينية . ولا يتعلق الأمر بعملية اختيارية بالنسبة للصهيونية الدينية بل هذا واجب ديني لان جزءا من الشرائع اليهودية والمؤسسات الدينية اليهودية موجود داخل الهيكل بحسب زعمهم . لذلك سيحاولون مرة تلو الأخرى احراق المسجد الأقصى لتحقيق مآربهم».

كما اكد د.إبراهيم الشائبي وزير الشؤون الدينية على عمق الروابط التي تجمع الشعبين التونسي والفلسطيني؛ والتي مردها منزلة فلسطين ومكانة الأقصى في قلوب التونسيين، الذين وقفوا يعاضدون الحق بدمائهم الزكية ونفوسهم الأبية وأياديهم السخية. وأشار إلى المواقف التونسية الثابتة والمشرفة مع فلسطين تجلت في احتضان تونس للقيادة الفلسطينية وإيواء أبطالها وكفالة أشبالها عندما ضاقت بهم الأرض رحبت. الأمر الذي أدى لامتزاج الدماء التونسية والفلسطينية في الغارة الصهيونية على مدينة حمام الشط.

وقد تخلّل الفعالية عرض فيلم وثائقي عن تاريخ فلسطين، كذلك عرض للوحات وكتب عن القضية الفلسطينية وبعض المطرزات التقليدية الفلسطينية، بتوقيع أنامل المبدعة الفلسطينية هناء مغامس ...هذه المناضلة الفلسطينية التي طالما عبّرت عن حبها ووفائها لوطنها الأبدي بلوحات فسيفسائية مطرزة بأجود أنواع الخيوط التي تحاول مغامس تأمينها من أرض فلسطين، لكي تكون أعمالها الفنية تحفا فلسطينية الروح والهوى حتى آخر رمق. فأرض فلسطين بكل ما فيها من برتقال وزيتون قدسي، كذلك حكاية فلسطين بكل محطاتها التاريخية النضالية ، تعكسها –مغامس- بكل حرفية وحب وعشق لتغزل مع كل خيط دمعة حنين لوطن كان وسيبقى منبت كل الأحرار وبوصلة المناضلين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115